*العميد "رشدي الحوشبي" .. نموذج للشجاعة والإقدام.*
كتب / محمد مرشد عقابي:
المآثر البطولية الكبرى لا يجترحها إلا صلاميد الأكباد وصناديد الرجال، فهي من تصك ماركة الشرف والرجولة والنبل على نواصي من لا يهابون فراق الحياة، والمواقف العظيمة والجليلة والأسطورية لا يخوض معمعتها إلا شم الأنوف عآليي الهامات ممن يضاهون بعنفوانهم وثباتهم وإستبسالهم شموخ الجبال الرواسي، فالشدائد والمحن هي من تصهر معدن الرجل الأصيل والمتأصل الضارب جذور الأصل والفصل والحسب والنسب وعراقة الأهل والوجود في أعماق التأريخ البشري والإنساني.
اليوم سنفتح نافذة للحديث عن قامة وطنية وثورية جنوبية باسقة من هامات النضال والفداء والتضحية في بلاد الحواشب، انه البطل المقدام العميد " رشدي عبيد حازم العمري الحوشبي" هذا البطل المغوار يقود اللواء العاشر صاعقة حالياً خلفاً لشقيقه الشهيد القائد العميد "يسري الحوشبي" مؤسس اللواء وصانع المجد والتأريخ وأبرز مقاوم ومقاتل ومحارب عرفته ساحة الثورة الجنوبية مؤخراً بشجاعته وإقدامه الذي لا يقارن، كيف لا وهو من صنع أروع ملحمة بطولية إبان الحرب الأخيرة التي خاضها ابناء الحواشب لتطهير بلادهم من رجس ودنس الحوثي، كما كان أحد الصناديد الأشداء الذين برهنوا الإرادة الفولاذية واقعاً ملموساً وصنعوا الإنتصار وحققوا مجد أمة وخلدوه في بطون كتب التأريخ في جبهات محور أبين التي شهدت سقوطه شهيداً في سبيل الحرية والكرامة، فمن منا لم يرى او يسمع عن تلك الملحميات والوقفات البطولية الشجاعة للشهيد القائد المقدام المغفور له بإذن الله تعالى العميد "يسري عبيد حازم"، تلك الشواهد الحية التي نقشت في شقاف قلوب الأحرار أنصع عبارات الفداء ومعاني التضحية والإقدام والثبات.
أما الحديث عن شقيقه العميد "رشدي الحوشبي" يربطنا بتلك المحطات الثورية للقائد الشهيد، فقد برز أسم القائد "رشدي الحوشبي" فارساً مغوار لا يشق له غبار في مضمار المواجهة ضد جحافل الحوثي التي اجتاحت الجنوب، حيث تحلى هذا الثائر الحوشبي الأصيل بشيم الرجولة وضرب أروع معاني البطولة في مواجهة المعتدين فكان بطلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما انه خاض العديد من المعارك الإستراتيجية والمفصلية إنتصاراً للأرض والعرض منها معركة تطهير عدن من فلول الإهارب، وسطر الكثير من البطولات التي لا يمكن نسيانها او طمسها من خارطة التأريخ الجنوبي المعاصر.
العميد "رشدي الحوشبي" ظل ومايزال بطلاً قومياً يتصف بسجايا العمالقة والكبار، فهو من يضع نصب عينيه دوماً شعاراً واحد لا سواه وهو "النصر او الشهادة" في سبيل الجنوب، رجل شجاع ومقدام لامكان للإرجاف والخوف في نفسه، انه يمثل النموذج الأمثل لذلك البطل الصنديد والمقدام، لقد ورث الشجاعة والبطولة من شقيقه وتشربها من معين أسرة تعرف بهذه الخصال والسجايا الفريدة.
لطالما كان القائد المغوار "رشدي الحوشبي" بعيداً عن الأضواء منطوياً بصولاته وجولاته وتضحياته وإنجازاته بعيداً عن مظاهر البهرجة والإعلام التي يجعل منها البعض أدآة لتحقيق مآرب وغايات وأهداف أنانية وذاتية مشبوهة ومكروهه، لكن هذا البطل بمواقفه وأفعاله اثبت بان الرجال الحقيقيين لا يطيب لهم عيش ولا ترضى نفوسهم في الحياة إلا بالفداء والتضحية والبذل والعطاء لأجل ثوابتهم الوطنية وقيمهم ومبادئهم واخلاقياتهم الدينية المقدسة، وهكذا هم من يطلبون المنايا في ميادين الوغاء وساحات الردئ نراهم عند الزحام يقل كلامهم ويتلاشى ظهورهم وعند الشدائد والمحن يسمع زئيرهم ويبرز وجودهم.
في جميع المعارك المصيرية والمهام الصعبة والحرجة نجد العميد "رشدي الحوشبي" وشقيقه الأكبر الخلوق "حسني عبيد الحوشبي" قائد معسكر اللواء العاشر وزملائهم أبطال اللواء يبادرون لحجز الصف الأمامي دفاعاً عن الجنوب ومكتسبات الثورية، مساهمين وبفاعلية في صنع التحولات والإنجازات الإعجازية، فالحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد او حاسد هي ان هذا القائد الفذ ورفاقه أبطال اللواء نجدهم دوماً حيث يكره العدو، فهم يثبتون مراراً وتكراراً إنهم عند مستوى البطولة والتضحية خاصة في الأزمان والمحن والمنعرجات الحساسة التي يتعرض لها الوطن، وعند المتغيرات والتطورات والمستجدات التي تطرأ على الساحة تجد قيادة اللواء العاشر وقواعده في مقدمة الصفوف ذوداً عن حياض الوطن والعرض والدين والإنتصار للحق ضد الباطل.
أثبت العميد "رشدي الحوشبي" ومعه زملائه أبطال اللواء العاشر الشرفاء بإنهم هم الصخرة الصماء والكئود التي تتحطم عليها كل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن وحجر العثرة أمام مشاريع العدو، ومن تلك المحطات العظيمة نستلهم دروس وعبر تؤكد جميعها بإن هذا القائد الفذ والمقدام يعد رجلاً لا يعرف عنه غير المواقف الشجاعة والنخوة والشهامة والمرؤة، علاوة عن ذلك فهو من القلائل الذين تحملوا عبء المسؤولية الوطنية والعسكرية الكبيرة في ظروف أستثنائية غاية في الدقة والصعوبة، وكان عند مستوى الثقة وجدير بالمسؤولية وقادر على إدارة هذه المهام في أصعب وأحلك الظروف.
رجل تجده في الصفوف الأمامية المدافعة عن القيم والثوابت الوطنية والدينية والثورية ولا يتهاون او يتخاذل عن تنفيذ وإنجاز أي مهام عسكرية توكل اليه حتى ان كانت صعبة او مستحيلة، رجل لا يعرف الصعاب ويتجاوز العراقيل والتحديات والعقبات بحنكة وحكمة لا مثيل لها بل ويتغلب بروحه الوطنية والثورية الوثابه على المحال في سبيل الدفاع عن أرضه وعرضه ودينه، وهذا البطل الأسطوري والقائد المقدام يعتبر واحداً من العمالقة الذين تحود بهم بلاد الحواشب وترفد بهم أرض الجنوب في معركة التحرر وفك الإرتهان، يتميز هذا البطل عن غيره بقوة شخصيته وشجاعتة وروحه البطوليه المتوقده بالتضحية والفداء.
لقد مثل اللواء العاشر صاعقة ومنذ تأسيسه حجر الزاوية في بناء المؤسسة العسكرية وصمام الأمان للقوات المسلحة الجنوبية، وبرهنت قيادة وقواعد اللواء بإنهم شركاء حقيقيون وفعليون في بناء وتشييد الهرم الدفاعي والهجومي وخلق التوازن الأستراتيجي العسكري الجنوبي، وفي صنع وتحقيق الإنتصارات والتحولات والإنجازات التأريخية لهذا الوطن العزير، وان دل ذلك على شيء فانما يدل على عظمة قيادته التي تضاهي حجم الوطن، وقد كان لمنتسبي اللواء العاشر شرف المشاركة في كل المعارك وتقديم قوافل التضحيات منذ عام التأسيس، إذ انبرى رجال هذا اللواء خلال الفترات الماضية لتلبية نداء الواجب دفاعاً عن الجنوب وساهموا في وضع البصمات التي لا يمكن نسيانها، وكانوا ولازالوا جميعاً مثالاً ونموذجاً راقياً في تلبية نداء الواجب الوطني المقدس.
التعليقات على الموضوع