كجنوبيين علينا ان ننتصر

((كجنوبيين .. علينا أن ننتصر ))

       ** تناول كثيرٌ من كتابنا موضوع أزمة الخدمات الخانقه في عدن مؤخراً ، واللافت انهم أجمعوا على أن تلك الازمات من فِعلِ الدولة العميقة لقوى الشمال ، والغرض إظهار فشل سلطتنا المقاومة في تحمل مسؤلياتها ، وبالتالي تهييج الشارع الجنوبي ضدها لإزاحتها ، وكل ذلك لإفساح الباب امام عملية امام عملية سلق تسوية سياسية في مفاوضات الكويت للمشكلة اليمنية عموما .. لكن الاكثر هو في غضّ الطّرَف السعودي الطرف عن كل تلك الممارسات في جنوبنا !! رغم المعاناة الكبيرة لشعبنا الجنوبي منها .

     ** بصراحه ، كل تلك التناولات كانت صائبة جدا ، وكل جنوبي حصيف يدرك ذلك ولاشك ، لكن.كشعب جنوبي نعلق الامال الكبار على الخلاص من العبئ الثقيل الذي نرزح تحته جرّاء استمرار ارتباطنا بهذا الشمال ، فكيف أن نقرأ سبل اسناد سلطتنا الجنوبية القائمة ؟! أو كيف لنا أن نقف امام كل تلك الضغوط التي يقوم بها خصمنا لافشال سلطتنا وإفشال تطلعاتنا المشروعة ؟!

       ** بداية علينا ان نعرف ان تلك الضغوط لاتنحصر في في مجال حرب الخدمات وحسب ، بل هي تمتد الى تواجد كيانات عدةٍ - عسكرية ومدنية - تتبع الدولة العميقة هنا في الجنوب ، ناهيك عن الأطر المتقمصةِ بثوب الاحزاب السياسية الرسمية ، وهي تخدم حصراً القوى النافذة في الشمال مجتمعة ، سواء عفاش والحوثي ، الى الطاغية الشهير علي محسن الاحمر ومن لفّ لفهُ ، ومعروفة هي تلك الكيانات السياسية والعسكرية التي تدور في هذا الفلك الجهنمي .

      ** المصيبة ان من هذه المكونات تحمل الصفة السياسية - أحزاب - وهي في مصاف المكونات الشرعيه والقانونية في الخارطة السياسية للبلاد ، ولكنها في الواقع خصما صريحا ولدودا للجنوب وتطلعاته المشروعة، ومع ذلك فهي تحظى بإعتراف الاقليم وإقراره بحضورها ، بل هي تمثل حضورا فاعلا في تشكيلة المتفاوضين في الكويت الان ! مع انها في الواقع تشنّ حربا علنية ومسعورة بكل اشكالها في جنوبنا ، بما فيها التصفيات الجسدية بحقنا !! او الدعم العلني للمكونات الارهابية في ساحتنا ، وكم كشفت حملات المداهمة الجنوبية حلقات الترابط القوي بين هؤلاء وأولئك .. فكيف لنا كجنوبيين ان نشُدّ الرحال للمواجهة الصريحة والمفتوحة مع مثل هذه المكونات الجهنمية مجتمعة ؟!

     ** اولا على سلطتنا المقاومة الاقرار بضرورة إزاحة كل مخلفات السلطة البائدة من هيكل الادارة العليا في مناطقنا ، ونحن علينا ان نعلن وبصراحة مطلقة وقوفنا جميعا كشعب جنوبي الى جانب سلطتنا المقاومة وبصوت عالٍ ، وان يتحول كل فرد منا الى عنصر أمنٍ الى جانب هذه السلطة في مواجهة صور العدوان المختلفة على ارضنا ، وفي جانب اخر ان نسهم جميعا في تطبيع الحياة ومواصلة اعمالنا في كل مرافق العمل الجنوبية.. ولاننسى تقديم الدعم لسلطتنا بسداد المستحقات المالية علينا لخدمات الكهرباء والمياه وخلافه ، وحتى تكون مساهمتنا هذه مدداً لسلطتنا لاستمرارها في مهامها وتقديم هذه الخدمات والحفاظ عليها وأستدامتها..

       ** فعلا علينا كشعب جنوبي ان نغادر حالة اللامبالاة والسلبية التي غرقنا في كنفها ، وعلينا ان نستشعر حجم الضغوط الهائلة والتحديات التي تواجهها قيادتنا المقاومة ، وان نسهم بجديةٍ في مجابهتها مع سلطتنا الجنوبية ، وان لانكتفي بموقف المتفرج السلبي وحسب، او ان نجنح الى تناقل الاشاعات والاقاويل وترديدها وبتلذذٍ ايضا ، فهذا لن يقدم لجنوبنا المنشود شيئا ، وهذا اذا اردنا ان ينتصر جنوبنا في معركته هذه.. اليس كذلك؟!

كتبه/علي ثابت القضيبي

الخيسه/البريقه/عدن

29/6/2016