خاطرة من اجواء الحرب الرمح الذهبي وقصة السلحفاة والارنب ..
خاطرة من اجواء الحرب
بالليل طاهر
الرمح الذهبي وقصة السلحفاة والارنب ..
معركة الرمح الذهبي هي فصل آخر من فصول الحرب في اليمن،.
ميدان المعركة الشريط الساحلي للبحر الاحمر والممتد من باب المندب جنوباً الى ميناء ميدي شمالاً .
الخطة المعلنة تحريك قوتين من الاطراف لتلتقيان في الوسط .
قوة شمالية تتحرك من ميناء ميدي وقوة جنوبية تنطلق من باب المندب والالتقاء لتلك القوتين في الحديدة .
بمعنى ان تتحرك تلك القوتين احداها من الشمال والأخرى من الجنوب باتجاهين متعاكسين وعلى شكل كماشة لتصفية الساحل الغربي من الحوثيين والسيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي .
اكثر من شهرين مرت الى الآن منذ ان اعلن الرئيس هادي عن انطلاق معركة الرمح الذهبي ويمكن تلخيص الوضع الميداني للمعركة بالآتي .
القوات الجنوبية التي تحركت من باب المندب استطاعة ان تحقق انتصارات مذهلة وبسرعه كبيره وقطعت اكثر من مئة كيلومتر عبر الساحل الى الان .
القوات الشمالية ما زالت في ميناء ميدي وما زالت تراوح محلها التي نزلت فيه قبل عام .
الفرق هنا كبير وشاسع في السرعة والانجاز ونتحدث هنا عن قوات جنوبية تجاوزت المئة كيلومتر وخاضت معارك وسيطرت على مدن ومعسكرات ومنها مدينة المخاء المهمة وهي حالياً في طريقها باتجاه ميناء الخوخة .
.وقوات شمالية بطيئة جداً جداً لم تخوض اي معركة حقيقية في اطار الرمح الذهبي وما زالة تتحرك في محيط الثلاثة الكيلو منذ عام كامل ولم تتجاوز حتى الان حد كورنيش ميدي .
واسمحوا لي اخرج عن
الموضوع شوي .!!
هناك قصة مشهورة جداً وعالمية جداً وقديمة جداً وهي قصة سباق السلحفاة والارنب .
اعتقد ان الكل يعرفها وهي دائماً تروئ للأطفال .
لا بأس ان نعرج عليها وباختصار .
كان هناك ارنب مغرور جداً ومفتخر بنفسه لأنه متفوق على بقية الحيوانات بسرعته الكبيرة .
خرج ذات يوم وهو منتشي ومعجب بقدراته كأسرع المخلوقات على وجه الارض .
شاهد سلحفاة تمشي ببطء شديد قال لها باستهزاء انتي بطيئة جداً جداً جداً .
قالت له ما رايك نتسابق انا وانت وسوف نرى من سيفوز !! .
يعني الموضوع فيه تحدي وعناد .!
الارنب قبل التحدي وذهبا للسباق .
كان الارنب يضحك. ويقول ياللحماقة اتريد ان تسبقني هذه البطيئة .!!!!
بدئ السباق وانطلق الارنب بأقصى سرعة في تلك اللحظة لم ترى السلحفاة من اتجاه الارنب غير الغبار .!!
طبعاً لم ينطلق الارنب بهذه السرعة خوفاً من ان تسبقه السلحفاة وانما عمل ذلك نوعاً من الفحس .
ركض الارنب حتى توارا عن انظار السلحفاة وتوقف ، نظر الى الخلف ووجد ان السلحفاة مازالت في بداية الطريق .
فتوقف ليأكل الجزر ويتمتع بالمناظر ويأخذ قسط من الراحة ونام .
السلحفاة تابعة السباق ولم تتوقف .
استيقظ الارنب من نومه ووجد ان السلحفاة قد انتصرت عليه فتفاجئ بذلك واخذ يبكي ويندم ويتحسر على خسارته المرة .!!
نرجع لموضوعنا . الرئيس هادي قال لمحمد جميح في مقابلته الاخيرة لصحيفة السياسة انا اتفقت مع نائب الرئيس علي محسن الاحمر ان يحرك قواته من ميناء ميدي ونحن نحرك قواتنا من باب المندب واردف هادي بالقول وبا نشوف من يوصل الحديدة قبل الاخر !!!!!!.
يعني الموضوع فيه سباق وفيه تحدي لا يقل عن التحدي الذي حصل بين السلحفاة والارنب ولا يختلف كثيراً عن سباقهما .
انا هنا اتوقف عن الكتابة واكتفي بما قلت واترك للقارئ الكريم اكمال الحديث ان اراد وبالكيفية التي يراها مناسبه ..
ملاحظة ..
قد لا يقبل البعض اسقاط كل القصة وبحذافيرها على احداث هذه المعركة لان سلحفتنا ليست بالمثالية التي هي عليها السلحفاة الطيبة والمسكينه التي كانت في القصة ولا ارنبنا يحمل طباع وصفات الارنب الذي كان مغرور قبل خسارته للسباق . ولكن .
قد نتفق ان هناك تطابق بين الموضوعين من حيث المضمون وربما من حيث النتيجة التي نتركها للايام .
وطابة ايامكم .
التعليقات على الموضوع