من يزيل تبعات الحروب

#من_يزيل_تبعات_الحروب ؟

قد نتقاتل وقد ينتصر أحدنا على الآخر في الميدان لكن المنتصر لن يستطيع السيطرة على الشعب، ولن يتمكن من إزالة تبعات الحرب من النفوس بسهولة.

وإن تمكن من احتواءها بقوة السلاح لفترةٍ من الزمن، لكنه لن يستطيع الديمومة والاستمرارية، مالم يكرس جل إهتمامه لتطبيب النفوس وإزالة آثار الحرب ومعالمها من النفوس قبل إزالتها من الأرض.

وذلك ما يعني أن تركات الحروب تكون مثقلة، بالتبعات والمشاكل المستعصية مالم تصاحبها عملية إعادة تأهيل وتوجيه العقول وطريقة التفكير، فآثارها النفسية والإجتماعية وفعائلها في تمزيق النسيج المجتمعي لا يمكن التغلب عليه بسهولة، إلا بإعادة تنمية وتأهيل الوعي والفكري.

ليس هناك أمر أصعب من خوض الحروب الأهلية، ولهذا ما يزال الزيود يجنبون صنعاء الدخول بأي حرب لعلمهم أن قيام حربٍ في صنعاء يعني دمارها كمدينة، ومن ثم فقدان المنتصر  استعادة السيطرة عليها كما كان عليه الحال قبلها.

فمتى نعي نحن في الجنوب أن قوتنا في تجنب خوض أي صراع عسكري، حقناً لدماء شبابنا، وحفظاً لعلاقاتنا، وتجنيب أرضنا وعاصمتنا عدن أي آثار كارثية تنتجها صراعاتنا، وإتاحة الفرص الكافية لفرض حلول سلمية بالوسائل الودية.
#أنيس_الشرفي