شبكه صوت الجنوب

ads header

منازل تسكنها الوحشة

شبكه صوت الجنوب |مقالات


منازل تسكنها الوحشة 


منصور الصبيحي   15-1-2019 


تستوقفك وانت مارآ إما عابر سبيل او ذاهبآ لتؤدي التزامآ اجتماعيا  كعزومة لوليمة (عرس)  او واجب عزاء فكثيرا ما يشير رفاق لك ذلك منزل الشهيد فلان او يبادل البعض الحديث بعضا كقول بداء يكون نفسهُ بعد أنظمامهُ لجبهة كذا وكذا  عادة ما تكون جبهة الحديدة هي أكثر ما يتردد ذكرهُ هذه المنازل توحي لمشاهديها حديثة بناءها ولا توحي بمنظر التعالي قط مثل التخطيط لتطاول البناء ورفع الأدوار أستشعارا للفخامة بل هي دور أرضي بطوب وخشب ونادرا ما تكون بخرسانات وأعمدة منها من أكتمل ومنها من لم يكتمل ومنها سكنت ولم يمر على سكنها الا القليل ومنها من لم تسكن  

'فما أستوقفني لكتابة ذلك مثل ما أستوقفتني المنازل لم يكن الا شعور المأساة التي عاشها ويعيشها شبابنا ويعيشها مجتمعات  وعلى الأخص الجنوبي  فزها ما يقرب من ثلاثون عاما من المعاناة تحت سوط جلاد  لا يرحم وقد ولج معهُ إلى الحياة هذا  الجيل من الشباب فأوقعهم قدرهم في هذا الحظ والحضيض لم يأخذوا نصيبهم منه بل أخذوه كله وتجرعناهُ جميعا علقمآ ولكن أكثر وقعا وإلاما كان هم  هم من يبحث عن نشوة الحياة وعن نعيمها لكنها  الصدمة التي لم يفيقوا منها ويصحو من سكرتها الا على وقع دق طبول الحرب يندفعون نحو  الجبهات كالمجانين إيما كان صنفها  يبحثون عن خيط أمل يمسكون بهِ يوصلوهم نحو الحياة وإرساء نسبة من  الأستقرار لهم ولعائلاتهم فلم يكن يحملون ويحلمون بما بعد النصر فقد يأتي  النصر عقيما عظيما  كسابق عهد وخصوصا إن من الأعبين من  نفس دائرة الصراع يسوقون من جديد أبطالا يتقاسمون معهم الذود عن الوطن  والمواقع وهكذا قد نصبح على نصر مزعوم او نمسي على هزيمة ساحقة     فكانت   خطوط النار ولضاها  والمتارس والكر  والفر  هي الملاذ  من يبني منها المنزل وتزف اليه العروسة بداية لتكوين الذات كهدية  يجب ان يحصد منها تحت مسمى شرف الجهاد  والدفاع عن الدين - الوطن -  العرض وكل ما يندرج تحت ذلك  إعلاميآ وسياسيا وبلأساس والصحيح  الأمر يختلف للكثير من وجهة نظر او بلأحرى لسواد الأعظم من الشباب  فالأمر لا يعد الا كونه هروب من المجهول وندفاع ولبس سترة النجاة استعدادآ لمغامرة الضفر بالسعادة إما زفاف ووداع لزمن  العزوبية وسنين الضياع  أو زفاف للأخرة  يورث من بعدهِ بيت متواضعا لمن حوله  بطوب وخشب تسكنه الرهبة والألم  بيت شاهد على زمن الطغاة وحقائق البغاة ذلك نموذج من نماذج وحكاية من حكايات الجنوب وأعتقد وأجزم يتكرر المشهد في عدد لبلدان عربية تعاني حروبا ولكن في أقصى  جنوب الجزيرة  كان ما يمارس هو  من باب المنتصر والمهزوم لا من من باب المواطنة وضياع العدالة  الباب الذي أعطى للمنتصر الحق في كل شيئ على المهزوم  ومنحهُ إياه صك غفران بموجب سبعة سبعه أربعة وتسعين صك يجنبةُ كل مسألة ولو حتى مسألة الضمير

 

 فالرحمة تسكن عليكم أيها الشهداء من الشباب وغير الشباب وأسكنكم دارآ نعيم لا يفنا نعيمها بجانب احمد شفيعنا يوم الحساب

 

تحياتي المجلس الإنتقالي م كرش لحج

ليست هناك تعليقات