شبكه صوت الجنوب

ads header

إكسيري سبتمبر.

شبكه صوت الجنوب

الأستاذة سناء

 مثله مثل الكثير من الشعوب التي ثارت من اجل أوطانها، ولكن ربما تكن منها تمكنت من النهوض قليلاً، ومن حالفها الحض إندفعت نحو التقدم والإزدهار . أما هو وإلى الآن لم يسعفه ذلك، فمازل يلتحف السماء، ويفترش التراب، هذا ومن بعد أن تحولت ثورته تلك مغنماً لؤلائك القليل من النفر تسللوا اليها فجعلوا سفينتها تبحر في إتجاه غير إتجاهها، لتقف على مرفأ بحر متلاطمِ الأمواج تحرسه مزيجاً من تشكيلات مردة وقراصنة الثورات، والمحتالين.

كذبوا عليه بعنف وقالوا له مراراً وتكراراً: نحن وبفعل ثورتك المباركة هذه، سمنح العِزة والكرامة للجميع قولاً وفعلاً، ولكن الصحيح يحكي: هو انه لم يعرفَ عن تلك العزة والكرامة إلا كما أسموها له وأشاعها هو عنهم متفائلاً، وبكلامٍ منمقٍ ومُبهرٍ يمر على المسامع لا تطبيق له على الواقع.

،  وما يؤكد كذبهم عليه، ببلوغه مرحلة متأخرة من الهوان، والذل وذلك بما مني به في حضرتهم من خراب، ودمار، وهزائم وبما أصابه من حصار، وعواصف، وتقلبات سياسية، اخذت تسحقه سحق الرحاء على وطنٍ ظل يحدوه به آملاً فيه لطي صفحة الماضي الرتيب، فيجعه  رحابه على خير وسلام، ولكن وللأسف جمعه كقبراً على هول زبانية العذاب.

اليوم اخيراً وقد صحى الكثير  من غفلتهِ، بعد ما كان مغيباً عن الوعي، ليدرك إن هذا الذي يسميها ثورة لم تصل بعد إلى ذروة وهجها  لكي تستحق أن توصف بذلك. هذا ليس إلا ومن بعد ما إصطف لها النصّابون، والمتسللون فأخذوا من حينها يحثون عليها التراب حتى  أعادوها جذوة مغطاة بالرماد. 

ومن بعد ما كبسوا على أنفاس بريقها، كبسوا على هذا الوطن من جديد، فأحالوه إلى سجناً كبيراً، وبإسمه مارسوا بحق الشعب البسيط، شتى انواع الظلم والإجحاف، وبإسمه اتهموه مرة بالخيانة ومرة بالمارق، ومرة بالمتأمر، ومرة بالمزايد وبالعمالة، وفقط هم الثوار، وهم الأحرار اصحاب الفصل، والرئي، والمشورة وهم السادات العارفين بالحق..... وما دونهم لاش.

إلى أن طل برأسه شبح الإمامة وأصحاب ( التأييد الإلاهي ) بحلته الجديدة، مكتسحاً الحصون الواهية لأولئك المقنعين بقناع موكب ثورة التحرير - كاشفاً ومعرّياً لهم عن نصف قرن من الزيف،والدجل،والخداع لينطلق دعاتها المؤجوربن والمارقين  مستضلين بنفس ظل (سبتمبر ) وبفارق اربعة يوم عن ثورة الشعب المندلعة عشية تاريخها 26 من عام ( 1962). يساقون زمراً وفراداً ـ يحملون رايات الموت لمن يقف في طريقهم وبلا إستثناء ـ يحلمون بالتسيّد، ليس هذه المرة على الشمال وحده فحسب ولكن على الجنوب ايضاً، كنفوذ جديد يضاف إلى ما لديهم من نفوذ واعدا بالكثير من الفرص والمميزات.، بأرضٍ ورثوها كابراً عن كابر، لطرازٍ تعلموا منه ونهلوا من مدارسه كثيراً، عن كييفية إخذاع قطيعاً من البشر بالضربٍ، وبالركلٍ حتى إنهاكها ليتسنى لاحقاً السيطرة عليها؟!.

وكنتاجاً لهذا الكِبر، والغرور، والتعالي، هاهي أصبحت اليوم أمة (شعب - شعبين ) جاثية على ركبتيها، تتضرع وتتوسل بالجميع، تقبل أقدام الغادين والريحين وعلى شاكلتهم تعرف ومن لا تعرف، كي يفكّوا محنتها ويخلّصوها من ما هي فيه... ولا حياً مجيب.
.
 .

ليست هناك تعليقات