العالم وصراع الهيمنة والنفوذ.
شبكه صوت الجنوب
كتب - محمد مرشد عقابي:
من الطبيعي حدوث الإختلاف في العادات والتقاليد والموروثات التاريخية والثقافية والإجتماعية بين الشعوب والأمم وهذا التباين ينتج عنه اختلاف في السلوك السياسي للفرد وللمجتمع وللدولة وعند النظر الى الإختلافات في طبيعة وانماط حياة البشر في هذا الكون الفسيح نجد بان الشرق شرق والغرب غرب ولا يمكن ان يلتقيا ابداً في كل الجوانب والمناحي.
الإنسان الشرقي بتركيبته وعاداته وتقاليده المجتمعية يختلف تماماً عن الغربي ايضاً كمواطن وكمجتمع وكدولة في السلوك المدني والسياسي اي بمعنى وجود إختلاف جوهري في ممارسة حقوقه المدنية والسياسية، لكن توجد هناك علاقة أزلية وطيدة بين اميركا واسرائيل من حيث الموروث الإستعماري والإحتلالي فقيامهما دولة وكيان كان على تشريد وتهجير شعوب وأمم وينتج عن هذا الإلتقاء تطابق وتشابه في السلوك السياسي يتمثل في نزعة الحروب والفتن والتآمر وعدم احترام القوانين والقرارات الدولية واغلب الحروب التي عاناها العالم بعد الحرب العالمية الثانية مصدرها اميركا واسرائيل وكذلك إيران الدولة المهجنة والنبتة الخبيثة في خاصرة الشرق الأوسط، هذه الدول والكيانات لا تقيم اي وزن او اعتبار للأنظمة الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، هذه الكيانات تعيش على نزعة الهيمنة وليس بواسطة الدبلوماسية والنفوذ تعيش بالسلاح والقوة والقمع والإرهاب تزرع القلاقل والفتن في شعوب العالم لكي تحافظ على بقائها وهيمنتها ومصالحها التوسعية الإستعمارية، فإسرائيل وإيران كليهما يسعى لبسط نفوذه وهيمنته على منطقة الشرق الأوسط فإسرائيل تتوسع جغرافياً على حساب حق وأرض الشعب الفلسطيني وأرض الأردن وأرض ومياه لبنان بينما تسعى إيران للتمدد من خلال مشروعها الطائفي للإستيلاء ايضاً على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي فهذه الدول كل واحدة منها مكمل للآخر في مشاريع تستهدف أمن واستقرار المنطقة والعالم وإستقلال وسيادة الدول فمشروع الشرق الأوسط الكبير ومشروع دعم الإرهاب ومشروع الإستيطان وتصفية القضية الفلسطينية والتآمر على فنزويلا.
تورط جبهة الغرب الى جانب إيران في شن الحروب وإشعال الفتن وممارسة سياسة حصار وتجويع الشعوب هيأ الظروف كي يشهد العالم جبهة آسيوية غير رسمية حقيقية وليست إفتراضية مؤثرة وفاعلة على المسرح الدولي مختلفة بقيمها عن جبهة الغرب وتنافسها على الهيمنة وقيادة العالم والمنطقة وهي جبهة الصين عالمياً وكوريا واليابان إقليمياً، هذه الجبهة تستمد قوتها من موروثها الحضاري وليس من ماضيها الإستعماري الإحتلالي فالصين دولة عميقة في تأريخها وراسخة في وجودها أمتهنت في السياسة الحكمة والصبر الإستراتيجي والتعاون مع الشعوب وليس القوة والإحتلال والقمع والإرهاب والحصار والتجويع.
وذكر الرئيس الأميركي الأسبق "جيمي كارتر" في رسالة وجهها الى الرئيس الحالي "ترامب" في صيف عام 2019م اسباب تقدم الصين على اميركا في مشاريع التنمية والتكنولوجيا المتطورة وشبكة السكك الحديدية وساق له مثالاً عن إنجازات الصين منذ سبعينيات القرن الماضي وعن الحروب التي أوقدتها وخاضتها اميركا في العالم وحجم الإنفاق العسكري خلال تلك الفترة، مشيراً الى ان الصين استطاعت ان تنافس اميركا بل وتتقدم عليها اقتصادياً وبنسبة نمو سنوي متفوق باضعاف على النمو الإقتصادي الأميركي واصبح للصين نفوذاً دولياً من خلال بوابة الإقتصاد والتنمية والتعاون مع الشعوب على خلاف الولايات المتحدة التي انحسر نفوذها الذي كسبته من خلال قوتها الإقتصادية وعملتها وقواعدها العسكرية التي تخسرها الآن بسبب الحروب والتخلي عن الدبلوماسية، وعلى خطى الصين تسيير اليابان وكوريا للحفاظ على نفوذهما في القارة الأسيوية فهذه الدول اختارت طريق الصبر الإستراتيجي والنمو الإقتصادي لتتغلب على كل الظروف.
التعليقات على الموضوع