*لن تنجح الثورة ولن تبنى الدولة إلا من خلال بناء وتفعيل المؤسسات الرسمية التابعة لها.*
*لن تنجح الثورة ولن تبنى الدولة إلا من خلال بناء وتفعيل المؤسسات الرسمية التابعة لها.*
*بقلم ✍ أدهم.الغزالي.tt*
إن الثورة التي خاضها شعب الجنوب منذ بداية ستينات القرن الماضي وما قبلها وما بعدها وحتى يومنا هذا كان ولا زال الهدف منها هو تحقيق الأمن والأستقرار والإرتقاء بحياة الشعب إقتصادياً وسياسياً وثقافياً ولكن للأسف كانت ولا زالت الفردية والعشوائية من أهم العوائق في طريق بناء الدولة وستستمر تلك العوائق ما دامت عقول الشعب مستهلِكة وغير قابلة للإنتاج.
*الدولة تحتاج الى كوادر يفعّلون مؤسساتها ، كوادر من أصحاب الخبرات والكفاءات العالية في مختلف المجالات وهذا أمر لابد منه إذا أردنا إستعادة الدولة ، أما بناء المؤسسات فيجب ان يكون علمي يتوافق مع متطلبات العصر الحاضر ، وهنا لابد من التنبيه الى عدم فتح الطريق للوساطات والمحسوبيات فهذا طريق دمر وسيدمر اي عمل مؤسسي حقيقي لانه مبني على باطل وما بني على باطل فهو باطل والعبر كثيرة في هذا الشأن.*
*دولة المؤسسات هي دولة النظام والقانون وهي التي سيحترمها الجميع وستجبر العالم الإعتراف بها وبغير ذلك فإن الإقليم المحيط والعالم من حولنا لن يعترف بنا اذا لم نحترم نضالنا وتضحيات رجالنا وشبابنا الذين ضحوا من اجل استعادة الدولة وبناء مؤسساتها ولن يعملوا لنا اي وزن في أي تسوية قادمة وستتلاطم بنا امواج السياسة العاتية هنا وهناك وسنكون ضحية صراع عبثي على السلطة وسيضل الجنوب تابع لقوى محلية مرتبطة بقوى إقليمية ودولية ولكنها ( اي القوى المحلية) ستبقى فاقدة للقرار السياسي الوطني.*
وهنا نقول أنه إذا ارادت القيادة السياسية (الحراكية) المتواجدة على هرم السلطة المحلية في المحافظات إحترام نضال الشعب والتي - اي القيادة السياسية - تعتبر جزء من هذا الشعب وكان لهم السبق في تفجير الثورة السلمية وقيادة العمل النضالي السلمي فعليهم ان يفعلوا مؤسسات الدولة أمنية وعسكرية ومدنية وأن تكون الأولوية في قيادة المؤسسات لأصحاب التخصصات والخبرات والكفاءات كما ذكرنا في بداية المقال ، واول ما يجب ان يفعل هي المؤسسات الخدمية المرتبطة بحياة الناس مثل الكهرباء والمياه والأمن ، وبخصوص الأمن نقول انه ليس بالضرورة ان يكون مدير الأمن الكل بالكل بل يجب ان تفعل كل أقسام الشرط بالمديريات ويجب ان تقوم بمهامها ولابد ان يرافق عملية بناء الأمن فتح المحاكم والنيابات كي تقوم بالفصل في قضايا الناس وهذا ما سيعزز دور الأمن وتثبيته وبالتالي تحقيق الإستقرار.
*أيضاً لابد من تفعيل دور المؤسسة العسكرية بدل الإجتهادات الحاصلة حالياً والتي قد تخلق لنا ميليشيات تابعة لأفراد وتقوم بأعمال بعيدة عن المؤسسة العسكرية الرسمية (الوطنية) والعبرة بما يحدث في سوريا وليبيا والعراق.*
كل مؤسسات الدولة مترابطة مع بعضها البعض فالمؤسسة الأمنية مرتبطة بالمؤسسة العسكرية وكذا المؤسسة الإقتصادية مرتبطة بالمؤسسة التجارية ولكي يتم تعزيز الأمن لابد ان يتم تعزيز الإقتصاد وهكذا.
*أيضاً لابد من تفعيل المؤسسة الإعلامية فهي الوسيلة المهمة جداً وأساسية في توعية الشعب وخلق بيئة مناسبة لتحقيق الوعي المجتمعي الكافي بين أفراد الشعب ، وهنا ندعو القيادة السياسية الى تفعيل دور المؤسسة الإعلامية وعودة القنوات المهاجرة الى العاصمة عدن ، ولابد ان تدير تلك الوسائل الإعلامية كوادر محنكة وغير موجهة الا بما فيه خدمة الوطن والمواطن فقط فنحن في مرحلة حساسة ودقيقة وبحاجة لكل عمل وطني يخدم الأرض والإنسان .*
*الخلاصة.tt*
*يجب الا يكون شعبنا الجنوبي ضحية الصراعات العبثية حول السلطة ويجب على القيادات الجنوبية الوطنية المؤمنة بهدف التحرير والإستقلال أن توحد جهودها بما يخدم قضية شعبها وهذا يتطلب جهود كبيرة وموحدة والبداية الحقيقة لتلك الجهود المرجوة ستكون بتفعيل المؤسسات بشكل حقيقي على أرض الواقع وهي النواة الأولى لبناء واستعادة الدولة.*
ختاماً......
العالم لا يحترم الا دولة النظام والقانون ((دولة المؤسسات)) أما دولة الميليشيات فلن يحترمها أحد وستبقى في دوامة الصراعات ما دامت الميليشيات هي التي تحكم.
والله المستعان ، والله من وراء القصد..
التعليقات على الموضوع