شبكه صوت الجنوب

ads header

لا نكابر أحبتي


لا نكابر أحبتي 


استعادة القيم وترسيخها قبل بناء الدولة 

🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀


حرب استعادة دولة الجنوب خضناها سلما وحربا ، وتجلى ذلك في التضحيات الجسام والدماء الزكية التي روت تراب جنوبنا الحبيب ، العدو الغاصب للجنوب ربع قرن وهو يطمس كل مشهد وإرث له علاقة بدولة الجنوب ، عمد بكل قوة لإزالة حواجز التشطير بين الدولتين ، ولكن غفل عن استخدام الطريقة المثلى لذلك فعمد باستخدام وسائل التنكيل والتشريد بالجيش الجنوبي وطرد قيادته ، ودمر الهيكل الجنوبي وبناء على إنقاضة هيكل شمالي على شاكلتهم ، كل ذلك عزز كينونة بقاء الحواجز التشطيرية بين البلدين .

ولكن أحبتي هناك احتلال سلوكي وأخلاقي خبيث لن نتخلص منه بسهولة لأنه استهدفنا من الداخل فضرب أخلاقنا وقيمنا الإنسانية النبيلة التي ذات يوم كُّنا نعتبرها لا تقبل التغيير ، هناك تفسخ جلي بالأخلاق وقد غُذينا به وفق مخطط سياسي خبيث ، ودور مجتمعي سلبي وردود أفعال غير مدروسة .

فكم أحوجنا اليوم أن نعلنها حربا بلا هوادة ، حرب ميدانها العقول والقلوب ، حرب لمواجهة ذلك الاحتلال الفكري الخبيث في نشر الفساد  وقيم الانحلال ، وتغيير المفاهيم في مجتمعنا الجنوبي ، وكل تلك الرياح والأفكار المسمومة كانت ممتزجة بالحقدالسياسي .

ودون شك لن يبنى وطنا في مجتمع زرع في جسده خلايا سرطانية خبيثة تفتك بقيمه وأخلاقه وتحرف سلوكه ويتحول الوطن إلى غابة لا يمكن العيش فيه .

قبل بناء الأوطان وتقدمها لابد من بناء الأخلاق وترسيخ القيم الدينية والوطنية والإنسانية باعتبارها الركيزة الأساسية والقاعدة الراسخة في بناء الأوطان ، كونها درع واق من العواصف التي تفضي بانهيار المجتمعات وتحويله إلى غابة تحكمة غرائز الشهوة والطمع والرذيلة والقتل ، وتسود فيه قوانين الغابة .

وأصبح من الضرورة اليوم الجلوس بمصداقية مع ذواتنا ومراجعة قيمنا الدينية والوطنية والإنسانية ونتحقق مما بقي منها ، وعلى ما تعرض منها للاختلال والاختزال والعبث ونعمل جميعا بدون استثناء بجدية وصدق لنعيد مكانة مكارم الأخلاق ، وتقوية أواصر المحبة والأمانة والوفاء ، ونبذ الحقد والبغضاء والكراهية ، وأجد ذلك ضرورة يحتاج لها مجتمعاتنا الجنوبية والوقوف أمامها ، وإزالة آثارها السلبية المتجذرة والتي تكاد تحدث شرخا اجتماعيا بالغ الخطورة في مجتمعنا  ، وليس عيبا أن نناقش هكذا أمور كونها أصبحت ضرورة ملحّة من أجل بناء وطن متعافئ وراقي يحفظ مستقبل الأجيال القادمة .


محبكم 


أبو رفيف✍

ليست هناك تعليقات