الرئيس البيض يرحب بدعوة محافظ عدن ويدعو إلى رص الصفوف

الرئيس البيض يرحب بدعوة محافظ عدن ويدعو إلى رص الصفوف
----
تصريح صحفي، صادر عن الرئيس الجنوبي / علي سالم البيض
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كانت مهمة انجاز كيان سياسي جنوبي واحد تمثل ضرورة وطنية قصوى بالنسبة لنا نظرا لأهمية ما يمكن ان يلعبه هذا المنجز في الدفع سياسيا بقضيتنا الوطنية "قضية الجنوب" بالاتجاه الصحيح. ولقد بذلنا من جهتنا – كما بذلت قوى جنوبية اخرى – جهودا كبيرة مخلصة بغية تحقيق هذا الهدف الوطني بالكيفية المثلى التي تجسد التمثيل الحقيقي لجميع القوى السياسية ولجميع المناطق ايضا، ولكنه وبذات القدر من الجهود والعزيمة التي كانت حاضرة في هذا السياق، كانت في المقابل هنالك جهود اخرى مضادة تهدف الى افشال ذلك العمل بشتى الوسائل والطرق في كل مرة تبرز فيها بارقة امل هنا او هناك.
وبالنظر الى حجم التطورات النوعية الايجابية على مسار قضيتنا الوطنية وعلى مستوى تداعي وانهيار جميع مقومات و اركان الاحتلال اليمني الفعلية على ارضنا، ومع دخول المنطقة بشكل عام في مراحل الحسم على المستويين السياسي والعسكري، وبالنظر الى حجم التحديات الكبيرة التي تواجه الجنوب داخليا وخارجيا ان كان فيما يتعلق بمواجهة الارهاب المتعاون مع التحالف (الحوثي – العفاشي) ومحاربته والقضاء عليه، او فيما يتعلق بمحاولات طمس معالم قضيتنا الوطنية عبر وسائل عديدة لقوى اخرى شاركت في احتلال الجنوب عام 1994 م، فاننا لازلنا ننظر الى مهمة الوصول الى وحدة القيادة الجنوبية كضرورة ملحة، ولا بد من تحقيقيها بالسرعة وبالكيفية المثالية التي تضمن لها الديمومة والفعالية في مهامها الكبيرة. وازاء ذلك فقد سرنا كثيرا ما تحدث به يوم 10 سيبتمبر الماضي الأخ المناضل / عيدروس الزبيدي محافظ محافظة عدن، والذي دعى فيه الى ضرورة توصل الجنوبيين الى قيادة موحدة لكي تمثل شعبنا وقضيته في المحافل الاقليمية والدولية التي تتعاطى مع وضع الحلول السياسية للوضع في المنطقة ككل.
ونحن اذ نؤيد هذه الدعوة ونباركها وندعمها بكل ما يمكن لنا ان نقدمه من عون ودعم، فاننا في نفس الوقت نحث مختلف القوى السياسية الجنوبية والشخصيات الوطنية المستقلة التفاعل الايجابي مع هذه الدعوة والخروج من حالة الانتظار واللامبالاة والاتكالية تجاه مرحلة جديدة نشمر فيها عن سواعدنا جميعا ونعمل معا على تظافر جميع جهودنا مستغلين هذه الظروف المناسبة التي تستدعي التجاوب معها ، وتفويتا لجميع الاحتمالات التي يمكن الا تسر احدا منا لا سمح الله مستقبلا، كما ندعو الاخوة الاشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي نبارك لها النجاح المنقطع النظير في تنظيم فريضة الحج لهذا الموسم، وكذلك دولة الامارات العربية المتحدة صاحبة العطاء الواضح في الجنوب الى دعم هذا التوجه الجنوبي ومباركته والدفع به تجاه كل ما يمكن ان يؤدي به الى طريق النجاح انطلاقا من ايماننا الراسخ باننا في الجنوب العربي كنا ولا زلنا ركن اساسي في تحالف عاصفة الحزم واعادة الأمل على مختلف المستويات، خاصة وقد برهن شعب الجنوب خلال المرحلة القصيرة الماضية منذ انطلاق عاصفة الحزم حتى يومنا هذا التزامه التام ووفاءه الأكيد لجميع مقتضيات ومتطلبات الأمن القومي لدول الخليج العربي والمنظومة العربية بشكل عام، ما يعني انه قد آن الاوان لكي يتم تمثيل ارادة شعبنا بشكل واضح وصريح في اي حوارات سياسية قادمة من خلال قيادة جنوبية موحدة تعكس ارادة هذا الشعب العظيم وتدافع عنها وتتناغم في نفس الوقت مع الصوت العربي الباحث عن امنه استقراراه ونمائه، كما اننا نجد في نفس الوقت وفائنا والتزامنا السياسي والأمني لدول التحالف في كل ما من شأنه خدمة وتحقيق امنها واستقراراها.
وفي هذا المجال نجد انه من المؤسف حقا ان نجد بعض القوى اليمنية التي تجابه مشروع الحوثي –صالح في اليمن وقد تفرغت لمقارعة الجنوب والجنوبيين ناسين او متناسين ان معركتهم الحقيقية تكمن في تحرير صنعاء وليس في مقارعة الحق الجنوبي، خاصة وقد جعلوا من انفسهم اوصياء على ارادة اكثر من خمسة مليون جنوبي، في نهج وسلوك يتناقض تماما مع ابسط قواعد التحالفات الاستراتيجية التي يبرز من اهم قواعدها احترام ارادة الشعوب والاعتراف بالحقائق السياسية الكبرى والتي يأتي في مقدمتها "قضية الجنوب".
مرة اخرى ندعو شعبنا في الجنوب العربي الى دعم هذا التوجه الذي عبر عنه المناضل / عيدروس الزبيدي. كما يهمنا في هذه المناسبة ان ندعو جميع القوى الجنوبية بلا استثناء البعد عن اي خلافات جانبية مهما صغر حجمها او حتى قل شانها اعتقادا منا بأن هذه المرحلة تتطلب منا اكثر ما تتطلب رص الصفوف وتوحيد الكلمة ..
وكل عام وانتم بخير
الرئيس / علي سالم البيض