شبكه صوت الجنوب

ads header

لكل حادث حديث"

شبكة صوت الجنوب


همس اليراع


"لكل حادث حديث" 

___________  د عيدروس نصر

التعبير العربي الشهير "لكل حادث حديث" الذي يحتوي على ما يسميه اللغويون  "الجناس غير التام" يستخدم  في السياسة على نطاق واسع أحيانا لأهداف نبيلة، لكنه غالبا ما يستخدم للهروب من التزامات إخلاقية او قانونية او سياسية، أو للاحتيال والهروب من الاعتراف بالحق الجلي.

أتحدث عن تجربة عشتها عن كثب خلال فترة تزيد على سبعة عشر سنة عندما دخل مصطلح "القضية الجنوبية" في القاموس السياسي اليمني.

الكثيرون من قادة الطبقة السياسية اليمنية كانوا يقولون "لا توجد قضية جنوبية" و الطيبون منهم كانوا يقولون "دعونا نحل مشكلة النظام الاستبدادي وبعد ذلك (لكل حادث حديث) ".

قصة "لكل حادث حديث" ما تزال اليوم هي السائدة لدى افضل السياسيين (الحزبيين) الشماليين.

هذه العبارة الزئبقية تكررت منذ اقل من شهرين عندما قدمنا رسالتنا أنا وزميلي د ناصر الخبجي لأعضاء البرلمان اليمني (طويل العمر)، والتي تضمنت رؤية الغالبية العظمى من الجنوبيين للخروج من الازمة الراهنة ومبررات تمسك الشعب الجنوبي باستعادة دولته، حينما كان الكثيرون منهم يقولون لنا" دعونا نتخلص من المشروع الإيراني ونستعيد الدولة وبعدها (لكل حادث حديث)" . 

لا أستطيع التشكيك في ما ينويه المتحدثون بهذا التعبير، لكنني عندما اتذكر ما كان يقوله هؤلاء عن الجنوب والجنوبين في بداية الثورة الجنوبية السلمية في العام ٢٠٠٧م (دعك من لهجة ما بعد ٧/٧/ ١٩٩٤م التي لم تترك موبقة من الموبقات الواردة في قاموس اللغة العربية إلا ونسبتها للجنوب والجنوبين المهزومين)، اقول ان تذكر تلك المواقف يؤكد أننا نحتاج إلى عقود من الزمن لنقنع هؤلاء بالحقيقة التي لا يرغبون في سماعها.

هذه الحقيقة تقول إن القضية الجنوبية ليست حادثا، بل إنها قضية شعب ودولة ووطن وأرض وتاريخ وهوية، وأنها لا تنتظر حديثاً، بل قرارا شجاعا يقضي بواجب احترام إرادة الشعب الجنوبي والتخلص من لغة التسويف والخداع والمغالطة ومعالجة الحقائق من حيث توقف الذين فشلوا في معالجتها ودفَّعوا الشعبين في الجنوب كما في الشمال ثمنا باهظا لمواقفهم القائمة على المخادعة والاحتيال، لا تكرار تلك التجارب الفاشلة لحصد نتائج اكثر فشلاً.

أختتم هنا بأن موقف الجنوبيين في العام ٢٠١٥م في مناصرة شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، لم تكن من أجل استعادة نظام ٧/٧ ولا حتى لتنفيذ مخرجات حوار صنعاء التي أدت إلى ما تعيشه البلد من كوارث متشعبة، بل كانت رفضا للغزوين الأول والثاني واستمراراً للثورة السلمية التي توشك على  استكمال عامها الثاني عشر وتحقيق إرادة الشعب الجنوبي في استعادة أرضه وبناء دولته الجديدة.

والله ولي الهداية والتوفيق

ليست هناك تعليقات