شبكه صوت الجنوب

ads header

عندما تكون السياسة لعبة أطفال

عندما تكون السياسه لعبة اطفال
د/حيدرة مسدوس
إن من يرى السلطه هي الوطن و يرى الوطن هو السلطه يجعل من السياسه لعبة اطفال . و هذا ما كان حاصلاً في الشمال و الجنوب سابقاً و مازال . فالجنوبيون حالياً متفقون على الهدف و غير متفقين على الزعامه ، لأنهم مازالوا يرون السلطه هي الوطن و يرون الوطن هو السلطه و لم يد ركوا بعَد بأن السلطه شيء و الوطن هو شيء آخر ، و هو ما جعلني محتاراً بعد تجربتي مع كبارهم و صغارهم ، و مع ذلك دعيت كبارهم و مازلت أدعوهم إلى لقاء في أي مكان لإصدار بيان سياسي من نقطتين فقط دون أي نقاش ، تتضمن الأولى تأييد نا للنقاط التي قدّ مها الشيخ أحمد الصريمه عند انسحابه من الحوار ، و تتضمن الثانيه استعداد نا للمفاوضات الندّ يه بين الشمال و الجنوب خارج اليمن و تحت إشراف دولي ، و بعد ذلك نتشاور حول تشكيل فريق المفاوضات او ان نسير على النقاط الاربع التي طرحناها قبل اكثر من سنه كأسس لتوحيد الحراك و التي يتبناها حاليا مؤتمر المكلا . أمّا الشماليون حالياً فإنهم يكثرون من الحديث عن الوحده و هم يرفضون هوية الجنوب فيها إعتقاداً منهم بأن وجود جنوبيين في السلطه هو الوحده و ان الوحده هي وجود جنوبيين في السلطه ، لأنهم مازالوا ينظرون إلى الوحده بإنها السلطه و ينظرون إلى السلطه بأنها الوحده و لم يدركوا بعَد بأن السلطه شيء و الوحده هي شئ آخر . كما إنهم لم يدركوا بأن رفضهم للمفاوضات النديه بين الشمال و الجنوب هو رفض للوحده . و بالتالي كيف يمكن للجنوبيين في هذا الحوار أن يحلوا القضيه مع طرف لا يعترف بالوحده اصلاً ؟؟؟ . فعندما يقول الشماليون أن الوحده ليس لها ذ نب ، فإنهم بذ لك يتحد ثون عن وحده مجرّده و ليس عن وحده ملموسه ، بينما نحن نتحدث عن وحده ملموسه أسقطتها الحرب و حولتها إلى احتلال . و بالتالي ألم يكن حديثهم عن وحده مجرّده هو لعبة اطفال ؟؟؟ .
إن ما د فعني إلى كتابة هذا الموضوع هو قبول الد ول الراعيه للحوار بهذه اللعبه و إجبار بعض العناصر الجنوبيه على المشاركه في هذا الحوار داخل اليمن كما لو كانت قضية شعب الجنوب قضيه داخليه في إطار دولة الشمال مثل أي قضيه من قضايا الشمال ، بينما هي قضية وحده سياسيه بين دولتين أسقطتها الحرب و تتطلب مفاوضات ندّ يه بين الشمال و الجنوب خارج اليمن و تحت إشراف دولي . و الأخطر من ذلك ان هذه الدول تدرك بان رفض الشماليين للمفاوضات النديه هو نكران للوحده وعدم الاعتراف بها ، ومع ذلك يتعاطون معهم ، واخيرا جاءوا بكذ بة الندّ يه في لجنة ال 8+8 و أسقطوا مبدأ الندّ يه فيها بالصفه الحزبيه ، لأنه مجرد قبول الصفه الحزبيه في اللجنه يسقط مبدأ الند ّيه فيها بالضروره . و لهذا و للمزيد من التوضيح و التوعيه للشباب نوُرد النقاط الخمس التاليه :
أولا: أن هذا المؤتمر بحساب العقل و المنطق لا توجد له وظيفه غير دفن قضية شعب الجنوب ، لأن مرجعية هذا الحوار هي المبادره الخليجيه الخاليه من قضية الجنوب ، و هي المبادره التي حلت المشكله بين المتخاصمين في الشمال و جاءت بهم جميعهم الى السلطه و جعلت الشمال سلطه بلا معارضه ، و أصبح بإمكانهم أن يتفقوا على كل شيء دون الحاجه إلى مؤتمر حوار وطني لولم تكن وظيفة هذا المؤتمر هي د فن قضية الجنوب .
ثانيا: أن إستد راج بعض العناصر الجنوبيه إلى المشاركه في هذا المؤتمر و داخل اليمن و على مرجعيه خاليه من قضية الجنوب و د ون قياده سياسيه جنوبيه موحده و دون آليّة المفاوضات الند يه ... الخ ، كل هذه بحساب العقل و المنطق هي مقد مات لد فن القضيه و ليست مقد مات لحلها . و لهذا نقول للدول الراعيه للحوار بأن تفصيل مصالح شعب الجنوب على مصالحهم لن يؤمّن مصالحهم و انما سيخلق تربه خصبه للارهاب ، و نقول لهم بأن ما يؤمّن مصالحهم و يحميها هو تفصيل مصالحهم على مصالح شعب الجنوب و ليس العكس بالضروره ايضا .
ثالثا: لقد د خل المؤتمر في مناقشة حل القضيه د ون الإقرار بأن حرب 1994م قد أسقطت مشروع الوحده و دون الإقرار ببطلان الفتوى الد ينيه التي بررت الحرب و دون الإقرار ببطلان ما جرى بحق الجنوب و مؤسساته بعد الحرب ، بينما كل هذه القضايا هي الأساس الموضوعي للنقاش الموضوعي حول الحل . و بالتالي ما هو الاساس الموضوعي الذي على اساسه يناقشون الحل ؟؟؟ .
رابعا: لقد أقر المؤتمر تشكيل فريق للقضيه الجنوبيه كما يقولون ، و القضيه الجنوبيه هي قضية شمال و جنوب و ليست قضية أقاليم ، و لكنهم حولوها إلى قضية أقاليم ، و هذا خروج عن القضيه الجنوبيه التي يتحد ثون عنها . و بالتالي الم تكن هذه هي لعبة اطفال ؟؟؟ .
خامسا: إن المطلوب من الدول الراعيه للحوار إصدار مباد ره جديده تأكد على المفاوضات الندّ يه بين الشمال و الجنوب خارج اليمن و تحت إشراف دولي ، و أن يكون السيناريو لهذه المفاوضات هو :
أ‌- الإقرار بأن حرب 1994م قد أسقطت مشروع الوحده السياسيه بين د ولة الشمال و د ولة الجنوب و حولتها إلى إستعمار بإعتراف الرجل الثاني في النظام اللواء علي محسن الاحمر .
ب‌- الإقرار ببطلان الفتوى الد ينيه التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلى غنيمه على طريقة القرون الوسطى ، لأن بقائها يجيز ما جرى بحق الجنوب و يشكل إهانه للشعب المسلم في الجنوب و يدخل الفتوى في التاريخ كفتوى شرعيه دينياً و يجعل الحرب تدخل في التاريخ كحرباً مشروعه دينياً ايضاً و تظل هذه الفتوى تشكل خطوره أمنيه دائمه على أبناء الجنوب ، و خير د ليل على ذلك قتل الشهيد جار الله عمر داخل مؤتمر حزب الاصلاح بحسب اعترافات القاتل ذاته داخل قاعه المحكمه .
ج‌-الإقرار ببطلان كل ما جرى بحق الجنوب و مؤسساته بعد الحرب ، لان القضيه ليست قضية ممتلكاتنا التي نهبت او حقوقنا و مصالحنا التي تضررت على مدى عشرين عاما ، و انما هي قضية وطن فوق ممتلكاتنا و فوق حقوقنا و مصالحنا الشخصيه و تسمو عليها .
د‌- الدخول في مناقشات الحل للقضيه و اخضاع النتيجه للاستفتاء في الجنوب حتى تحصل على الشرعيه ، لانه بدون ذلك ستظل النتيجه عباره عن رأي شخصي لاصحابها مهما كانت قوتهم حتى و لو كانت القيادات السياسيه الجنوبيه كلها مالم يصادق على هذه النتيجه شعب الجنوب .

ليست هناك تعليقات