شبكه صوت الجنوب

ads header

التربية والتعليم عندما ثارت ثم هدأت/بقلم علي ثابت القضيبي

((التربية والتعليم عندما ثارت ثم هدأت ))                                               1// في عددي 1117 و 1123 من الغراء عدن الغد ، كنت قد نشرت مقالين متتابعين عن اوضاع التربية والتعليم في عدن ، والأول حمل عنوان التعليم ينهار في عدن ، والآخر بعنوان رؤية لإ صلاح ما أمكن في تعليمنا ، وبصراحة كان مريحا للمتابع لأوضاع التربية معايشة الحراك الغير مألوف الذي شهدته أروقة مكاتب التربية والتعليم في مديريات عدن بعد ذلك ، وطبعا جاء هذا بعد توجيهات كما يبدو من قيادة المحافظة والتربية في عدن بهذا الصدد .. لكن المؤسف ان كل هذا الحراك تمحور فقط في موضوع المدرسين المنقطعين عن مدارسهم ، بل وإنتهى الأمر بمجرد إحضار المدرس المنقطع ولسنوات لرسالة - قصاصة - تبرر إنقطاعه من قبل المقاومة الجنوبية مثلا ، وما إالى ذلك ! وهنا أصل الكارثة .                                                                                                                    2// إن مايدور في أروقة التربية والتعليم عموما يوميئُ الى العقلية المتشبعة بأداء الفساد والمثقلة بتبعاته ، وإلا ماذا يعني أن يحضر المدرس المنقطع ( لسنوات ) لرسالة تبرر انه كان يعمل في صفوف المقاومة الجنوبية وحسب ؟ - وهذا على سبيل المثال ليس إلا - فهذه المقاومة الجنوبية لم تتواجد إلا على خلفية حرب مارس 2015 م ، ولكن المنقطعين قبل كل هذه الفترة وبسنوات فماذا يعني هذا ؟! أو أن ادارات التربية والتعليم المتساهلة أصلا مع طوابير المدرسين المنقطعين وبينهم المغتربين تريد مجرد ذريعة وأي ذريعه ليس إلا لتمسح بها عيون ووجه من وجهها بالتدقيق في الكشوفات العبثية والمزورة للمدرسين في السلك التربوي والتعليمي !                                 3// لقد كان واضحا خلال نزول ماسميت بلجان المراقبة والمتابعة الميدانية للمدارس في المديريات انها تحمل أسماء هي أصل الداء والبلاء في الجسد التربوي ، أي هم أنفسهم المعنيين مباشرة بكل هذا الإنفلات الجاري في مدارسنا ، وطبعا لايصلح المخرب ماخربته يداه عمدا، اي ان من يتساهل مع المدرسين المنقطعين ويقاسمهم في مرتباتهم ويرتب أوضاع بدائل عنهم لايمكن أن يكون هو المصلح والمراقب لهذه الوضعية الغير سوية مطلقا ، ولكن هذا ماحدث فعلا ..                                               4// بالطبع مثل هذه الاجراءات تشعر من يروم الى الإصلاح أو من يعلق عليه الأمل بقدر كبير من الإحباط واليأس ، وطبعا لانهدف الى قطع عيش وأرزاق الناس ، كلا والله ، ولكننا نريد تسوية الملعب التربوي والتعليمي وإصلاحهِ ، وأن تكون مدارس تعليم ابنائنا يتوافر فيها المدير والمعلم الكفؤ والمخلص لعمله ، لاالشخص النصاب وآكل السحت الذي يُدرج في كشوفات مدارسنا كمعلم وهو غير موجود أصلا ، أو أن يتواجد القيادي الاداري التربوي الفاسد واللص الذي يتغاضى عن هذه الوضعية الغير سوية لمجرد انه يقاسم آكلي السحت في بعض مرتباتهم ، وايضا لاتهمه لاتربية ولاتعليم ولاطلاب ولانظام .. ولا .. ولا .. ، وهذا يجب ان يُقصى ويرحل ..                           5// هذه مسؤولية محافظ محافظة عدن قبل غيره من الناس ، وعليه أن يعيد الكرة بإنزال لجان محايدة ومن غير إطار التربية والتعليم ، نقصد كالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبات وماإلى ذلك ، مع ان سلوك الفساد والإفساد قد إجتاح مجتمعنا من كل جانب وفي كل مرفق ، ولكن هذا من قبيل لعلّ وعسى .. والسبب ان أوضاع التربية والتعليم لاتستحق التأجيل مطلقا ، ثم إن إصلاح هذا الحقل وهو المحوري والأصل في بناء الشعوب ورقيها ونهوضها ، ولأن استمرار التدمير في هذا الحقل بسبب القائمين عليه هو أولى الاولويات لإصلاح مايمكن إصلاحه في مجتمعنا هذا ..                                                                            6// في مواضيعنا التي أشرنا اليها سلفا تطرقنا الى الكثير من الجوانب المتعلقة بالتربية والتعليم ، وهي معروفة للكل وللمختصين بدرجة كبيرة بهذا الشأن ، ولكن ماحدث مؤخرا يشير الى أن أصل بيت الداء ورأسه هو في الكادر المعني بإدارة العملية التربوية والتعليمية اولا، وهنا يجب ان تبدأ خطوات الاصلاح .. لأن السيل قد بلغ الزبى في هذا الحقل ، ألا هل بلغت .. اللهم فأشهد..                                       كتبه/علي ثابت القُضيبي .                                                                       الخيسه/البريقه/عدن .

ليست هناك تعليقات