شبكه صوت الجنوب

ads header

الجنوب_والمصالح_الدولية_والاقليمية

شبكه صوت الجنوب


#الجنوب_والمصالح_الدولية_والاقليمية

 – عبدالله محمدالجفري.              



حاول بل واقدم نظام صنعاء خلال عقدين ونصف من عمر الوحدة ان يربط عرى الوحدة القسرية والجائرة بحق الجنوب ببعص المصالح الدولية ممثلة بشركات التنقيب عن النفط والغاز وتصديرهما ،ومع ذلك هذا الربط لم يجد ارضا صلبة من الامن والامان والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي حيث حفلت سنوات الوحدة بحروب وصراعات متكررة ، ولان طبيعة النظام هي طبيعة قبلية متخلفة ، وكان مسيطرا عليه من قبل تلك القوى القبلية النافذة في الشمال فكانت جزئية الثروات النفطية والغازية التي تستخرجها الشركات الغربية لا تدار من قبل نظام راسخ مبني على اسس دولة نظام وقانون ، وانما تلك الثروات وان وقعت بشأنها الاتفاقيات التي تضمن مصالح تلك الشركات الا ان نصيب البلاد من الثروات المستخرجة موزعة بين المتنفذين حسب قطاعات الانتاج وخاصة ثروات الجنوب ، ونظرا للاستحواذ والنهب للثروات كان يستبعد الجنوبيون من العمل في قطاعات الانتاج في محافظاتهم لكي لا يكتشفوا ويكشفوا حجم النهب .. حكى لي احد وسطاء بيع النفط في دولة خليجية فقال : انا بحكم خبراتي اتوسط لبيع نفط بعض الدول غير المستقرة والتي تبيع جزء من نفطها خارج سوق منظمة الاوبك ومنها اليمن وما كان يلفت انتباهي ان ممثلي بيع النفط للدول الاخرى ينتمون الى الدولة الا ممثلي بيع نفط اليمن ياتون ممثلين لشيوخ قبليين مختلفين ونافذين في الواقع اليمني ،والنفط المعروض للبيع يعود لهذا الشيخ او ذاك وليس للدولة .. هذا كان حال النهب لثروات الجنوب والشمال معا ..

الشركات الغربية ودولها جارت نظام صنعاء في الوقوف ضد مطالب الجنوبيون في استعادة دولتهم للحفاظ على مصالحها مؤقتا تحت المبررات التي يصوغها النظام بان الجنوب مفكك ومتناحر وتنتشر فيه بؤر التطرف والارهاب ، وفي حقيقة الامر هو من كان وما زال يصنع تلك العناصر الارهابية وينشرها في محافظات الجنوب ويحركها من صنعاء ليوهم العالم الخارجي بان واقع الجنوب ليس مؤهلا لاستعادة دولته وسيكون البديل لدولة الوحدة الفوضى وعدم الاستقرار ..

ولكن الحرب التي اندلعت في عام 2015 وما زالت مشتعلة وموقف الجنوبيون تجاه تحرير محافظاتهم قلب الموازين وكشف اكاذيب واشاعات صنعاء تجاه الجنوب .. فاذهل ابناء الجنوب الاقليم والعالم الذي تجاهل لسنوات ان الجنوب ارث حضاري وسليل دولة نظام وقانون من عهد الاستعمار البريطاني وليس كما اشاعه نظام صنعاء .. تطورات الحرب والتطورات السياسية التي واكبت ذلك ،ومنها انشاء الكيان السياسي للجنوب “المجلس الانتقالي الجنوبي” اثبت ان الجنوب لديه القابلية للتوحد اذا ما وجد طليعة سياسية تقوده وترسم اهدافه وتوجهاته وتمثله .. فعلا المجلس الانتقالي وبدعم من التحالف العربي استطاع ان يقود مسيرة الجنوب في ظل اوضاع الحرب الصعبة والمعقدة والمتشابكة ، فكسب الدعم الاقليمي والدولي كممثل للجنوب ، وهاهم قادته اليوم يستدعون من دول اقليمية ودولية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات وبريطانيا وروسيا الاتحادية للتشاور معهم في مستقبل الحل السياسي لليمن ومصير الجنوب في اطار ذلك الحل الذي يرسم محليا واقليميا ودوليا ..

وامام هذه التطورات والمعطيات علينا كجنوبيين ان نثق بان مصالح العالم والاقليم مرتبط بشكل اكبر بالجنوب اكثر من الشمال لاهميته الاستراتيجية كموقع ، ولثرواته الواعدة والكامنه في ارضه في معظم المحافظات بما فيها الجزر بالرغم من سنوات النهب الممنهح خلال عقدين ونيف ..

علينا كشعب وعلى المجلس الانتقالي كحامل سياسي فوضه الشعب استثمار هذه الميزة وتوطيد العلاقة بشكل اكبر مع دول التحالف الداعمة له ولشعب الجنوب ،والسعي بذكاء ودهاء سياسي لاستعادة الدولة، وطمانة دول العالم ان الجنوب القادم قادر على خلق الامن والاستقرار واعادة بناء دولة نظام وقانون ،والتي في ظلها ستبرم الاتفاقيات المتكافئة التي ستضمن مصالح الجنوب في المقام الاول ومصالح الدول والشركات المستثمرة والمشاركة في اعادة بناءه ..

هناك مؤشرات واضحة الدلالة ان الجنوب عائد ليس حبا فينا ،ولكن عودة دولة الجنوب اصبحت ضرورة لاستقرار المنطقة والعالم ولتأمين البحر العربي والبحر الاحمر والممر المائي الاهم عالميا “باب المندب” ولديمومة واستمرارية استخراج ثرواته واستثمارها بشكل امن ..


ليست هناك تعليقات