الاخوة وشقيقتهم الكبرى
شبكه صوت الجنوب
الاخوة وشقيقتهم الكبرى
••••••••••••••••••••••••••
قصة قصيرة
✍ خالد الكلدي
5 أبريل 2020م
قبل مئات السنين كان هناك أخوة ليسو ذات صلة غرابة بالدم وليسو من ام واب ولكن علاقة الاخوة جاءت بحكم التجاور فيما بينهم فصار كلا منهم يرا الاخر اخوه بحكم عشرة المجورة وعلاقات حسن الجوار بينهم رغم أن كل واحد منهم كان يعتمد على نفسه في تدبير أمور بيته ويهتم برعاياه دون الاعتماد على الآخر .
هؤلاء الاخوة كانت لهم شقيقة اخرى تعيش في الاتجاه الآخر بجوارهم ولكن علاقتهم بها ليست وطيدة كما هي العلاقة بينهم رغم المساعي التي يبذلها كل الأطراف لحسن العلاقة معها إلا أن الشقيقة كانت تتعامل معهم بعلاقة سطحية وبحذر شديد فهي لاتنكر علاقتها بهم ولا تفصح عن علاقتها رغم توددهمتوددهم ومحاولاتهم للتغرب منها .
بطبيعة البشر كانت تحصل بين الإخوة خلافات وصراعات خاصة بعد أن تكاثروا وأصبح كل واحد منهم له من الاولاد والاحفاد بإعداد تجاوزت الملايين ولكن سرعان ماتنتهي هذه الخلافات أما بالحسم واستخدام القوة وخروج أحدهم منتصر واما بتدخل شقيقتهم التي يعتبرونها الأخت الكبرى لهم ولها تأثير كبير عليهم حتى انهم رقم شدة خلافاتهم وماترتب عليها يقبلون بمبادراتها وماتقترحه عليهم من حلول خاصة وأنهم يثقون بها ويعتبرونها شقيقتهم الكبرى وقدوتهم التي لا يستقنون عنها
مرة السنوات والكل يتوسع من جهته في مجالات الحياة كثرة أعدادهم السكانية وكثرة نشاطاتهم في كل مجال حتى اصبح كل واحد منهم يتباها بما تحقق له من إنجازات وأصبح كل واحد منهم يحاول أن يكون الأقوى في مجالات الحياة المدنية والعسكرية رغم الفارق الكبير بينهم من حيث عدد الاتباع (السكان).
كان الاخوة يحاولون أن يتفقوا ويتحدوا حتى يكون لهم كيان واحد قوي يستطيعون من خلاله مواجهة صراعات الأمم والشعوب الغريبةوالبعيدة منهم ولكن محاولات عدة باءت بالفشل ومع تكرار محاولاتهم لوحدة كياناتهم توفقوا اخيرا وقبل نهاية القرن الماضي ان يعلنوا عن اتحادهم وأعلنوا وحدة كانت بالنسبة لهم حلم يراود الكل صغيرهم وكبيرهم ولكن اتحادهم وحلمهم هذا سرعان ماتبدد بسبب استقواء الأكثرية على الأقلية ومطامع النفس البشرية.
بداء الصراع واشتد وفشلت كل محاولات الوفاق فاستقوى الأكثرية على الأقلية ووقعت الحرب التي انتهت بهزيمة الأقلية .
انتصرت الأكثرية ومارسة ضد الطرف المهزوم شتى صنوف الظلم والقهر والاستبداد مع استسلام الأقلية للأمر الواقع حينها إلا أن المنتصر لم يتوقف عن ممارسات القهر والسلب والاضطهاد .
هنا بدأت صدور الأقلية المهزومة تضيق ونفذت كل وسائل الصبر والحكمة ، فدارة الأيام وبدأت عجلة الدوران تدور لصالح الفصيل المهزوم وانتصر على الجبابرة بفضل من الله ثم بمد يد العون ومساندة شقيقتهم الكبرى التي كانت تراغب الأحداث بصمت أثناء الحرب الأهلية الأولى بمساندتها انتصرت الأقلية بضربة حظ سياسية غيرت مسار اللعبة والمعادلة ليس حبا في الأقلية ولا أنصافا" لهم ورفع الظلم عنهم ولكن الشقيقة استشعرت بالخطر وفهمت أن مشاهد الظلم التي شاهدتها ووقعت ضد الأقلية سيأتي الدور عليها وستعاني نفس معاناتهم فكان لازاما واجبارا عليها ان تقف وتدعم الأقلية لتنتهي كل مخاوفها وكوابيسها المزعجة وترتاح ،
استعاد الأقلية المستضعفة حقوقهم وكراماتهم وامجادهم وانتهت معها مخاوف شقيقتهم الكبرى ولكنها سرعان ماتنكرت للجميل وتناست تضحيات ودماء سفكت وبطولات ومواقف مشرفة تستحق التكريم والكتابة عنها بماء الذهب وتوثيقها للتاريخ .
وهنا تبداء علامات التعجب والاستفهام واهمها صراع الإخوة وعرفناه وفهمنا أسبابه وعشنا لحضاته اول بأول
ولكن السؤال الذي يحيرنا ولم نجد الإجابة عليه هو:
ماذا تريد الشقيقة اليوم ؟
ومع من ستقف اليوم وغدا" ؟
مع تحياتي
عدن عاصمة الجنوب
5 أبريل 2020م
التعليقات على الموضوع