التعليم في لحج مغترب بين الساحل الغربي والخليج العربي .
شبكه صوت الجنوب
منصور الصبيحي
تتباعد المسافات وتتشابه التسميات بين أماكن الهجرة، وذلك لأغتراب نشأ محافظة لحج من الساحل الغربي إلى الخليج العربي، فبين هذا إلى وهذا كل الطرق مؤدية إلى روما، فالموزع للهجرة هنا وهناك واحد يسكن نفس العنوان وفي نفس المكان، فقط مع الفارق في الطريقة المستخدمة لمنحة العمل المقدم من قبله. فواحدة من تلك يعمل صاحبها وسط النار والقذايف والأخرى يعمل صاحبها اشغال حرة في عواصم ومدن تلك الدول.
لحج تختص عن سواها من المحافظات بكثير من المميزات. فمثلا في منطقة يافع ذات البيئة الجبلية الطاردة شغف وولع سكانها بالترحال طلبا للرزق إلى الدول الخليجية المجاورة فلاتجد بيتا إلا ومنه مهاجرا او مهاجرين اثنين او ما فوق ذلك، ويمتد الأمر احيانا انك قد تجد جميع رجال الأسرة الواحدة مهاجرين بالكامل خارج الوطن، ما عدا العاجزين عن العمل. وهذا ما وفر بيئة جاذبة لتنافس الأهالي وبالذات بين الشباب على الأغتراب والنزوح، فما أن يعدي الطالب مراحلة ما فوق الأبتدائي دخولا على الثانوي إلا ويبدأ العائل بالتفكير على المتابعة لأستخراج جواز سفر وفيزة وترتيب له عمل يناسبه عن طريق اقاربه الذي سبقوة في الهجرة إلى هذه الدول، وقد لا يقتصر الأمر على أولاد المدارس الأعدادية والثانوية، بل يتعداه ايضا إلى من ساعدتهم الفرص والضروف للحصول على الشهادات الجامعية، وبمجرد أستلامها كان عليه أن ينحيها جانبا ويلتحق بأقرانه واصدقاه خارج الوطن.ليصبح بذلك التعليم في المنطقة يعاني من شلل تام إلا في ما رحم ربك.
وما من احد إلا وقد يكون اطلع او سمع على ماتعانيه جميع مدارس ابنا يافع من فراغ شبه الكامل للكادر التعليمي، بما حذا برجال خير للقيام على استقطاب معلمين من خارج المديريات، لكي يعملوا بالأجر اليومي في مدارس تكاد أن تكون خاوية على عروشها.
ومديريات الصبيحة وبعض المناطق من مديريات ردفان وحالمين والحبيلين وتبن، لم تكن بأحسن حال وخصوصا في الأوان الأخيرة وذلك ليس لأغتراب التلاميذ هذه المرة متجهين شمالا وشرقا خارج بلدهم للبحث عن اسواق عمل تستوعبهم، ولكن البحث كان داخليا وبالتوجه غربا نحو ساحل الحديدة لمقاومة الروافض تكملة للمشروع العربي في وأد تمدد إيران في المنطقة، وهذا يضعنا أمام الدوامة نفسها بتسرب الطلاب من مدارسهم ملتحقين بالجبهات المشعلة كما التحق يوما أقران لهم من يافع محاربين على لقمة العيش على جبهات اخرى هادئة. بل ويمتد الأمر إلى المعلم نفسه والذي هو الأخر التحق بتلك الهجرة كمنافس لتلاميذه ليصبح التعليم بشقيه المتعلم والمعلم على تلك القرى والأرياف مغتربا ومهاجرا يصيح ويستنجد بمن يعيد له الحياة كما صاح وأستنجد قرينه ومواطنه من زمن على جبال يافع ايضا لمن يعيد له نفس الحياة.
التعليقات على الموضوع