رسالة من قلمِِ ثائر.
شبكه صوت الجنوب
منصور الصبيحي
المصيرُ الذي رسمناه معاً، ومن أجله مضينا نتحدى الصعاب ونطوي المسافات طي، أخذنا بعزتنا من يومهِ نثأر لكرامتنا ونستنطق الجبال، والشجر، والحجر، وكل ما حولنا لتشهد لنا بأننا أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة، فما غاب عن بالنا يوما ولا تنسيناه ساعة واحدة، فما زلنا نبذل له الغالي والنفيس، نسترخص أرواحنا نحملها على أكفّنّا ونسير ونسير نواصل الدرب والمسير.
فعلى ربوع السهول، والوديان، والجبال، في كل لحضة يتساقط مضرجا بدماه شهيدا تلو الشهيد، وهناك تغتال أيادي الغدر والخيانة أخرين منٌا، أفتقدنا من حولنا أحباء ورفاق كُثر ، وما هدينا ولا أستكنَّا، فمازلنا نبعثها رسالات ورسالات من فوهات بنادقنا مدوية ومن صيحات هتافاتنا مجلجلة ليسمعها ويفهمها أولئك أننا صامدون رغم المآسي والمواجع والألام صامدون وسنبقى نقاوم. نقاوم نحطم الأغلال، والقيود نجتاز الحواجز تلو الحواجز ولا نتوسم إلا ثاني أثنين أما النصر او الشهادة
نحن شعبٌُ بأرادته الصلبة يقبض بِخطام المسيرة يوقد شعلتها من إصراره، ومن دماءه يزكيَّها ويزجيها ليقودها إلى حيث يهوى ويريد الوصول بها، ذلك هدفاً تهادينا له سنيناً وألتفينا حوله من يوم رئينا الضلم يكبُر ويكبُر حتى أستفحل وتوسع إلى ما ترك لنا مجالا واحد للعيش والحياة.
وإن أرهقتنا المسافات سنظل غير أبهيّن غير مذعنين، لأننا تحت تأثيره قد أعتلينا مفتونين به سرج خيالنا ومسافرين اليه فمن شدة تعلقنا وإيماننا به أخذنا نغتلي في لهيب رمضاء قيضه ونمضي. نمضي نواصل المشوار، وكلنا على أمل بأننا اخيرا وإن طالت المراحل، وتباعدت المسالك بيننا سنهتدي، سنهتدي ونصل وسنتضوق بلقاه وفي رحابه لحضة السعادة وسنفرح يومها فرحة لاتساويها فرحة.
وإن صارت الأن الرؤية عند بعض المواقف وللأسف مشوشة وغير محددة المعالم، لكننا واثقون، واثقون بأنها غمة ستذهب مؤكدا من أمام أعيننا وتنجلي.
وإن غدت كل زاويا المكان لا تختلف عن بعضها يمينا اوشمالا شرقا او غربا بكثبانِِ ورمالِِ فحدود مقدراتنا وفهمنا أكبر من خديعة سراب. وسنرشف من بعدهِ من فم الغيم جميعا من دون أستثناء شربة الماء الرقراق الزلال
لأن ما يجعنا اكثر من ما يفرقنا بإحساسٍ متحدٍ داخلياً وبرغم كل ما يشاع ضاهراً، نتمي لوجهة واحدة، ننتسب لديمومة أزلية واحدة وهي اولاً: حب الَّله المتعمق فينا. وثانيا: طيبة النفوس على بساطتها وذلك يجسده بشكلاً او بأخر عشق الإنسان لتراب وطنَّا الكبير الجنوب، وعلى هذا مستمرين نكفكف دموع ثكلانا وأطفالنا بيدٍ وباليد الأخرى نوقد جمر المعركة من جديد حتى تحقيق النصر.
التعليقات على الموضوع