شبكه صوت الجنوب

ads header

لن تقفوا في وجه طوفان إرادة الشعب

لن تقفوا في وجه طوفان إرادة الشعب
شبكة صوت الجنوب
فؤاد جباري: 2017/5/21

     اثبتت ارادتة الشعوب على مر التاريخ أنها صاحبة الكلمة العليا وصاحبة القرار وصاحبة الحق مهما واجهتها من عراقيل وصعوبات لكنها حتمآ وأبدآ هي المنتصرة.

     لن نذهب بعيدآ لسرد نضال شعب الجنوب المتصاعد والمتقد منذ 2007 وما قبل  حتى مايو 90, ولكن لنختصر المسافة لنتطرق فقط الى ما حققته إرادة شعب الجنوب منذ 2015 الى يومنا هذا, لنأخذ شباب العاصمة كنموذج.

     قبل ان تأتي عاصمة الحزم, خرج الجنوب مدافعآ مستبسلآ عن أرضه وكرامته بامكانياته البسيطة متحديآ برصاصة بندقيته ترسانة دولة من دبابات ومدرعات وصواريخ وغيرها من عتاد الجيش, لكنهم يتسلحون بإرادة فولاذية صلبة لا تضاهيها الاسلحة النووية, إرادة تنبع من داخلهم لتترجمها قناعاتهم حتى جعلوها زاد الحرب وعدته ومتاعه.

    انتفض الحفاة من عدن كالليوث الرهصاء, الشباب الذي لايعرف من السلاح الا اسمه ليتحولوا بين ليلة وضحاها إلى مقاتلين أشداء أفذاذ, كانت الأرض تهتز من تحت اقدامهم العارية, وقادوا معارك حقيقية وقف لها كل العالم احترامآ واستغرابآ, البعيد قبل القريب والعدو قبل الصديق, وسطروا بطولات خرافية عجزت أكابر الجيوش النظامية في الدول العظمى من صنع شبيه لها.

     وبمدنية ذلكم الشباب, كان للحرب جمالها رغم قبحها, وكان للحرب رائحة عطرة رغم رائحة الدم, وكان له متعة رغم ألم القتل والخراب والدمار ووحشية المعتدين... كل هذا الرونق لم يصنع في أيا من من تاريخ الحروب كما صنعه شباب عدن.. من منا لا يذكر ايقونة الثورة #سلفر_الميسري برجله وعصاته, وقصة ذاك الشاب الذي كان يعمل يومآ ليجمع أجرة البندقية التي سينطلق بها الى الجبهة في اليوم التالي, او قصة الشهيد المعروف الذي صنع من بقايا المواد القرطاسية احذية لتقيه حرارة الارض في جبهة القتال, او تلك الرسائل الصوتية -ياسليمان انا بمكان لا استطيع الكتابة- التي كانت تطرب كل جنوبي على مواقع التواصل في داخل الوطن وخارجه... انها مشاهد تحتاج الى دراسة وتأمل لتسجل في كتب التاريخ حتى تحكى للأجيال.

     اليوم وبعد مرور أكثر من سنتان على انتصار عدن عاصمة الجنوب , ورغم الحرب المستمرة عليه من قبل كل قوى الشمال بشقيها الانقلاب والشرعية هاهو شعب الجنوب في الساحة يواصل انتصاراته بشقيها العسكرية والسياسية, وبعد أن حقق نصر في ساحات الوغى وانتصر في معركته الميدانية ضد قوى النهب والفيد والتخلف والتطرف, شمالية المنبع والاصل والتموين , هاهو يقدم على معركته السياسية التي لا تقل ثقل عن سابقتها وذلك بتشكيل #المجلس_الانتقالي _الجنوبي الذي فوضت رئاسته من قبل الشعب ليكون حاملآ لقضيته وممثلآ لها محليآ ودوليآ .. وهذه الخطوة بلا شك شكلت ضربة قاسمة وقوية آلمت العدو وابكته أشد مما وقع له في المعركة الميدانية لما لها من أهمية كبرى انطلقت بالقضية الجنوبية كالصاروخ لتناقش في الاروقة الدولية بعد ان كان العدو يراهن على ان الجنوبيين لن يتفقوا لصنع حدث تاريخي كهذا.

     ثلاثة أحداث تاريخية صنعها شعب الجنوب خلال شهر واحد ((مايو)), ليثبت للعالم انه صاحب هذه الارض وسييدها; مثلت في #إعلان_عدن_التاريخي في 4 مايو, عندما خرج الشعب في مليونية عارمة يفوض فيها قيادة الثورة لقيادة المرحلة, أعقبه إعلان تشكيل المجلس الانتقالي في تاريخ 11 من الشهر نفسه ( اللبنة الأولى لنواة الدولة) وها هي اليوم الحشود في ساحة العروض تصنع حدث تاريخي ثالث ليأكد الشعب دعمه للمجلس السياسي كي يقود المرحلة سياسيآ وعسكريآ , ليكون تاريخ 21 من مايو تاريخيآ مفصليآ ايضآ في هذا الشهر, وليتحول مايو الاسود الى بياض أبدي.

     هكذا تتجلى إرادة الشعوب في أنقى صورها وأبهى حللها, طوفانها يدمر كل ما يقف في طريقة ولن تثنيه فقاقيع قوى الشر, وما دمنا أصحاب حق فلن يكون الله الا معنا ولن يضيع الحق مهما تعالى وتجبر غاصبوه, فالحق لابد وان يعود لأهله وها قد عاد, و الله يحق الحق ويبطل الباطل ..

ليست هناك تعليقات