شبكه صوت الجنوب

ads header

مواقف وضاءة وأثرٌ لا يمحى، من سيرة الفقيد عثمان راجح في ذكرى رحيله

مواقف وضاءة وأثرٌ لا يمحى،  من سيرة الفقيد عثمان راجح في ذكرى رحيله 
كتب / أ. محمد حسين احمد الشبحي 

تصـادف اليوم الثـالث عشـر من شـهر مارس (13/3/2022)
الذِكْـرَى الثانية عَشـر على رحـيل الفـقيد المـناضل الشيـخ/عـثمان راجح علي الشبحي، عضو الـمجـلس الـمحـلي لـمديـرية يهر، الذي وافَتْـهُ المَـنيَّة فجر يـوم السـبت تاريـخ (13/3/2010)  

في مثل هذا التاريخ وفي حادثة حزينة، وفاجعةٌ أليمة نعَت لها القلوب، وألمت بها الخطوب، حادثةٌ لا زال يتردد صداها في أذهاننا، ولا زال وقعها داميٌ في أعماقنا، نعم أنها حادثة رحيل الفقيد/ أبا صلاح الذي لا يمكن أن تُنسّى، وها هي أثنى عشر عاماً مرّت على رحيله، وفي كل عام لا تفوتني هذه الذكرى، كيف وهي ذكرى رحيل الشخصية الخيرية رجل الخير و العطاء والمواقف الانسانية، الرجل الذي جمع صفات النُبل والأخلاق في شخصيته وتجسّدَت في أفعاله وأعماله، ودائما ما كان يحث الآخرين على التحلّي بها، رجل كيف لمثله أن يُنسّى، قد يكون رحل عنّا بجسده وروحه، ولكن أفعاله ما زالت باقية تذكرنا به، ومع كل موقف وكل حدث كان هو سابق إليه -نتذَكَرَهُ-، ونتذكر حَصَافَةُ رّأيه ونُصْحه ورَصَانَتَهُ وفِطْنَتَهُ في حلّ القضايا المُجتمعية والربط بين القلوب، وإنسانيته في نَشرِ الأُلفةِ والسلام، ونزاهته في نبذِ الفساد وتقديم الخير لأبناء جلدته والمناطق الأخرى المجاورة، للفقيد أفعال ومآثر جعلت منه نموذجاً فريداً لمعاني الخير و لعل أبرز تلك الأسباب التي جعلت الفقيد ينشأ متمسكاً بالمبادئ والقيم محباً للناس ساعياً لنشر الخير وايضا تأثيره الطيب الكبير على قلوب الذين عايشوه، أنه نشأ في بيئة خصبة بالمبادئ غُرست فيها الأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية الفريدة، بيئة أضحى تأثيرها جليّاً على حياة الفقيد وأسلوبه ومعاملته، عاش حياة البسطاء إلتمس ما يعانيه أولئك البشر الذي يحيطونه وإحتياجاتهم، قطع الجبال والوديان طولاً وعرضا لطلب العلم، ثم يقطعها لـ تَقديم العلم الذي تعب في تحصيله لتلاميذه، كأن لا يسأم من فعل الخير أبدا، 
رحل "أبا صلاح" تاركا خلفه سيرة وضاءة ونضالاً وأثرٌ لا يمحى، وفي مواقفهِ بصمات لا تُحصى، في أعماله وأفعاله خِصالٌ يجبُ أن تُدرَّس للأجيال، لتَغرِس فيهم مبدأ التعاون وحُبّ الخير والبذل بسخاء والسَعي دون كللٍ أو ملل، خاصة في زماننا هذا وحالنا الذي إختلت به موازين الحياة وضاعت فيه المبادئ والقيم، وتفشّت في أوردتهُ الأنانية وحب الذات وإستفحل في جسده الفساد وقلَّ الخير وطغى الشر، في هذه المرحلة أننا بحاجة لمثل أبا صلاح بأخلاقه وحُبّه لمجتمعه ووطنه ليَسْتَوِي عودنا، لست أبالغ في حديثي هذا فمن عاش أوضاع وطني الراهنة على كافة المستويات أدرك جيداً مدى حاجتنا لمثل هؤلاء الخيّرين، 
أكتب عن الفقيد ولستُ من رفاق دربه كما أنني لم أشهد من حياته إلا جزء قليل منها ولكنني إلتمستُ الكثير من مآثره وأعماله، وقرأتُ كثيراً عن تاريخه الناصع، فمثل هؤلاء "والله" يجبُ علينا قراءة سيرهم بتمعّن وحقاً علينا تتبع آثارهم الحسنة لنلتمس منها الخير والعطاء والبذل بسخاء، لنأخذ منها كل ما هو جميل ولنَقتدي بأفعالهم الحسنة، 
مأثر وأعمال الفقيد كثيرة لا تتسعُ لها الصفحات ولا يمكن حصرِها في منشور، بيد أن الأحرف الأبجدية تبدو ناقصة وغير قادرة على الوصف والإيفاء رغم اكتمالها، لستُ مُلمّ إلماماً تاماً بحياة الفقيد، ولكن من أدرك حياة الفقيد وعايشَهُ سيعلم من هو، وأعتقد أن زملاؤه ورفاق دربه يعرفونه جيداً وسيكتبون عنه بشكل أدق. 
 اسهبت في الكتابة عن الفقيد لمعرفتي في فضيلة الإنصاف ولتذكير أنفسنا بأنه من على هذه الأرض مر رجال أخيار وكانوا عليها ذات زمان، لكي لا تنقطع أمالنا من افعال الخير ورجال الخير على هذه الأرض.

وختاماً.... 
   ﴿تَحِيَّتُهُم يَومَ يَلقَونَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُم أَجرًا كَريمًا﴾ [الأحزاب: ٤٤]
 
سلام على تلك الأرواح التي غادرتنا دون عودة، 
سلام على كل الأرواح التي كانت لنا في الحياة حياة، 
في هذه الذكرى الأليمة لا يسعنا إلا أن ندعُ له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه المولى فسيح جناته.

ليست هناك تعليقات