إلهام الإنسان من كورونا.
شبكه صوت الجنوب
منصور الصبيحي
بما لا يدع مجال لشك أن فيروس كورونا المستجد، بعد ما أحدثه من تداعيات خطيرة ومنذو بدايات انطلاقته الأولى في ووهان وإلى يومنا هذا، قد أصبح هما وقاسما مشتركا يجمع سكان الأرض قاطبة من أقصاها إلى أقصاها،ليتوجب على كل مجتمع او فرد تحمل مسؤليته الكاملة تجاهه من أجل هدف واحد وهو الحفاظ عل وجود الإنسان اولا وقبل كل شيئ.
وهذا بالفعل هو الملاحظ وما يجري إلى الآن لكثير من البلدان طالها الوباء، ليجبر منسوبيها من البشر على تجميد كثيرا من سلوكياتهم وأنشطتهم اليومية والمعتادة والتي من وجهة نظر دعاة الإنسانية والأطباء، لايتناسب القيام بها في الضرف الراهن بالذات. ليصير لزوما على الجميع البقاء في منازلهم وليس لهم الحق في مغادرتها حتى إشعارا أخر، بل وعليهم أن يعيشوا كسجناء طلقاء بين مجموعة حيطان ومن دون جريمة تذكر ، ولا ذنب لهم فذنبهم وجريمتهم غير أنهم من جنس أدم وحوى مكونين من لحم ودم، في لحضة قد يطال الفيروس احدهم ويتحول بين مصاب به او وسيط حامل المرض لغيره.
ولو تأملنا محررين تفكيرنا من الجمود والرتابة.. لنستشعر عظمة الخالق جل علاه في هذا، ليتضح لنا مدى محدودية قدرتنا على التصرف رغم ما بلغناه من رقي وتقدم، وماقطعناه من شوط في فك رموز كثير من الأسرار العلمية الغامظة، إلا أننا في لحضة مفاجئة تحولنا وبما لدينا من معرفة وتقنيات إلى نمور من مورق، فمقدرات عدو مجهري صغير غدت اكبر بكثير مقابل ما نملكه نحن من أمكانيات لم نستطع بها وإلى هذه اللحضة مجابهته وتوقي خطره علينا، إلا بالعودة لأساليب بدائية قد مارسها الأقدمون بالفطرة ( الحجر المنزلي والعزل الأنفرادي) وكان هذا عندما تصيبهم كوارث وأمراض وهم لاطاقة لهم بها، ولايملكون أمامها من الأمر شيئا.
وكل هذا يعكس لا شيئ إلا شيئا واحدا وهو مدى تجبرنا وتفاخرنا بما نملك ونصنع ونتقن من تعلم، وعلم، ولا نحسب حساب الذي لامعبود سواه وحساب الوقيعة من اين وكيف ستصيبنا وأن في لحضة خاطفه قد تدمرنا وتدمر ما يقع تحت أيدينا.
التعليقات على الموضوع