المجــــاعة تطــــــرق بيوت أعداد واسعة لموظفي الدولة باليمن.
شبكة صوت الجنوب / سالم باسنبل
في ظل غلاء المعيشةوانهيار قيمةالريال اليمني ومن خلال رصد دخل الفرد ومتطلباته المعيشية فإنّ هناك انذار مبكر بمجاعة تلتهم قطاع كبير من موظفي الدولة. وذلك لعدم قدرتهم على شراء سلتهم الغذائية.
ومن المعروف أنَّ السلة الغذائية التي يتناولها الإنسان لكي تسد حاجة الجسم من المواد اللازمة الضرورية أنْ تكون غنية بعناصر أساسية من الفيتامينات والبروتينات
والكربوهيدرات والدهون والعناصر المعدنية وهذا هو الغذاء الصحي. وهذه السلة من الصعب أنْ ينالها الشخص العادي ومحدود الدخل في ظل الظروف الحالية .
وإذا قمنا بعمل مسح بالعينة لراتب القطاع المدني التابع للموازنة العامة للدولة مثلاً . فإنَّ متوسط راتبه يتفاوت بين خمسين ألف ريال إلى ستين ألف ريال كالمعلمين والعاملين في قطاع الصحة وعمال النظافة ..وغيرهم وأقل راتب هو ٣٠ألف ريال ويتساوى هذا الراتب مع قيمة إيجار شهري لشقة صغيرة من الدرجة الثالثة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل الموظف اليوم قادراً على الحصول لسلة غذائية تكفي عائلته ومتطلباته الضرورية؟
فقبل الإجابة على هذا السؤال نقوم أولاً بعملية حسابية وفقاً لاسعار اليوم حتى يعرف المسئول والاقتصادي ومن يهمه الأمر .
ونحن في حسابنا سوف نتطرق إلى أدنى سلة غذائية تفتقر للعناصر
الضرورية لكي تسد رمقه فقط كسلة الشخص المحكوم عليه بالسجن .
أولاً وجبةصبوح الشخص الواحد بصورة تقشفية ١٥٠ريالاً .
ثانياً وجبة غداء الشخص الواحد بصورة تقشفية ٣٠٠ ريالاً بدون إدام.
ثالثاً وجبة عشاء الشخص الواحد بصورة تقشفية ١٥٠ ريالاً.
فمجموع الحساب للوجبات الأساسية الثلاث تساوي ٦٠٠ريالاً للفرد الواحد.
وإذا أعتبرنا أنَّ متوسط عائلة الموظف مكونة من ستة أشخاص مثلاً
فتحتاج الأسرة يومياً
٦٠٠×٦= ٣٦٠٠ريالاً في اليوم الواحد. وهذه تقع على كاهل رب الأسرة.
ففي الشهر الواحد تحتاج الأسرة إلى: ٣٦٠٠×٣٠=١٠٨٠٠٠ ريالاً.
إذاً ننظر ونعمل مقارنة بين ثمن السلة الغذائية التقشفية التي تحتاجها الأسرة الواحدة شهرياً والتي تقدرب١٠٨٠٠٠ريالاً ومتوسط راتب موظف الدولة الشهري الذي يقدر بين٤٥ألفاً و٦٠ألفاً ومدىأمكانية الحصول على هذه السلة.
في الوقت نفسه إننا لم نقم بحساب صرفيات الأسرة الأخرى المتمثلة في ايجار السكن والمواصلات وفواتير الكهرباء والماء والتلفون والدواء والملابس والألبان واللحوم والفواكه والتحسينات ومنظف الغسيل وغيرها ومتطلبات الأولاد التعليميةوحاجات الأسرة في المناسبات والأعياد… الخ.
ومن الحقائق السابقة يتضح إنَّ راتب الموظف اليوم لم يمكنه من الحصول على ١٠%من متطلباته الضرورية التي تمكنه من الحياة الكريمة.
ومن الواضح أنَّ هناك فجوة غذائية كبيرة وهي الفرق بين دخل الفرد وقيمة الطلب على السلة الغذائية ونستنتج من ذلك أنه يوجد عجز ملحوظ أي عدم تحصل الفرد على نسبة الاكتفاء الذاتي من الغذاء .
وفي حقيقية الأمر تلوح في الأفق توسع لحجم هذه الفجوة الغذائية في ظل إنهيار قيمة الريال اليمني مقابل العملات الأخرى وعدم حصول الموظف على حقه المشروع من ترقيات وتسويات وعلاوات سنوية وغلاء معيشة ...الخ وهذا يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي والذي يعني حالة الاطمئنان والقدرة على تأمين الغذاء لاشباع حاجة الإنسان الضرورية.
وفي دراسة اقتصادية سابقة عام ٢٠١٠م قامت بها وزارتا الخدمة المدنية والمالية حددت أدنى سلة غذائية تتماشى مع راتب أقل موظف ب٢٥ألف ريال في وقت سعر الريال الواحد السعودي يساوي ٥٠ ريالاً يمنياً. وحسب سعر الصرف اليوم وانهيار الريال اليمني من المفروض أن يكون راتب أقل موظف يقدر ب ٧٥ ألف ريال حسب الدراسة السابقة.
وبناء على المعطيات الاقتصادية السابقة والتي تسلط الضوء على ظاهرة الجوع وقلة دخل الفرد فإنّ هناك الألآف المؤلفة وشريحة كبيرة وخاصة من المعلمين وقطاع من موظفي الدولة خارجين عن الجاهزية المعيشية وواقعين في مجاعة وتتسع رقعتها بصورة مخيفة جداً ومن خلال انتشارها سوف يحدث لامحالة الآتي :
١- سوء التغذية وانتشار الأمراض وخاصة عند الأطفال مما يؤدي إلى حالات وفيات كبيرة جداً.
٢-عدم القدرة على الانتاج والعمل.
٣-انتشار البطالة وظاهرة السرقة والأمور غير الشرعية والانزلاق في الهاوية والرذيلة.
٤- عدم الاحساس بالأمان والطمأنينة. وعدم الشعور بالسعادة والراحة النفسية
٥- انتشار ظاهرة التسيب من المدرسة.
٦-انتشار ظاهرة الرشوة والاختلاس من المال العام في دوائر الدولة.
٧- شعور المواطنين بعدم الرضى تجاه حكامهم.
٨- العصيان المدني والاعتصام والاضراب عن العمل وخروج الناس في الشوارع واندلاع ثورة تسمى بثورة الجياع.
وأخيراً يتوجب على المسئولين أن يفيقوا من سباتهم العميق والقيام باعمال وقائية قبل أنْ يقع الفأس في الرأس وينظروا بعين العطف إلىرعيتهم
وإتخاذإجراءات ومعالجات كفيلةتجاه الشعب المغلوب على أمره.
التعليقات على الموضوع