شبكه صوت الجنوب

ads header

استمرار المواجهات بين الجيش الأذري والأرميني على منطقة "كاراباخ" الحدودية.

شبكه صوت الجنوب ♦


تقرير - محمد مرشد عقابي:

تعود التوترات بين الجارتين القوقازيتين "أذربيجان وأرمينيا" إلى السنوات الأولى لإنهيار الاتحاد السوفيتي ومطالبة كلاً منهما بملكية منطقة "ناغورنو كاراباخ" الحدودية.

وفي المعارك التي شهدتها هذه المنطقة عام 1994م تمكن الجيش الأرميني من إلحاق الهزيمة بمنافسه الأذري وسيطر منذ ذلك الحين على منطقة "ناغورنو كاراباخ"، لكن المسؤولين في جمهورية "أذربيجان" مازالوا يعتبرون هذه المنطقة جزءاً من أراضيهم ولدولتهم حق السيادة عليها، حيث شهدت هذه المنطقة المتنازع عليها اشتباكات متقطعة بين قوات البلدين خلال السنوات الماضية بقصد بسط النفوذ عليها.

وبدأت في 15 يوليو الجاري جولة جديدة من المواجهات المسلحة بين الجانبين، حيث شن كلاً منهما هجمات على المعاقل العسكرية للآخر على طول الحدود القائمة بينهم، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قواتهما.

وفي تصريحات تهديد شديدة اللهجة، تحدث وزير الدفاع الأذربيجاني حتى عن إمكانية شن هجمات على منشآت حيوية في "أرمينيا" بما في ذلك محطة الطاقة النووية في هذا البلد.

ويؤكد مراقبون مهتمون بشؤون منطقة القوقاز وقوف "روسيا" الى جانب الحكومة الأرمينية، في حين تدعم تركيا جمهورية أذربيجان تقليدياً، لكن لم يكن لأي منهما وجود عسكري مباشر في نزاع "ناغورنو كاراباخ" حتی الآن، تاركين مسألة حل هذه الأزمة لطاولة المحادثات بين البلدين.

ومع امتلاك الجيش الروسي لقاعدتين عسكريتين هما "أربوني وجيومري" في وسط وشمال غرب "أرمينيا" وتواجد مقاتلاته من طراز "ميغ 29"، المسؤولة عن الأمن الجوي للعاصمة "يريفان" وحماية المجال الجوي العام لـ"أرمينيا" إلا انه لم يتخذ اي إجراء مباشر في منطقة "ناغورنو كاراباخ" حتى لا يثير انزعاج "جمهورية أذربيجان" بحسب الكثير من التحليلات.

وتعد "روسيا" هي المورد الرئيس للأسلحة للجيش الأرميني، إلا انها باعت خلال السنوات الأخيرة كميات كبيرة من الأسلحة المتقدمة ومنظومات الدفاع المتطورة مثل أنظمة "إس 300" و "بوك إم3" للجيش الأذربيجاني.

وخلال اربعة أيام من الإشتباكات المسلحة بين البلدين في محيط المناطق الحدودية، نفذ الجيش "الأذربيجاني" هجماته الرئيسية على مواقع خصمه الأرميني بطائرات بدون طيار إنتحارية وصواريخ مضادة للدبابات والدروع صنعها "الکيان الصهيوني".

واشترت جمهورية أذربيجان العديد من نماذج طائرات الإستطلاع والطائرات الإنتحارية والمسيره "إسرائيلية الصنع"، مثل (سكاي سترايكر وهاروب وهاربي) والصواريخ المضادة للدروع من سلسلة "سبايك"، ونشرت صور الهجمات على مواقع الجيش الأرمني باستخدام نفس الأسلحة في الأيام الأخيرة.

على الجانب الآخر، حاول الجيش الأرميني الرد على هجمات منافسه الأذري بأنظمة المدفعية الروسية وأنظمة اعتراض الطائرات بدون طيار، وقد أدت هذه الإجراءات الى مقتل عدد من الضباط وجنرال واحد في الجيش الأذربيجاني، وكذلك إسقاط ما لا يقل عن طائرتين من طراز "سكاي سترايكر" وطائرة واحدة من طراز "أوربيتر 3".

واستلم الجيش الأرميني زمام المبادرة أيضاً أسلحة هجومية أكثر قوة من روسيا، مثل صواريخ (ألكسندر البالستية ومقاتلات "سوخوي سو-30") لكن مستوى التوتر بين البلدين لم يصل بعد إلى مرحلة استخدام مثل هذه الأسلحة المدمرة والفتاكة.

وعلى اعتاب المواجهة العسكرية الثالثة بين روسيا وتركيا هذه المرة في "ناغورنو كاراباخ"، يبدو ان التوقيع على اتفاقية عسكرية بين تركيا وجمهورية أذربيجان وإمكانية بيع معدات عسكرية وطائرات بدون طيار لهذا البلد يرتبطان بإنشاء جبهة جديدة ضد مصالح روسيا في هذه المنطقة أکثر من ارتباطهما بالدعم التركي لأذربيجان او جهودها لإحلال السلام ومعالجة أزمة "ناغورنو كاراباخ".

ودخل الجيش التركي في السنوات الأخيرة بمواجهة مباشرة مع موسكو من خلال دعم المليشيات في "سوريا وليبيا واليمن"، وتقديم الأسلحة الحديثة وحتى التدخل العسكري المباشر ضد حلفاء روسيا في هذه البلدان، وهذه المواجهة على الأراض السورية تتقدم لصالح روسيا، ولصالح التيار المرتبط بتركيا في ليبيا اي حكومة الوفاق الوطني.

وتركيا التي نجحت في الماضي عبر استخدام طائراتها بدون طيار من نموذجي "بيرقدار تي بي 2" و "تي إيه أي أنكا"، في إظهار تفوقها التكنولوجي على أنظمة الدفاع الروسية قصيرة المدى مثل "بانتسير – إس 1"، ربما تعتزم إرسال هذه الطائرات بدون طيار إلى جيش جمهورية "أذربيجان" في ساحة معركة أخرى لإستعراض قوة أسلحتها المحلية الصنع مقارنة بالمعدات الحربية الروسية الصنع.

ليست هناك تعليقات