شبكه صوت الجنوب

ads header

لا حلّ لمشكلات حضرموت الأمنية والخدماتية إلاّ ببسط الحضارمة أيديهم على أرضهم وثرواتهم .

شبكه صوت الجنوب

لا حلّ لمشكلات حضرموت الأمنية  والخدماتية إلاّ  ببسط  الحضارمة أيديهم  على أرضهم وثرواتهم  . 

محافظة حضرموت من أهم المحافظات الجنوبية التي حباها الله بخصائص ومميزات قلّ ما توجد  في غيرها من المحافظات الأخرى؛ شواطئ جميلة، وبحار غنية بثرواتها السمكية، وأراضي واعدة تختزن في جوفها وفوقها ثروات هائلة زراعية ومعدنية ونفطية، ومن أهم هذه الثروات إنسانها الذي يتمتع بالطيبة والميول إلى الحياة المدنية والصدق والأمانة والتسامح والقدرة على الاندماج والتفاعل مع المجتمعات والشعوب الأخرى التي اضطرته الحياة إلى الهجرة إليها، حيث أسهم الحضرمي المهاجر في نهضة وتقدم هذه المجتمعات وبنائها، وله بصمات واضحة حتى اليوم في جنوب شرق آسيا، وفي بلدان القرن الإفريقي، والبلدان المطلة على المحيط الهندي، وفي دول الخليج والجزيرة العربية، وقدمت حضرموت كوادر وقيادات تتمتع بكفاءات عالية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والمالية والإدارية، والتي يشار إليها بالبنان في فترات تاريخية مختلفة.. وفي السنوات الأخيرة تعيش حضرموت ظروفاً حرجة ومقلقة للغاية أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وخدماتية ، حيث تتعرض تلك القيم التي ميزت الحضارمة منذ القدم للتدمير والامتحان، فصارت حضرموت تتصدر وكالات الأنباء المحلية والعالمية في  الأحداث المخلة بالأمن وفي أعمال القتل والاغتيالات  والإختطافات  والسطو، بعد أن كانت يُضرب بها المثل في الأمن والاستقرار والهدوء، ومنذ عام 1994م والمصائب تتوالى عليها، حيث شهدت وتشهد عدد من مدنها ، ولاسيما الوادي  اغتيالات لعدد من كوادرها الأمنية والعسكرية، وأعمال سطو بقوة السلاح على سيارات وأموال بعض المواطنين، وقد راح ضحية لهذه الاغتيالات قادة عسكريون وأمنيون كبار، مثَّل فقدانهم خسارة كبيرة على حضرموت وعلى البلاد  بشكل عام، فلا يمر يوم إلا ونسمع عن حادثة قتل أو اغتيال أو إختطاف  هنا وهناك..، سقوط عدد من القتلى والجرحى بسبب خلاف على قطعة أرض، العثور على جثة مواطن مقتول في منطقة نائية، تعرض مواطن  للسطو المسلح ونهب ما معه  من أموال ، هذا هو حاصل   في وادي حضرموت ،  في ظل عجز كامل للدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية في وضع حد لهذه الجرائم وأعمال القتل ، لا حل لهذه المعاناة التي يعيشها الوادي،   إلاّ أن يتولى  أبناؤه الملف الأمني والعسكري  على غرار ماهو موجود في مدن الشريط الساحلي التي تنعم بالأمن والاستقرار ، وإخضاع الوادي لسلطة المنطقة العسكرية  الثانية بنخبتها الحضرمية  .ويعيش أبناء حضرموت واديها وساحلها هذه الأيام  ظروفا صعبة ومعاناة ، بسبب تردي الخدمات  والإنقطاعات المستمرة  للتيار الكهربائي  في ظل  ارتفاع درجة الحرارة والرطوبةفي مدن الشريط الساحلي  وارتفاعها الكبير  في الوادي ، مما يهدد حياة الأطفال وكبار السن والمرضى  ، وهي مشكلات تتكرر كل صيف  من دون أن تقدم الجهات  المسؤولة حلولا ً جذرية ناجحة ، في محافظة غنية بثرواتها  ومواردها ، لكن للأسف تذهب هذه الثروات  والموارد لتغذية فساد الحكومات  المتعاقبة ومسؤوليها  ، ومن أجل شراء الولاءات ، للسكوت  عن الأوضاع  الأمنية  والخدماتية التي يعيشها  أبناء المحافظة ، كما لايزال يذهب  جزء من ثروات هذه  المحافظة ومواردها للعديد  من تلك الرموز المتنفذة  لحرب  1994 ضد الجنوب والمتدثرة برداء الشرعية . لاحلّ لإيقاف هذه  المعاناة  التي  يعيشها أهلنا في حضرموت ، وهم يرون ثرواتهم  ومواردهم  تنهب ، في الوقت الذي يُحْرَمون  من ابسط حقوقهم كالكهرباء  والأمن ، إلا ببسط  أيديهم  على أرضهم وثروتهم ، وهو قرار صعب  يحتاج  إلى قوة الإرادة  ووحدة الصف .

سيون / حضرموت 

الإستاذ / فرج عوض طاحس 

الجمعة 21/6/ 2019 .

ليست هناك تعليقات