*قف في عدن*
شبكه صوت الجنوب
----------------------
*---الساحر الجحافي----*
قف في عدن....
واقرأ هنالك
ما تشاء
ولا تشاء
من الحكاياتِ التي
خطَّ الرجال سطورَها
بدموعِهم ودمائِهم
وجراحِهم
وكفاحِهم
وسلاحِهم
وحقيقةِ الأوطان
في أرواحهم
وعراقةِ الماضي
وصدقِ الانتماء
قف في عدن.
فهناك تبرز
لوحة الوطن المخبئ
في عيون الأتقياء
وهناك تاريخُ المدينة
ليس تُكتب بالمداد
ِحروفُـهُ
بل بالدماء
هناك
في قلب المدينةِ
حيث تنتصبُ المآذنُ
مثل أعمدة الحدائق
في الأساطير القديمة
هناك يبدو
كل شيءٍ ممكناً
إلا الهزيمة
قف في عدن …
واغرف بكل أَكُفِّ روحك
من نبيذِ الحرفِ
من شعرِ "الفحول"
واسمع تراتيل الغناء
تصوغها
لحناً خرافيَّ الفصول
مدينة"ٍ
عجن الإلهُ
رجالَهاوجبالَها
ونسيمها ونساءَها
وشبابَهاوقبابَها
وديارَها وصغارها
من تربة الفردوس
لا هذا التراب
سلِّمْ على بحر العرب
واقرأتواريخَ المدينةِ كلها
من نظرةٍ
أو وقفةٍصغرى
على مجرى
صهاريج الجدود
عدن ُالتي اختارت
طريق الماء
منذ الركعة الأولى
بمحراب الخلود
فتعانقت فيها:
المنارةُوالحضارةُ
والثقافةُوالخلافةُ
والقداسةُ
والسياسة
والكياسةُ
وهي حاضرةُ الجنوب
وهي انطلاقُ الضوءِ
في إيقونة الحلم
ِ الجنوبي الكبير
عدن التي كانت
ومازالت
برغبتها تقاوم
كالفل والمشموم
في كل المواسم
قف في عدن…
وامرر على أنقا الحواري
(في كريتر) و(المعلا)
فهناك تمتزج الحداثةُ
وسط تاريخ
حضاريٍّ تجلّا
وهناك
تزدحم الطريق
بكل ألوان الحياة
في "الساحل الذهبي"
حيث الرمل
عَشَّاق المدينة لم يزل…
يفتح ذراعيهِ
ويدعوللمحبةوالسكينة
هناك
حيث جبين (صيرة)
شامخاً منذ الأزل
بل حيثما المجد اكتمل
قف في عدن …
للعيش في تلك المدينة
-ياصديقي-نكهةٌ
كنكهة (الشاي المُلبَّن)
في مقاهيهاالعتاق
وكريحة البحر الذي
يدعو الأحبة للعناق
كالفاتناتِ
المعجَباتِ بحسنهن
في (جولد مور)
كروائح الكعك الزكيةِ
في حواري (البنجسار)
وكذكريات تنهمر
فرحاً
على لسن العجائز
كابتسامات العروس
وكسحر مايسكُبنَهُ
عن مكرُمات
(العيدروس)
وثباتِ أهل الله في
(وجه النصارى والمجوس)
وكا لمناضل والنضالِ
وكيف كانوا كالجبالَ
بل كيف زفّوا كل مافيهم
لأحفادٍ على عتباتهم
كُسرت
(اهازيج الجهالةِ والضلال)
قف في عدن
فهي البداية والمآل
وهي العذوبةُ
والبساطةُ والجمال
وهي الرجولةُوالرجال
قف يا صديقي في عدن…
واعبر شوارعَها
ببطءٍ واتزان..
فلكل شبرٍ في المدينة
قصةٌ أخرى
وذاكرةٌ فريدة
ولكل منعطفٍ لسان…
أنصتْ فقط...
واحفظ أحاديثَ المكانْ…
في "الشيخ"
وسط "الخورِ"
في "منصورة الاحرارِ"
في "عمران ِ"
في "توّاهي الأمجاد"
في وسط "البريقا"ِ
في الجبال
وفي الرمال
وفي الهضاب
عدنُ الكتابةُوالكتابْ…
عدنٌ
إلمسافات القريبة والبعيدة
والعتيدة والعنيدة
عدن الرواياتُ
القديمةُ والجديدةُ
وُالأغاني والقصيدةُ
وهي صمامُ العقيدة
والوطن
قف ياصديقي في عدن
في كل شبرٍ
في الشوارعُ
والجوامعُ
والمجالس
والمدارسُ
والمنابر
والمعابرُ
والمطاعم
والمعالمُ
وأبتسم
لمدينةٍ
تتنفسُ الصعداءَ
رغم الحرب
والحمل الثقيل
إصعد ل(صيرة)
حيث تُبدو للعيانِ جليةً
َذكرى "الجنوبيين"
والماضي الأصيل
هي لم تكن أبداً
مجردَ قلعةًً
بل شحنةٌ أزليةٌ
من عزةٍ
تمتد من جيلٍ لجيل
وهناك
-أعني في المدينة كلها-
كل الرجال مسلحون
بعلمِهم
وبصبرِهم
وثباتِهم
إبائِهم
وشموخهِم
كشموخِ أعناقِ النخيل
قف يا صديقي في عدن …
واسرق لنا
بعضًا من الفل المُسَقى
في روابي حوطة السلطان
في لحج الجمال
سَلِّمْ على التاريخِ
في مهد الحضارةوالجلال
سلِّمْ علىِ(صبر) التي
حلّت معاني الصّبّر
في جنباتها والإحتمال
سلم على الأطفال
والشبان والشيبان
فيها والرجال
سلم على الفتياتِ
في كل الحواري الراقية
سلّم على اخلاقهن
فإنهن وانها
مثل الندى والساقية
سلم على
صفو المكارم والكرام
سلم على اهلي بها
والرمل والشطآن
واكتب في الغمام :
لها السلام
سلِّم على أمي (عدن)
واحكي لها أني
بحضرة سحرها
اخضعت للسلم الحروب
احببت ذرات الجنوب
وعشقت نسمات الجنوب
وهتفت
أن ياشعر سلم لي
على مهوى القلوب
وعلى رفاقي
والشوارع
والدروب
ورملها والبحر
واضحك
للشروق
وللغروب
-----------------------ا-----------
محاكاة لقصيدة قف في تعز
للشاعر العاطفي
التعليقات على الموضوع