شبكه صوت الجنوب

ads header

عدن ومعاناة ابنائها!

عدن ومعاناة ابنائها!

بلال غلام حسين

سوف يسجل التاريخ .. اذا كان المئات من أبناء عدن استشهدوا أبان الغزو الحوتوعفاشي من وباء حمى الضنك الذي فتك بهم، فأن المئات أيضاً أودى بحياتهم من وباء الكوليرا والقاذورات وطفح المجاري والحر القاتل في ظل تقاعس وتجاهل مستقصد من قبل سفلة حكومة الشرعية القاتلة التي لم تقل في اجرامها عن عصابات الحوثي وصالح ويتحملون نفس ذنبهم عليهم من الله ما يستحقون. 

 

أكتب مقالي هذا بمداد الدم، لأننا منذ بداية شهر رمضان المعظم وحتى صلاة ظهر هذا اليوم وأنا أشاهد الموتى واحد تلو الآخر وهم يساقون إلى مغسلة الرحاب الواقعة في شارعنا والصلاة عليهم في المسجد المجاور حتى أننا سهوت في عدهم من كثر ما يؤتى بهم لاحول ولا قوة الا بالله، ناهيك عن العديد الذين فتكت بهم الأمراض ويصلى عليهم في مساجد أخرى في ربوع عدن الحبيبة، بالإضافة إلى ما نراه من مجانز تحت البيوت في حوارينا منتظرة الموتى وهم يغسلون في بيوتهم ويفارقون أحبتهم، ولا ندري متى سيأتي الدور علينا ونلحق بهم إلى مقبرة العيدروس أم القطيع..؟!!

 الوضع خطير جداً وسيئ للغاية، وكل يوم نسمع نحيب أهالينا وبكائهم على فقدان أحبتهم ولا أحد من سفلة الدولة أو المجتمع الدولي يحرك ساكناً والكل مشغول بالسياسة والمدياسة وتصاوير السيلفي مع فلان وعلان وزعطان وعلى موائد  البدخ في دول الغرب والعرب ويستعبطون بمشاعر الناس الذين لا يعلمون أن ما يقومون به ساستهم هو القوادة بشرف لعنة الله عليهم وعلى من نصبهم ولاة لأمرنا. 

 

نعم ستستمر مغاسل الموتى في عملها ليل نهار، وسيقوم المغسل علي عمر المنهك من كثر الجثث بواجبه بتغسيل موتانا وتكفينهم وستبقى أكتافنا جاهزة يومياً لحمل المجانز إلى مثواها الأخير وسنظل نترحم على كل عزيز وحبيب فقدناه ونعزي فيهم ونقول لذويهم ... عظم الله أجركم، ولعنة الله على كل من تسبب في هذا الشهر الكريم الذي يسعد فيه الناس جمعاء وكان سبباً في أحزانهم بأعز الناس على قلوبهم وأقول لهم  "ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار."

ليست هناك تعليقات