شبكه صوت الجنوب

ads header

حكاية شهيد )) الشهيد محمد سعيد الرمزي من مواليد قرية ( القريات - العزلة ) مديرية جحاف م / الضالع .

(( حكاية شهيد )) الحلقة "الرابعة"
الشهيد محمد سعيد الرمزي من مواليد قرية ( القريات - العزلة ) مديرية جحاف م / الضالع .
التحق الشهيد محمد سعيد مثنى الملقب بالرمزي بالحركات النضالية الجنوبية منذ اجتياح  ج. ع. ي.  للجنوب في صيف 1994 حيث ساهم  مع رفاقه في جبهة الضالع في التصدي للقوات الغازية للجنوب في هذه الحرب .

وبعد أن سقط الجنوب بأيدي قوات صنعاء  الغازية لم ييأس الشهيد الرمزي من مقارعة هذه القوات والجحافل الغازية بإمكانيات شحيحة وجهود فردية حيث شارك مع رفاقه في تأسيس حركة تقرير المصير ( حتم ) في عام 1997 .  المناهضة لسلطات صنعاء الغاصبة والتي تبنت الكفاح المسلح ضدها ،  وسجل الشهيد الرمزي بطولات جبارة مع رفاقه في حركة حتم واعتاد أن يناضل بصمت لا يهمه الظهور في كميرات  التصوير ولا شاشات التلفزة  بل كان همه عاليا بحجم القضية الجنوبية التي آمن بها  والهدف الذي يحمله ...

وفي العام 2007 التحق الشهيد البطل محمد سعيد الرمزي بجمعية  المتقاعدين الجنوبيين التي كانت النواة الأولى لتأسيس الحراك السلمي الجنوبي ،  وشارك في وقفاتها ومسيراتها ، ثم عند انطلاق الحراك السلمي الجنوبي كان الشهيد الرمزي من أوائل المنخرطين فيه وتعرَّض الشهيد الرمزي للاعتقال والتعذيب في سجنه ، ووضِعَت الاغلال على قدمه لا لشيء الا لأنه يعشق الحريه ويرفض الخنوع والإستسلام .
وفي إحدى المسيرات اعتقل الشهيد الرمزي وتم سجنه وطلب منه المحقق ان يوقع محضر  إلتزام بعدم حظور المظاهرات ..
فرد عليه المناضل بقوله
المشهور والموثق :-

حاضر ..أنا أوقع بعدم حضور المظاهرات وأنتم توقعوا بالخروج من أرض الجنوب.!!

وفي أحد الأيام أوقفته إحدى نقاط الاحتلال التي كانت متواجدة على مدخل مدينة الضالع وطلبوا منه بطاقته الشخصية فكان رده ( لايشرفني ان أحمل بطاقة تنسبني لدولة الاحتلال ) ، وما أملكه من براهين تثبت هويَّتي هي رخصة قياده صادرة عن جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه .

وفي تاريخ 14 اكتوبر من العام 2014 أقام أبناء الجنوب مليونية أسموها مليونية  الحسم  بساحة الحرية (العروض) في خورمكسر ثم تحولت هذه المليونية الى اعتصام مفتوح استمر حتى بداية الحرب الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال الحوفاشية على الجنوب فكان الشهيد الرمزي مشاركاً في هذا الاعتصام منذ يومه الأول وحتى انتهائه وفي تاريخ 23 / 3 من عام 2015 بدأ الشهيد الرمزي مع رفاقه معركة إسقاط المعسكرات التابعة للاحتلال في عدن فكان ممن شاركوا في معركة الصولبان ومعركة إسقاط معسكر بدر وجبل حديد .
ثم توجه الشهيد الرمزي نحو مدينة الضالع وقبل أن يصل إليها حاول عدد من أقاربه أن يرغموه على مواصلة السفر الى مسقط رأسه كي يلتقي بأهله كونه قد مضى عليه قرابة سبعة أشهر بعيداً عنهم أي منذ بدء الاعتصام المفتوح إلا أن الشهيد الرمزي رفض ذلك وفضَّل الذهاب نحو جبهة العرشي وقال قولته الشهيرة " لن أعود إلى منطقتي إلا منتصراً أو شهيداً ".

وفي إحدى  معارك العرشي الضارية أُصيب الشهيد  محمد الرمزي بجروح متوسطة هو وبعض من رفاقه ، ونظراً لحالتهم بعد الإصابة حينها طلب منهم رفاقهم أن يذهبوا الى منازلهم للراحة فرفض الشهيد الرمزي العودة وكرر عبارته الشهيرة " لن أعود إلا منتصراً أو شهيداً " .

في صبيحة يوم  22 من إبريل شنت قوات الاحتلال الحوفاشية هجوماً عنيفاً اقتحمت على موقع  العرشي الاستراتيجي  محاولةً السيطرة عليه تحت تغطية قصف ناري مكثف بمختلف الأسلحة فوقف الشهيد الرمزي صامداً لم تزعزعه لعلعات الرصاص ولا أزيز المدافع والصواريخ التي أطلقتها مليشيات الاحتلال الحوفاشية على العرشي  حتى واجههم مع رفاقه وجهاً لوجه ( face to face ) فأصيب بطلقة قناص في رقبته وتم إسعافه الى يافع ومن ثم نُقل بتكتم شديد  الى مستوصف  الوالي في  عدن لكن قدر الله شاء له أن يرحل شامخاً ورافعاً رأسه عالياً وشهيداً بإذن الله .

غادر المناضل الثائر  الذي امتزجت معاني النضال باسمه الشهيد المناضل  محمد سعيد الرمزي الحياة مرتقياً إلى حياة الآخرة فصدق وعده مع الله ومع رفاقه الذين عاهدهم على النضال حتى النصر او الشهادة .

[الرمزي] سيبقى هذا الاسم خالداً في قلوب كل الأحرار من هذا الشعب .
غادر الشهيد الرمزي بحياة حافلة بالعطاء وغنية بالمواقف البطولية فلم يكن ليتغيب يوماً ولم يهنأ بعيش ووطنه رازح تحت ما كان يسميه الشهيد احتلالاً بغيضاً ولا نقاش في هذا برأيه .
رحمة الله عليك أيها الشهيد البطل واسكنك فسيح جناته انت وباقي الشهداء  .

صادر عن الدائرة الاعلامية لجمعية أبناء جحاف لرعاية أسر الشهداء والجرحى .

د. فارس عبود .

ليست هناك تعليقات