إتفـاق الإعــلام الشًّمالـي بشقيِّه الشَّرعـي والإنقلابي في تضليل الرَّأي العام الدُّولي فِيمَــا يتعلّــــق بـالقضيَّـــــــةِ الجنوبيَّــــــــة
إتفـاق الإعــلام الشًّمالـي بشقيِّه الشَّرعـي والإنقلابي في تضليل الرَّأي العام الدُّولي فِيمَــا يتعلّــــق بـالقضيَّـــــــةِ الجنوبيَّــــــــة
ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـ
❍ كتــ✒ــب/شايــف الحـــــدي
【⇇ لازلنا إلى الآن في الجنوب نفتقرُ إلى الجانب الإعلاميِّ ودورهِ في صناعة الرَّأي العام ونقل المشاهدات الحيّة من وسط ميدان المعركة وتهيئة الرَّأي العام الإقليمي والدُّولي لإتخاذ موقف جماعي يخدم قضيَّة الجنوب العادلة .
ما أحوجنا اليوم إلى تفعيل الدور الإعلامي الجنوبي إلى نطاق التَّأثير الإقليمي والدًُّولي سواءً كان مرئي أو مسموع أو مقروء من أجل كسب تأييد الرِّأي العام، ونقل حقيقة ما يدور من أحداث على أرض الواقع، فحينما نسمع الإعلامي الشَّمالي ــ المنحاز ــ يملىء الدُّنيا ضجيجا حول تحرير وتمشيط حارات أو منازل في أماكن معينة في تعز أو غيرها نتأسف على ضياع وتضييع إنتصارات حقَّقها أبناء الجنوب سواءً في كرش أو الصَّبيحة أو المضاربة أو شبوة ضد ميليشيات الحوثي والجيش الموالي لها، وكذا الإنتصارات التي تتحقَّق ضد خلايا الإرهاب في حضرموت وعدن ولحج وأبيِّن، نجد أن الإعلام الجنوبي بما فيه مواقع التواصل الاجتماعي لم يرتقِ بعد إلى مستوى الحدث وما يحقَّقه شعب الجنوب من إنتصارات على كافة الأصعدة وهذا قد يكون بسبب التَّعتيم الإعلامي في القنوات على الكادر الإعلامي والسِّياسي الجنوبي وضعف الإمكانات المادية والتضييق على الكليّات الإعلامية الجنوبيَّة في العاصمة عدن وحضرموت وعدم تطويرها منذُ ما بعد حرب صيف 94م، وهذا أدى إلى نتائج سلبيَّة على حضور الإعلام الجنوبي، عكس الإعلام في الكليّات الشَّماليَّة الذي أضحى يصنع الكوادر المؤهلة في الصَّحافة والإعلام، كما نشاهده ونسمعه في وسائل الإعلام المختلفة كيف صار يصنع من الحبَّة قبة ويروج لإنتصارات وهمية لا أثر لها عَلَى الواقع بهدف أثبات أنِّه شريك فاعل مع دُوِّل التَّحالف في محاربة الحوثيين والإرهاب وتحسين صُورة مقاومته الشَّبيعة وصناعة ملاحم بطولية لها في الوقت الذي لم نجد لهذه الإنتصارات شيء يُذكر على الأرض يؤكد صحة ما يروج لَّهُ إعلامهم المضلل.
إِنَّ ما نشاهده ونسمعهُ كُلّ يوم في القنوات الفضائيَّة اليمنية بشقيّها الشَّرعي والإنقلابي من سياسيّي وإعلامييِّ الشَّمال بمختلف توَّجاتهم السِّياسيَّة من تضليل إعلامي وأستخدامهم كُلّ ألوان الدِّعاية والتَّخويف وبثِّ الرُّعب الإعلامي وتصويرهم الجنوب على أنَّهُ بيئة حاضنة للإرهاب وإِنَّ الجنوبيّين غير مُؤهّلينَ لإدارة شؤون مناطقهم المحرِّرة والهدف من ذلك التَّأكيد على أن الشماليين من إنقلابيين وشرعيَّة هم رجال الدَّولة فقط القادرين عَلَى تأمين خط الملاّحة الدُّولية في بحر العرب ومضيق باب المندب وبسط الأمن والإستقرار في المناطق المحررة، حيثُ نجدهم يستخدمُوا في إعلامهم وقنواتهم الفضائيَّة وعند إستضافتهم في القنوات العربيَّة النَّبراتُ التَّلفيقيّة وإتهام وتصوير الحراك الجنُوبي على أنَّهُ إيراني والمقاومة الجنوبيَّة صنيعة للحوثيين وإنَّ الإرهابيّين في الجنوب هم جنوبيّين الأصل ولا يوجد أمتداد للإرهابيّين من أبناء الشمال في الجنوب أو أيّ أثر لهم في مناطق الشَّمال وهذا يدخل ضمن التَّضليل الإعلامي والدِّجل والخداع بهدف التَّشوية والتَّشكيك بأبناء الجنوب ومحاربتهم للإرهاب ومحاولة مفضوحة منهم لإِستمالة دُوِّل التَّحالف وأوروبّا والغرب والتَّغرير بهم إعلاميا لكي يمنحوا قوّى الشّمال الإنقلابيَّة والشَّرعيّة فرصة أُخرى للعودة لحكم الجنوب أو إدارته تحت أيُّ مُسمَّى وكذا بث روح اليأس والإحباط لدى كُلّ الجنوبيّين، وخير دليل لإتحادهم هَوُ عندما نجدهم يُشاهدون نشرة التَّاسعة مساءً من قناة صنعاء وفي الصَّباح يتّفقون بمُختلف شرائحهم على الجنوبيين وهذه من المُفارقات التي يجبُّ أن يُدركها كلُّ جنوبي.
وأشتملت خُططُهم الإعلامية التَّضليلة أحباط المقاومة الجنوبيَّة وما حققتهُ من إنتصارات كبيرة على أرض الميدان في جميع الجبهات، وذلك من خلال الهيمنة على وسائل الإعلام المحليّة والعربيَّة والعالميّة وتأطيرهم للمُراسلين من طرف واحد والتَّحكم من خلال نمط الأخبار حول الأحداث الميدانيَّة للعمليات العسكريّة وتصويرها بأنَّها مقاومة شعبيَّة تتبع الشَّرعيّة وليست مقاومة جنوبيَّة تتبع شعب الجنوب، كما عمدت وسائل إعلام الشَّرعيّة وميليشيات الحوثي والمخلوع على بث روح التَّفرقة بين الجنوبيّين وإذكاء صراعات الرّفاق في الماضي إلى السَّطح ومحاولة طمس تضحيات الحراك السّلمي والمقاومة الجنوبيَّة.
ومع هذا وذاك تستمرّ وسائلُ إعلام الشَّرعيّة وميليشيات الحوثي والمخلُوع في السُّقوط الإعلامي غير الإخلاقي في أختبار الصَّراحة على زعزعة أمن وإستقرار الجنوب من خلال تصوير ما يجرِّي في العاصمةِ عدن والجنوب على أنَّهُ مُنزلق خطير وأنفلات أمني غير مسبُوق وحملوا على عاتقهم تدشين حملة تشويه للأمن في العاصمة عدن وأنَّ هناك أنفلات أمني "منقطع النَّظير" وهذا ما نجدهُ في قنواتِهم، وكذا في مراسليهم لقنوات الجزيرة التي تتربّصُ بنقلِ أيُّ شيء سلبي يحدثُ في العاصمة عدن والجنوب بشكل عامٍّ.
إِنَّ ما حدث في محافظات عدن ولحج وحضرموت ومؤخرا في محافظة أبيِّن هي إنتصارات عظيمة أثبتت قدرة الجنوبيّين على إدارة المعارك ضُدّ العناصر الإرهابيّة وكشف وتفكيكُ وإقتلاع خلايا الإرهاب وجدارة الجنوبيين بشراكتهُم للتَّحالف في هذا المجال أو في إدارة الدَّولة وحفظ الأمن والإستقرار وحماية خط الملاّحة الدُّوليّة في بحر العرب وباب المندب وتحقيق المصالح المُتبادلة مع دول الجوار، وما خروج الجماهير بمظاهر ترحيبيَّةٍ واسعة النَّطاق بالجيش والمقاومة الجنوبية عند وُصولهما إلى مُختلف مُدن ومُديريات محافظة أبيِّن وألتفافهم مع قوى مكافحة الإرهاب، إلَّا دليلا واضحا ودحض كُلُّ تقوّلات وتخرَّصات إعلامييِّ وسياسيّي الشَّمال الّذين صوروا جماهير الجنوب خلال أحاديثهم الإعلامية والسِّياسيَّة في مختلف القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية والصُّحف ومواقع التُّواصل الاجتماعي على أنَّها حاضنة للإرهاب في تَشوِيهُ ممنهج وكذب صارخ لا يمتّ للحقيقة بصلةٍ.
ولو كان هذا الإنتصار الكبير الذي حدث في محافظة أبيِّن قد حدث فعلا في منطقة شماليّة مثل جبهة البعرارة أو صَرواح بمأرب أو تبَّة المصاريَّة أو جبل المنار في نهم لصوروه على أنَّهُ فتح كبير أشبهُ بالفتحِ الإسلامي للأندلس أو بكسر الحصار النَّازي على مدينة لينينجراد في الحرب العالميَّة الثَّانية .
التعليقات على الموضوع