شبكه صوت الجنوب

ads header

ميثـــاق عُلمَــاء ودُعَـــــاة اليمـــن المنعقــد في الرِّياض بين مطرقة الدَّعوة للحفـاظ علـى وحــدَّة أرض اليمـن وسنــدان تكـــرار السُّقـوطَ الإِخلاقي فـي فتـاوه التَّكفيرية عــــام 1994م ضــــد الشعـــب الجنُــوبــي

ميثـــاق عُلمَــاء ودُعَـــــاة اليمـــن المنعقــد
في الرِّياض بين مطرقة الدَّعوة للحفـاظ
علـى وحــدَّة أرض اليمـن وسنــدان تكـــرار السُّقـوطَ الإِخلاقي فـي فتـاوه التَّكفيرية
عــــام 1994م ضــــد الشعـــب الجنُــوبــي
▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫
✵▌ قـراءة وتحليـل/شايـف الحــــدي

���� لا يَختلفُ اثنان على حقيقةٍ أنَّ شعب الجنُوب بكُلّ فئاته يرفض دعواتُ الإِرهاب ولا يرفض الدَّعوة إلى الوسطيَّة والإعتدال في الدِّين الإِسلامي ونبذ كُلّ أشكال التَّطرُّف والغلوّ والأنحراف عن الطَّريق المستقيم .
إن ما جاء في ما يُسمَّى بميثاق عُلمَاء ودُعَاة اليمن المُوقع في العاصِمةِ السَّعودية الرِّياض بتاريخ 2016/8/21م الَّذي نختلف فيه تماما عمَّا تمخض به هذا الاجتماع في الجانب السِّياسي والسِّيادي الَّذي أقروا فيه وحدَّة الصَّف في السِّياسة والأرض، وفي الواقع أنَّ خلفيَّات هذا المؤتمر أظهر إلى السَّطح بما لا يدعَ مجالا للشك ما تخفيه بطونهم من خُبث لا ينتهي على شعب الجنوب، وإنَّ أرجلهم إلى الشَّر تجرِّي وتسرُّع إلى سفك الدّم الجنوبي مرّة أُخرى وبمُسمّى آخر وهذا ما أثبته نصَّ ميثاقهم الَّذي وقع عليه بما يُسَمَّى عُلمَاء ودُعَاة اليمن الَّذين يمثلون حزب الإصلاح اليمني والتَّيار السَّلفي المفرخ من قبل الإصلاح والمُسَمَّى حزب الرَّشاد السَّلفِي الَّذي يُمثّل الوجهُ الآخر للإخوان المُسلمين حتَّى وأن شارك فيه إصلاحيين جنُوبيّين منتمين إلى ذلك التَّيار، فهم في حقيقةٍ الأمر مُصرِّين عَلَى وحدَّة الصَّف والأرض والإنسان تحت مُسمَّى رفض دعوات التَّمزق والتَّشتت الدِّينيَّة والجُغرافيّةِ والجهويّة والطَّائفيَّة.
وما تجدر الإشارة إليه في هذا السِّياق أنَّهم لا يقصدون من وراء ذلك جماعة الحُوثي ــ كما يروجون في إعلامهم ــ فقط والذي نحنُ كجنوبيين في الأساس نرفضه ونحاربه كفكر وجماعة هدفها السَّيطرة على الجنوب تحت مُسمَّيات عدة، ولكن من يُسمَّون أنفسهم دُعَاة وعُلمَاء اليمن يستهدفون من ميثاقهمِ هذا المزعوم الجنوب بالدَّرجة الأوّلى ومنعه من الحصول على حُرِّيتهِ وإستقلاله تحت مزاعم دعم الشَّرعية الدَّستورية ووحدَّة الصَّف والموقف والفكر وهذا بما لا يدعَ مجالا للشّك أنَّهُ تكرار لمَّا حدث من فتاوى وغزو عسكري للجنوب عام 1994م من قبل القوات الشَّمالية المدعومة من الميليشيَّات التَّكفيرية لحزب الإصلاح التي كان يتزعمها الزَّنداني والدِّيلمي الَّذين هُم اليوم في طليعة ومقدمة الموقعين على هذا الميثاق المزعوم .
وما لا يَعرفهُ الحراك والمقاومة الجنوبيَّة أنَّ متزعمي هذا الميثاق لديهم النَّية بتمريرهِ إلى المُحافظات المُحرَّرة والمقصود بذلك مُحافظات الجنوب وتوقيعه من عُلماءِ الجنوب ودُعَاتهِ وفقهائِه وأئمَّتَه وخطباء مساجدهِ بهدف تحشيد أكبر عدد من مُؤيِّدي الميثاق من الجنُوبيّين وتسويق ذلك على أنَّهم مؤيديين للوحدة اليمنيَّة دُونَ الرُّجُوع إلى الفئات الشَّعبيَّة الأُخرى الكثيرة وفي مُقدِّمتها الحراك والمقاومة الجنوبيَّة، وعند ظهور أيُّ أصوات تُعارض هذا المشروع سَتَتَّهمُ من قبل عُلمَاء ودُعَاة الشَّمال بأنَّها أصوات مُعاديَّة للتّحالف العربي وسوف تستثمرُ وسائل الإعلام الشَّماليَّة ذلك لمهاجمة الحراك والمقاومة الجنوبيَّة والمقاومة السَّلفية الجنوبيَّة المُنضوية تحت إطار المُقاومة الجنوبيَّة، وبالتَّالي يظهروها كأنَّها قوى مُعادِيَّة للتّحالف يجبُ قمعُها وضربُها .
وبديهي مثل هكذا أمور أن تأخذ اليقضة التَّامة لهذه المُخططات السَّرطانيَّة الإخوانيَّة ــ والَّتي لم تنتهِ والملطخة بالدماء ــ ومطلوب من كل الجنوبيين بمختلف فئاتهم أن يتنبهوا لهذا الفخ الخطير ويعملوا بأساليب واعية وعقلانيَّة ومنطقية لمعارضته والتَّنبيه من خطورته في كُل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والنَّزول إلى الشَّوارع مع التَّوضيح أن معارضتهم هذه ليست معارضة للتّحالف العربي الَّذي يُعد الجنوبيين شريك فاعل معه في محاربة المد الفارسي والجماعات الإرهابيَّة وتأمين الملاّحة في الممر المائي الدُّولي الهام والمتمثل في مضيق باب المندب والبحر العربي، وحفظ الأمن والأستقرار في الجنوب والمنطقة بشكل عامٍّ من الخليج إلى المحيط.
ولاشك أن هذا المؤتمر ــ التَّشاؤمي للجنوب ــ في حقيقة الأمر ظاهره الوقوف مع الشَّرعيَّة الدِّستورية والتَّحالف وباطنه إستهداف القضيَّة الجنوبيَّة بشكل ممنهج وما حققته من إنتصارات ميدانيَّة والدَّليل على ذلك أن هذا الميثاق المُسمَّى بعُلمَاءِ ودُعَاة اليمن من أهل السنّة مع أن الأغلبيَّة الموقعة عليه شماليَّة ترتبط بالمذهب الزيدي، فهم مختلفون فقط على السُّلطة، ولكنَّهم متفقون على إدارة شؤون الجنوب سواءً الشَّماليين الَّذين مع الحوثي أو الشَّماليين الَّذين مع الشَّرعية ومتفقين على بقاءِ الجنوب تحت الهيمنة والسَّيطرة والإستعمار الشَّمالي مرَّةً أُُخرى ونهب أرضه ومقدراته وإن لم يعلنوا ذلك جهرا، لكن خطواتهم وتحركاتهم السِّياسيَّة والدِّينيَّة تُثبت صحة ما نقوله.
ويُعزّزُ ما أشرنا إليه التَّنبُّه السَّريع واليقض الذي أطلقه الوزير الجنوبي الشَّيخ/هاني بن بريك، حينما قال:" إن موقعي الميثاق باسم عُلمَاء اليمن ودُعَاته هم داعمي الإرهاب ومُتآمريٍّ على القضيَّة الجنوبيَّة.
وبالطَّبع هذا أدَّى إلى أستياء النُّخبَ السِّياسيَّة في الشَّمال وَدُعَاة حزب الإصلاح اليمني وإعلامييه ضد تصريحات بن بريك اليقضة والمُتَفهِّمة لخلفيَّات وكواليس هذا الاجتماع .
وبديهي أن يجعل هذا الميثاق لهؤلاءِ العُلمَاءَ والدُّعَاة الجنوب على صفيحا ساخن بين مطرقة الدُّعوة لتوحِّيد الصَّف والأرض والجغرافيا والحفاظ على الوحدةِ اليمنية المُنتهيِة وسندان تكرار الفتاوى التَّكفيرية لحزب الإصلاح اليمني ضد شعب الجنوب في صيِّف 1994م.
ومما سبق ذكره نجد أنَّ حزب الإصلاح الملطخ قادته بالدِّماء الجنوبيَّة لم ينتهِ عند فتاوه التكفيرية الَّتي أصدرها مرجعه الزَّيدي الشَّيخ/عبدالوهاب الدِّليمي الَّذي ينتمي لإصول فارسيَّة، ويمكن أن يُلخّص تحت عنوان:الأطماع الإصلاحيَّة في أستخدام الفتوى الدِّينية لغزو الجنوب مرّةً أُُخرى تحت مُسمَّى آخر.
وفي الأخير نقول ماذا بعد هذا التَّآمر من قبل هؤلاءِ العُلماءَ والدُّعاة على شعب الجنوب وقوافل شهدائهِ الَّتي أرتُوت الأرض بقطراتِ دِمائِهِم الزَّكَيَّة..؟!
أليست هذه الخطوات السِّياسيَّةُ لعُلمَاءِ الشَّمال هي تكرار لسيناريو فتاوى حزب الإصلاح التَّكفيريَّة في حرب صيِّف 1994م وأباحتهم للدّم الجنُوبي وتكفير أهلهِ ونعتهم بأقبح الأوصافِ..!!
لكنَّ السُّؤال الأهم الَّذي حَيَّرني هُوَ: وماذا بعـد..؟!
هل يتوقَّف الفُرقاءُ الشَّماليُّون في حُروبهم الدراماتيكية في المناطق الشَّمالية ويفكرون مرَّةً أُخرى بغزوِ الجنُوب مجددا..؟!
وهذا شيء وارد ومُتوقع في ظلَّ هكذا مطامع على ثروات ومُقدِّرات الشَّعب الجنُوبي، فلا الأرض الجنوبيَّة صاروا يعترفون بها، وأية أرض جنوبيَّة أضحت مُستباحة لهوامير الشَّمال، ذلك مبدأ لا بد من الرُّجُوع إليه، وهذا يجعلنا كجنوبيين نقف جميعا صفا واحدا أمام كُلُّ غازَ ومُغتصب دخيل طامع في الأرض الجنوبيَّة ومحاولة تشتيت النَّسيج الجنوبي وطمس هويَّتُه وأتباع سياسة الضَّمِّ والإلحاق مهما كانت وأين كانت..؟!
غير أنَّ هذه المرَّة شعب الجنوب قد أستوعب الدَّرس جيدا، ومهما حاول هؤلاءِ العُلمَاء والدُّعَاة الزَّيود الدَّعوة للحفاظ على وحدَّة اليمن، فأنّنا نقول لهُم أقروا التَّاريخ جيدا اليمن لم تتوحَّد طوّال حُقبها الزّمنيَّة وكُلُّ مُحاولات أئِمَّتكم الزِّيدية كانت عبارةٌ عن غزوات لمناطق وبلداتٍ ومُدن الجنوب ودائما ما كانوا يعودون أدراجهم مُنهزمين، لأنَّ الجنوب الَّذي يتمسَّك أهله بالمذهّبِ الشَّافعي السُّني لا يمكن أن يندمج مع المذهّب الزَّيدي الشِّيعي..!!

ليست هناك تعليقات