شبكه صوت الجنوب

ads header

رسالة إلى جنودنا البواسل*بقلم اللواء الركن / فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية

*رسالة إلى جنودنا البواسل*

الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على نبيه الذي اصطفى وبعد :

فلقد كان قدر نخبتنا ومنذ بواكير نشأتها ، أن تكون في قلب عاصفة من الأزمات السياسية ، العسكرية ، الأمنية ، الاقتصادية والاجتماعية ، التي لم تهدأ نتيجة الأحداث والتطورات التي شهدتها وتشهدها المنطقة ، حيث سقطت أنظمة ، وانهارت جيوش ، وتداعت دول وشردت شعوب ، بينما بقيت حضرموت شامخةً صامدة في وجه العاديات ، وقهرت المستحيل ، وتجاوزت التحديات بفضل الله تعالى ومن ثم حكمة قيادتها ، ووعي شعبها ، وإرادة قوة نخبتها وعزمكم الذي لا يلين .

أيها النشامى ، بواسل نخبتنا ... أنتم حملة الراية ... وأنتم حماة الديار ... وأنتم أمل الوطن والشعب بعد الله عز وجل ، إليكم ترنوا الأفئدة والعيون ، بكم يعتز كل حضرمي صغاراً وكباراً ، كابراً عن كابر .

النار تشتعل قريباً منا ، والفوضى تعم كل دار ، والمؤامرات تحاك في الظلام ووطنكم مستهدف من زمرة الأشرار ... وأنتم ... أنتم أعمدة الدار ، فأحرصوا على وطنكم واستوعبوا الدروس والعبر مما حل ويحل بمن حولنا ، الوطن وأهله أمانة في أعناقكم ... وشعبنا يستمدون العزم من عزيمتكم .

ازدادوا عزاً واعتزازاً بتاريخ نخبتكم المشرف ، وصفحة وطنكم ناصعة البياض ، وتذكروا بطولات الآباء والأجداد وتضحيات الشهداء من رفاق السلاح في الذود عن حياض هذا الحمى ، وتذكروا دماء الشهداء وأرواحهم التي أرتقت على تراب هذا الوطن .

تذكروا أن دين الله واضح وضوح الشمس في كبد السماء ، دين السماحة والوسطية والاعتدال  .... دين الكرامة ، والكبرياء ، وحفظ الدماء واحترام قدسية الحياة لبني البشر أجمعين ، وهو ليس الدين الذي يؤمن بالقتل والتخريب والدمار وتهجير الآمنين والأبرياء .... وهو ليس الدين الذي يُقصي الآخر ويدمر الحياة على أسس مذهبية ودينية وطائفية  ... إنه الدين الذي يؤمن بأن لا إكراه في الدين ... إنه الدين الذي قدم أرقى نماذج التعايش واحترام الأديان والمعتقدات من خلال منهج رباني سطره كتاب الله  ، ومارسه واقعاً نبي الله ورسوله وأكدته سنته وسيرته النبوية الطاهرة .

فسلامٌ عليكم في كل مواقعكم جنود نخبتنا ، وسلام عليكم وأنتم تذودون عن حمى الوطن عبر سدوده وحدوده ، وسلام على سلاحكم وجباهكم التي لا تنحني إلا لله تعالى ، وسلام على حضرموت وقيادتها ونخبتها وشعبها التي ما فتئت تُقدم الدروس المستفادة لكل ساعٍ نحو آفاق المعرفة عبر خبرةٍ عركتها تجارب السنين .
                      
بقلم اللواء الركن / فرج سالمين البحسني
قائد المنطقة العسكرية الثانية

ليست هناك تعليقات