هكذا كانت عدن وهذه مناصب شلال وعيدروس } الحلقة الثانية { بقلم/ عبدالله ألجحأفي .
هكذا كانت عدن وهذه مناصب شلال وعيدروس
} الحلقة الثانية {
بقلم/ عبدالله ألجحأفي .
تخيل نفسك تجلس على كرسي محشو بالمتفجرات وكل ما يحيط بك عصابات اجرامية خلايا نائمة ملفات فساد متغلغل في كل مفاصل المؤسسات.
في البيت لا تستطيع استرداد انفاسك بسبب ازدحام المواطنين والمتظلمين ومقدمي الشكاوي، والباحثين عن حقوق لهم أضاعوها بالامس او جرى نهبها، وفي بيتك تنتظر المجهول فأنت وأقاربك ومرافقيك وكل من ينتمي إليك اصبح هدف رئيسي للجماعات الإرهابية.
في المكتب ومقر العمل وفي الطريق يحتشي الموت كل الزوايا والمنعطفات..
مواجهة حقيقية والعدو ليس مجرد شخص او مجرد عصابة، العدو المتربص لك عصابات ارهابية لا يهمها من سيموت وكم ستزهق دماء ولا يهمها لا المكان ولا الزمان، لا اعتبارات لديها لا وطنية ولا دينية ولا إنسانية ولا غيرها سوى انها تنال من هدفها وسيكون امر سفك دماء اكثر وتدمير أوسع صورة مطلوبة ومشهد يكمل بقية العناصر المرجوة لدى تلك العصابات..
بينما القائدين شلال وعيدروس اللذين اصبح بمقدورهما تأمين البيت والطريق والمكتب ان استخدما كل ما يلزم دونما اعتبار للآخرين وللمحيط، لكنهما يعملان الف حساب لحياة الأبرياء وحياة طفل هنا او امرأة هناك أولى واهم بالنسبة لهما من حياتهما وحياة أقاربهما.
عيدروس وشلال قائدا في المقاومة وفي الحراك وشخصيتان اجتماعيتنان قبل ان يكونا محافظا ومدير شرطة، وهكذا صفات قيادية ثورية ومواقع ومكانة لهما جاءت بفعل تراكمات سنوات كثيرة لهما على امتداد الجنوب ما لهما من علاقات ودراية واتصال سواء ثوري او سياسي او اجتماعي او غير ذلك، كل هذه العلاقة أصبحت اليوم مسئولية على عاتقهما أضافت ثقل على كاهل القائدين شلال وعيدروس اللذين وجدا نفسيهما امام مسئولية اخلاقية توجب عليهما التعاطي بايجابية مع كل هذه الملفات وعدم إغفالها في حين تحضر الحاجة والواجب المترتب عن مهامهما المناطة بهما الناشئة عن توليهما المنصبين وبالمقابل وامام هذا تقف العوائق والمطبات بالذات المالية وتحول دون استيعاب هذا الكم الكبير من المهام والقضايا والمسئوليات بشكل سريع وهو الامر الذي يقود الى وقوعهما في مواقف محرجة خصوصا وان البعض من الجنوبيين يفسرها بطريقته الخاصة وقد تكون ضنون بحسن نية او غيرها.
كجنوبيين لم نستوعب بعد ان الوضع اليوم مختلف عما كان عليه في السابق فاليوم لا توجد هناك اي مؤسسات يمكنها تسيير امور وشئون البلاد ولو بشكل جزئي ولا وجود لأي موارد دخل تستطيع الإيفاء بالالتزامات وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين وبالذات سكان المدن وبالدرجة الرئيسية سكان العاصمة عدن، كل ما في الأمر هنالك بعض الدعم الذي قدمته وتقدمه دولة الامارات الشقيقة وكمرحلة أولى تم تسخيره لإعادة البنية التحتية للمدارس وبعض المنشئات الحيوية حتى لا يصاب البلد بحالة فوضى متكاملة الأوجه.
كما ان اهم وابرز الأشياء التي لم يستوعبها الجنوبيين هي الامور السياسية للسياسة الخارجية سواء لدول التحالف العربي او للدول المؤثرة في صناعة القرار الدولي او للمنظمات الدولية نفسها التي تربط تعاطيها مع الجنوب او مع عدن او مع الواقع اليوم بتطورات واحداث الحرب الدائرة في اليمن، فلا المنظمات الدولية تعطي عدن والجنوب في أولويات مهامها الانسانية ولا الشركات الاستثمارية تجروء على القيام باي خطوات في ظل الوضع الراهن المتشابك الذي لم يتضح او يحسم اليوم.
ان المسالة برمتها تحتاج الى جهد كبير كبير جداً حتى نستطيع نتحدث عن وجود استقرار ليس في عدن فحسب بل على مستوى الجنوب طالما وهنالك حرب لا تزال تدور رحاها في الشمال.
لذلك من الصعب بل والأصعب على شخص عيدروس كمحافظ لعاصمة الجنوب عدن ان يأتي او يظهر على وسيلة إعلامية ليشرح مثل هذه الأشياء فهناك لا ننسى ان الأطراف الاخرى تتربص باي عبارة او كلمة تخرج من فم المحافظ او مدير الأمن للبناء عليها حجج وتأويلات ومحاذير وبعثها كرسائل غير مطمئنة لدول التحالف ولدول الخارج.
اذا نحن جادين ان نقول للقائدين فوضناكما يجب ان ندرك معاني وابعاد التفويض وما وراء وبعد هكذا تفويض، ليس لمجرد لفظ نطلقه وبعد ساعات نريد تحقيق كل أمنياتنا وبحسب الصورة والطريقة التي يراها كل شخص منَّا.
فوضناكما.. تعني نحن سلمنا امورنا وثقتنا بكما فاعملا بالطريقة التي ترونها مناسبة ونحن جنود ننتظر توجيهاتكما، وليس نحن من يريدكما المضي من النافذة التي يراها هو وكل منَّا يذهب يطرح توجيهاته للقائدين بحسب اهواء كل شخص وكل شخص يريد تفسير خاص به لكل شاردة وواردة.
يتبع لاحقاً في الحلقة الثالثة ...
التعليقات على الموضوع