شبكه صوت الجنوب

ads header

قيادة الحراك والمقاومة الجنوبية بين واقع اليوم وتحديات المستقبل.*

*قيادة الحراك والمقاومة الجنوبية بين واقع اليوم وتحديات المستقبل.*

*بقلم /* *أدهم.الغزالي.tt*
الثلاثاء 22أغسطس 2017م...
----------------------------------

*يسرني في هذا المقال ان أبدأ بقول الشاعر الذي يعبر عن حال الكثير من الشرفاء والاحرار في هذا البلد وهو يقول :*

*تجري الرياح كما تجري سفينتا*
*نحن الرياح ونحن البحر والسفن..*
*ان الذي يرتجي شيئا بهمته*
*يلقاه لو حاربته الأنس والجن..*
*فاقصد الى قمم الأشياء تدركها*
*تجري الرياح كما رادت لها السفن..*

*ويسعدني في هذه المقدمة  ان أحيي كل الشرفاء الذين يعملون من اجل الوطن واستعادة كرامته وحرية شعبه، وأعظم تحية للأبطال الاماجد الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في كل ساحات الشرف، وتحية وفاء وعرفان للمرابطين في الثغور ومستميتين في الدفاع عن حمى الوطن وهم وحدهم من يستحقون أن نرفع القبعات احتراما وتقديرا لمواقفهم البطولية التي سيسجلها التاريخ في انصع صفحاته، وتحية من أعماق القلب لكل ثائر وكل حر شريف قدم للوطن وما زال يقدم دون كلل او ملل او من او أذى وبكل نكران للذات هؤلاء هم حقا من يستحق الاحترام والتقدير.*

*أيها القادة الكرام.. تعلمون ويعلم كل الشعب ان الثورة التي انطلقت وقادتها الجماهير العريضة لم تكن في يوم من الأيام من أجل البحث عن مناصب او من أجل إعادة تدوير مشاريع قد عفى عليها الزمن او من أجل مشاريع تم رفضها مرارا وتكرارا من قبل جموع الشعب الثائرة بل كانت وما زالت وستبقى شعلة الثورة متقدة دوما حتى تحقيق كل أهداف الشعب التحررية المتمثلة بتحرير كامل التراب الوطني وتحقيق الاستقلال السياسي والسيادي الناحز اي انتزاع قرارنا الوطني واستعادة دولتنا المدنية الديمقراطية ولن يقبل شعبنا بأي انتقاص في تقرير مصيره..*

*أيها القادة الكرام... ان الشعب كله عاقد الامل على ان يكون القادم افضل ولهذا لا نريد ان نستيقظ في يوم من الأيام على واقع مؤلم وكابوس مزعج يعصف بأحلامنا الوردية التي عاش شعبنا يحلم بها منذ سنين وآلامل كل الأمل معقود عليكم أنتم فلا تخيبوا ظن الشعب بكم.*

*أيها القادة.. ان الواقع الذي يعيشه شعبنا اليوم بحاجة إلى مراجعة حقيقية وشاملة لانه واقع مزري بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو فعلا مخيب للآمال ولم يعد يطاق ويعلم الجميع بحجم الصعوبات والعراقيل التي تواجهكم إلا أننا ندرك وتدركون بأن الحل يكمن في اجتثاث آلة الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة والذي عاد بوتيرة عالية في الفترة الأخيرة وهذا يدل على أن هناك جهات تعمل على خلط الأوراق وإعاقة المسيرة التحررية الشاملة وبالتالي تدمير المنجزات التي تحققت وحتى يتاح لها المجال لإعادة إنتاج نفسها من جديد على حساب قضيتنا وبطرق ملتوية وهذا خطر عليكم وعلى الثورة برمتها والحل يكون بوقفة حقيقية وجادة من قبلكم والشعب إلى جانبكم والقيام بخطوات تصحيحية يتم من خلالها اجتثاث شلة الفساد والتخريب واقتلاعها من جذورها مهما كلف الثمن حتى يتعدل المسار الأعوج وتتصحح الكثير من الاخطاء في كل المجالات.*

*أيها الاخوة القادة..  اعلموا أن محاربة الفساد الداخلي لا تقل أهمية عن محاربة العدو القادم من خارج الحدود لأن العدو معروف ويتم التعامل معه ولكن الفساد عدو داخلي خطير جدا يقضي علينا وعلى انجازاتنا بصمت ومحاربته تبدأ بتفعيل المحاكم والنيابات العامة فورا وتعزيز دور الأمن لأن الأمن مسألة هامة وحساسة وفي هذه النقطة بالذات نحن بحاجة لتصحيح مسار هذا الجهاز المهم لأن المرحلة تتطلب ذلك بحكم التحديات المتزايدة وهذا يتطلب هيكلة وطنية حقيقية تشمل كافة مراكز الأمن في كل محافظات الجنوب وهذا يعتبر قطع للطريق أمام من يسعون لتحويل الأجهزة الأمنية إلى ميليشيات وعصابات مافيا تزايد باسم الأمن والأمن منهم برا، واذا بدأنا بهذه الخطوة فإن دور الأمن سيتعزز وسيكون أكثر قوة ومحصن من الاختراق فالأمن الذي يكون تحت قيادة وطنية حقيقية يمثل الوطن ولا يمثل اشخاص يحمي أمن المواطن ويحمي المصالح العامة والخاصة بكل شرف ووطنية وأمانة واخلاص تحت عنوان الأمن للجميع وفق النظام والقانون، وكل الاجتهادات السابقة في محل احترام وتقدير لأنها جائت في ظروف صعبة وأكثر تعقيد ولكنها حققت إنجازات عظيمة ولكن الوطن اليوم يحتاج إلى عمل مؤسسي حقيقي يرتقي إلا أن يكون عمل دولة لا عمل ميليشيات.*

*أيها القادة الأعزاء...  ان التضحيات التي قدمها شعبنا دفاعا عن أرضه ومبادئه لا تقدر بثمن ولكنها بنفس الوقت ليست خسارة لأن الهدف عظيم ولن تذهب هدر وستاتي نتائجها تباعا ولكننا في نفس الوقت نقول أن الشجاعة والإقدام بدون تخطيط تضحية بلا ثمن وقد علمتم ونسمع ويسمع العالم كله عن تضحيات شباب المقاومة الجنوبية في الجبهة الغربية وغيرها من الجبهات المشتعلة ويعلم الجميع بأن تضحيات شبابنا ليست من أجل المشاريع المنقوصة التي  لا تلبي طموحات شعبنا ولكن ما يوسفنا حقا هو ان تنسب تلك التضحيات زورا وبهتانا باسم الجيش الوطني ويعلم الجيمع ان التضحيات من صفوف المقاومة الجنوبية الباسلة وأغلبهم مدنيون البعض لم برقم حتى اليوم ولم يستلموا رواتب منذ ستة أشهر عكس ما يحدث في مأرب وجبهاتها الوهمية حيث توجد هناك ألوية مدربة ومعززة بجميع أنواع الأسلحة وهي جيش متكامل اسمه الجيش الوطني يستلمون رواتب بانتظام ويعملون وفق اجندات وتوجيهات معينة ولم ولن يتقدموا الا بشروط تفرضها قيادتهم ممثلة بعلي محسن الأحمر وحزب الإصلاح عكس ما يحدث للمقاومة الجنوبية في الجبهة الغربية ابتداء بكرش وانتهاء بباب المندب والمخا وغيرها في الوقت الذي لا تزال مناطق جنوبية مهمة تحت سيطرة الأعداء مثل مكيراس وبيحان ووادي حضرموت وغيرها، فهل ما يحدث لشباب المقاومة الجنوبية جزء من مسرحية الاستهلاك البطيئ لتدمير قوتنا واضعاض عزيمتنا وبالتالي فرض مشاريع جاهزة تتعارض مع أهدافنا وثوابتنا الوطنية!!!!!؟*

*أيها القادة..  ان الوطن الذي نحلم به والدولة التي نطالب باستعادتها يحاول اليوم الكثير من الأعداء عرقلة مسيرتنا  على أمل أفشالها وتدميرها وهناك الكثير من الأمثلة الحية على خسة ودنائة الاعداء في التعامل معنا وتتمثل في محاولاتهم المتكررة لإفشال أي إنجاز تحققه المقاومة وحرف مسارنا في اتجاهات أخرى ومنها:-*
*1- إشعال نار الفتن بين الجنوبيين وتغذيتها بكل الوسائل.*
*2- تشجيع اللصوص ومساعدتهم للوصول إلى مواقع حساسة حتى يظهروا للعالم بأننا لسنا على قدر المسؤولية.*
*3- محاربة الشرفاء والتشويش على انجازاتهم والصاق التهم الكيدية بهم حتى يتم تدمير المعنوية والروح الثورية فيهم.*
*4- ارتكاب جرائم والصاق التهم بجهات  معينة ومن خلال هذا الامر يهدفون الى خلط الاوراق واظهارنا بمظهر العاجز الفاشل الذي لا يستطيع إدارة نفسه.*
*هذه أمور مهمة يجب التنبه منها والتعامل معها بواقعية حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة ويستفيد منها العدو استفادة مباشرة.*

*قبل الختام أيها الاخوة القادة نقول لكم أن الوطن اكبر من كل شي والتضحية في سبيله واجبة ولكن بعقل وبتخطيط سليم ولا نعتمد إلا على الله ثم على أنفسنا ومن يساعدنا على تحقيق هدفنا اهلا وسهلا به على قاعدة التعاون الندي المشترك ، ولا يصح أن نبني علاقاتنا بوعود شخصية لأن الوعود الشخصية لا تبني وطن، واي تحالفات لا تبنى على قواعد متينة سيكتب لها الفشل حتما، وأن مشاركتنا مع دول التحالف بدون اي استراتيجيات واضحة لن توصلنا إلى أي نتيجة ولتعلم دول التحالف من خلالكم ان تحرير صنعاء من الانقلاب والانقلابيون لن يحدث إلا اذا تم دعم عدن دعما حقيقيا.*

*وفي الختام نطرح الملاحظة التالية:
*أي عمل بدون تخطيط وتنسيق مسبق سيفشل فشلا ذريعا مهما كانت النوايا طيبة، واي عمل لا يبنى وفق قاعدة الستامح والتصالح الجنوبي سيفشل، واي اعادة تدوير لمشاريع قد عفى عليها الزمن او رفضها شعبنا مرارا وتكرارا ستفشل، والسبب بسيط جدا وهو اننا اليوم نعيش في عصر المتغيرات عصر الحداثة والتطور والتقدم والرقي عصر التجديد والعلم والمعرفة ويتوجب علينا في هذه المرحلة بالذات ان نمد جسور التواصل مع كل جنوبي ومع كل من يمد يده الينا بالخير ونعزز من علاقاتنا مع محيطنا العربي والاسلامي ومع كافة دول العالم على قاعدة تبادل المنافع والمصالح المشتركة وخطوة خطوة حتى نصل والله الموفق والمستعان.*

ليست هناك تعليقات