يا أتباع الدراكولا الأحمر .. !
يا أتباع الدراكولا الأحمر .. !
علي ثابت القضيبي
كشفت التحضيرات المكثفة التي سبقت فعالية 14 أكتوبر الفارطة عن الكثير من الوجوه ، وعلى وجه الدقة فرزت من يقف هنا ومن في تلك الضفة ، طبعاً هذا إذا استثنينا الفعالية الرسمية لإبن دغر - السلطة الشرعية - في معهد الثلايا في صلاح الدين / البريقه ، وهي واضحة الوجه والغاية ايضا .
لكن .. قد يقول وينادي كثيرون ، وهذا يحدث فعلاً ، أن من الضروري أن يلتئم (كلّ) الصف والشارع الجنوبي ، وضرورة تناغم طرحهِ حول غاياته وتطلعاته ! وهنا المفارقة في مثل هكذا طرح ، والسبب أن من يقف في الضفة الأخرى من التطلعات الجنوبية المشروعة ، حتى وإن تظاهر بجنوبيته جغرافياً ، وأيضا رفع العلم الجنوبي في فعاليته تلك وقبلها أيضاً ، بل وظلّ يتظاهر قبل ذلك متشدقاً بالجنوب وقضيتهِ ..و..و.. في خطابه العلني ، ولكن أصل نواياه وممارساته الفعلية على الأرض ، كلها تظهر وبكل جلاء إرتباطاته الوثيقة وتبعيتهِ الفعلية بأباطرة صنعاء وحاملي شعار ضرورة عودة الجنوب الى باب اليمن ، وكذا ضرورة إستمراره في هذه الوحدة السوداء ، وهنا الفارق المحوري في الأمر ..
خلال هذه الفعالية ، فقد تبدّى جلياً ، ومن خلال الشعارات والممارسات التي إنتهجها التابعون لأباطرة صنعاء ، أثبتوا أنهم يرومون وبقوةٍ الى إظهار الصف الجنوبي ممزقاً ومشتتاً ، وهم تشبّثوا بذلك ايضا ،وقد ظهرهذا مثيراً للشفقة والرثاء في محاولة الإستثمار السيئ لمقتل الشهداء قماطه والجوهري في هذه الفعالية ، وماأعلنوه جهاراً هو النية عن تشييع الشهيدين من الساحة ، وطبعاً كانت الغاية هي الإستقطاب الجبري لبواسل يافع وإهلها وسواهم الى هذه الساحة للمشاركة في التشييع ، وفي ذلك دقّ أسفينٍ قويٍ في الجماهيرية والحضور اليافعي وغيره الى الساحة الأخرى ، ولاحظوا كيف تفوح رائحة تأجيج المناطقية هنا ، بل ويظهر مدى الخبث الذي يتكئ عليه هؤلاء في أدائهم وطريقة تفكيرهم مع الشأن الجنوبي عموماً ، وهذا لولا رفض أسرة الشهيدين لهذا المخطط الخبيث وعدم تجاوبهم مشكورين معه ..
ليس من حق أحدٍ التخوين لهذا الطرف أو ذاك - وهذا إجماع جنوبي أصلاً - لكن الظاهر من السلوك والفعل للبعض يُشي بما يرمي اليه هذا او ذاك .. وإن تظاهر الكلّ بالجنوبية جغرافياً وبالدفاع عن القضية الجنوبية زوراً وخلافه ، بل وكل هذا يظهر المطبخ المتمرّس الذي درَجَ على أساليب الدسّ والوقيعة بين الجنوبيين ، وخصوصاً من قوىً وأجنحةً معروفة في الجنوب وللجنوبيين عموماً ..
لذلك ايضا .. لايحدثني أحد عن ضرورة الإجماع المطلق للصوت الجنوبي للإعلان عن تطلعات الجنوب ومشروعه في إستعادة دولته ، إذ ليس الكل في هذه الخانة .. فهناك المتمصلحين والنفعيين ، وهؤلاء يكدس أغلبهم الأموال الطائلة تحت أباطهم ، من الحرب ومن قبل الحرب ، وهم يجرجرون خلفهم قوافل العوام من البسطاء بمنح الفتات والإمتيازات التافهة ، ناهيك عن بعض المتمظهرين الذين تستهويهم نفخة ألقاب الشيخ والقائد ..و..و.. فهم يجدون لهم موقعاً في هذه الجوقة لم يكونوا ليحلموا به أصلا ، ولذلك هم يقفوا في هذا الإصطفاف المناهض للجنوب وشعبه وتطلعاته المشروعة.
لكن المثير للضحك والرثاء في آن ، هو أن الإنتهازي يظلّ إنتهازياً ، ومهما تلفّع بأي عباءةٍ أو ثوب ، ولذلك فهؤلاء عندما يدّعون أنهم جنوبيون ويذوذون عن قضية الجنوب ، فهم تفضح كِنَتهم وأصل حقيقتهم نظرات عيونهم المتذبذبة القلقة عندما تنظر في عينيك ، فهي تبدي وبجلاء إنتهازيتهم الوضيعة في أبشع صورها وتجلياتها ، ولذلك تأتي مماراساتهم وشعاراتهم مفضوحة مكشوفة ومهما غلّفوها .. وبهذا الصدد يتذكّرُ الشارع الجنوبي جيداً مشهد الأفّاك الكبير - أنصاف مايو- عندما نزل ساحة العروض بخورمكسر في حشود الجنوبيين ماقبل الحرب ، نزل يومئذٍ بأكبر علمٍ لجنوبنا بين كل الأعلام الجنوبية الموجودة في الساحة يومذاك !! وهؤلاء هكذا دائما ، فهي نفس مدرسة الإفك والتدليس ، وهي نفس الأجنحة والجيوب إيّاها ولاشك ..
لن يمحُ تقادم السنين وزيفِ الشعارات من جدران ذاكرتنا كجنوبيين ماإرتكبهُ الأفاكون بحقّ جنوبنا وبنا وثرواتنا خلال سنين هذه الوحدة السوداء ، وهو كثيرٌ ولاشك .. ولذلك سيظلّ اسم عفّاش والدراكولا علي محسن الأحمر ومن لفّ لفهم أفراداً وأحزاباً وأجنحةً عالقون في الأذهان ، وايضا من إرتبط بهم وماأنفكّ ينادي بضرورة حضورهم في حاضر جنوبنا وغدهِ ، وخصوصاً بعد أن إختتم جنوبنا ذلك بطابورٍ أطول من الشهداء والجرحى ومن الدمار والأحداث السوداء التي عصفت بنا مؤخراً ، بل وماأنفك العبث يعصف بنا حتى اللحظة والدقيقة بسبب البقاء تحت هذه الوحدة المشؤومة .. فهل إستوعبتم الدرس ياهؤلاء ؟! نتمنى ذلك ..
التعليقات على الموضوع