شبكه صوت الجنوب

ads header

الاحتلال والشرعية هما وجهان لعمله واحدة

نحن نعيش، اليوم، واقعاً جديداً استثنائيّاً جدّاً. هل نحن متحرّرون فعلاً أو ما زلنا محتلّين؟! مع يقيننا بأن الإحتلال والشرعية هما وجهان لعملة واحدة.من
ولكن، بعد الهزيمة العسكرية لقوى الإحتلال اليمني الثاني (الحوثي عفّاشية) في الجنوب، وتأكيد فشل مشروع الوحدة للأبد، وانتصار المقاومة بدعم قوى التحالف، وتجسيد مبدأ البسط على الأرض الجنوبية قدر الإمكان، والتعاطي مع الواقع الجديد باستلام مقاليد السلطة في العاصمة عدن، من قبل رموز الحراك والثورة الجنوبية، ممثّلين بالمناضِلين عيدروس وشلّال، بدأت تتغيّر المعادلة السياسية شيئاً فشيئاً لتنتقل إلى المرحلة الرمادية، حيث ارتهنت قوى الثورة الجنوبية لسياسة "شعرة معاوية" بينها وبين ما تسمّى بالشرعية، ولو لمرحلة مؤقّتة، ليس اعترافاً بتلك الشرعية، إنّما كان ذلك اضطراراً تكتيكيّاً، وتقديراً وعرفاناً لجهود قوى "التحالف العربي"، حين تقاطعت مصالحها مع قضية شعبنا الجنوبي، وتصدّيها لقوى الإحتلال اليمني، وتدمير ترسانته العسكرية، وتمكين الجنوبيّين من السلاح، وتوفيره ولو بحدّه الأدنى، والإستيعاب المبدئيّ لشباب المقاومة الجنوبية، وكذلك، حتّى لا نربك مهامها، وتعاطياً مع سياساتها وأهدافها المعلنة، وغير المعلنة، وخاصّة في هذه المرحلة الحرجة والحسّاسة.إرتهنت قوى الثورة الجنوبية لسياسة "شعرة معاوية" بينها وبين ما تسمّى بالشرعية
كذلك الحال حينما تحرّرت مدينة المكلّا وطُردت قوى الإرهاب، بواسطة قوات النخبة الحضرمية، وبدعم ومساندة قوّات التحالف، وخاصّة دولة الإمارات، وآلت السلطة لقوى وطنية وكوادر وكفاءات محلّية، رغم ما اختلط بها ممن هم محسوبون على النظام السابق. صرنا، أيضاً، نعيش المرحلة الرمادية، مرحلة اللادولة واللا ثورة.
وهذه، في نظري، تُعدّ ظاهرة غريبة وعجيبة أربكت المشهد، بمعنى أنّه إذا كنّا نعيش وضع دولة، فمن المفترض أن تكون مكتملة الأركان والمؤسّسات التشريعية والتنفيذية، وأن يحتكم الجميع إليها وفقاً للقانون، وأن لا تكون هناك اجتهادات وقرارات فردية مزاجية مضرّة، وأن لا تُتّخذ بطرق خاطئة تعيد إنتاج الفساد، دون تمكين الرقاب الشعبية، ودون مساءلة قانونية رادعة، بواسطة الهيئات الأعلى والسلطات التشريعية والتنفيذية. حينما تصير كذلك، ساعتها ستكون لقوى الثورة الجنوبية الكلمة الفصل.
أمّا إذا كنّا نعيش مرحلة انتصار الثورة الوطنية الجنوبية، فيُفترض أن تستكمل مهامّها النضالية بالسيطرة على كلّ مفاصل النظام البائد، وتأمين الثورة والوطن، وتسيير شوؤن البلد مؤقّتاً، وفقاً للشرعية الثورية، وتشكيل مجلس ثوري (عسكري وسياسي)، وإشراك الهيئات الشعبية، وكلّ مكوّنات المجتمع في السلطة، لفترة قصيرة محدّدة، تمهّد للإنتقال السلس لمرحلة الشرعية الدستورية، وبناء الدولة الجنوبية الفدرالية الجديدة. 
فواقعنا، اليوم، لا يميل لهؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولكن، في اعتقادي، أن ذلك الحال لن يدوم طويلاً، وسيميل حتميّاً لمصلحة انتصار الثورة الجنوبية، بعد استنهاض همّتها، وتصحيح مسارها، وإيجاد حاملها السياسي، والسعي لتحقيق هدفها الرئيس، المتمثّل في التحرير والإستقلال الناجز، وإن غداً لناظره قريب.
* أمين عام مجلس الحراك الجنوبي في محافظة حضرموت

الأستاذ عوض جميل أمين عام مجلس الحراك الثوري م/حضرموت

ليست هناك تعليقات