شبكه صوت الجنوب

ads header

لاتستبقوا الأحداث دائماً .. )

(( لاتستبقوا الأحداث دائماً .. ))

    ★ صباح الأحد 5نوفمبر الجاري ، زمجر دويّ حادث إرهابي مروّع هزّ مبنى إدارة مباحث عدن ، والحادث خلّف صعقةً صادمةً للشارع العدني والجنوبيّ عموماً ، وهذا عائدٌ على خلفية وقائع الحادث الدراماتيكي وبشاعتها ، وايضا لتعداد ضحاياه ، والأهمّ منه للحصانة المفترضة لموقعهِ ، فهو ضمن إطار مبنى رأس عدنٍ وإدارتها !!
   ★ماأثبتتهُ الوقائع والشهادات ، أن مرتكبي الحادث كانوا يتحرّكون كألآتِ قتلٍ صمّاء ، فهم يخرجون لجموع الأمنيين المقاومين ويفجّرون أنفسهم بينهم ! وهذا يدلٌ بالقطع على أنهم في حالة خَدَرٍ بالغةٍ ، بل ويستخدمون مخدراتٍ من نوعٍ فريدٍ ، وأن من وجههم لهذا الموقع قد اشتغل عليهم جيداً ولأجلٍ ايضاً .. وماحدث هنا يماثلُ كثيراً حدث العُرضيٌ في صنعاء ، فهناك كُنّا مع الآتٍ بشريةٍ صمّاءُ تتحرّك وتقتلُ ولاتحسب حساباً لماحولها !
     ★اثر الحادث هنا ، إنفجرت وسائل التواصل الإجتماعي بموجات التحليلاتِ والقراءات والإتهامات ، ومعظمها وجّه إتهاماته الصّريحة للسلطة الشرعية ، واخرين للإصلاحِ ، وغيرهم ل..... ول....... ، وهذا مسلك غير دقيق أو منطقيٌ بالقطع ، فثمة فرد من القتلة قد أُلقي القبض عليه كما تداول ، وكما تواردَ أنه كان في حالة خَدَرٍ شديدة ايضاً .. هنا كان من المفترَضِ أن تبقى التحليلات والإتهامات وخلافه للجهات الأمنية ِ بعد التحقيقات في الواقعة ، وهي من المفترضِ أن تخرج ببيانٍ تسلّط فيه الضؤ على كلٌ شيئٍ ، لكن وبكل أسفٍ هذا هو دأبنا وعادتنا وتسرّعنا دائماً ..
     ★عندما نسلّطُ الإتهام على السلطة الشرعية بسبب النقمة التي لدينا عليها وعلى خلفيةِ عبثها وفسادها ..و..و.. أو على حزب الإصلاح أو زيدٍ أو عمرٍ .. الخ ، فإننا نختلقُ لأنفسنا طوابير من الأعداء الوهميين وبدون حجةٍ أو دليلٍ ، بل ونزيدُ في مساحة اللغطِ والأقاويل وبدون تروّي ، وهذا غير إيجابيٌ بالمطلق .. كما وماهي صلاحيّات أو مسئووليات هذا أو ذاك حتى يتحوّل الى مُنَظّرٍ ومُحَلل للأحداثِ وبدون خلفيّةٍ تُذكَر ؟! لكنه الهَوَسَ والمرض ليس إلا ..
     ★مادفعني لهذا الطّرح ، وخصوصاً أن كلّ الإتهامات والتحليلاتِ التي رَاجت ، أنها بكلها تتجهُ للداخلِ وحسب ، مع أنه بقراءةٍ متفحِصة لما دارَ ويدورُ هنا ، ومثلها ماحدث في عرضي صنعاء ، وايضاً مايحدث في كلّ الدول الشقيقة الملتهبة ، وخصوصاً عند البحث في تفاصيل أحداثها وسينايوهاتها وإمكانياتها وخلافه ، كلٌ ذلك يقطع بوجود المُحرّكِ والمخرج الخارجي لكلّ هذه الأحداث الدّموية ، والغاية والمرسوم معروفا طبعاً ، وأن من في الداخل مجرّد وكلاء وحسب ، وهنا مبعثُ الخطورةِ في هذه الأحداث البشعةِ التي تعصف برقعتنا العربية عموماً .
     ★في الأحداث الأخيرة هنا ، فقد إستفزّ حفيظتي وغضبي نوعية التعاطي الذي تعاملت بهِ قوىً كامنةً هنا ، كالإصلاح أنموذجاً ، فهم تعاملوا مع هذه الجريمة الإرهابية وكأنها حدثت على أرض خصمٍ لدود !! بل وإتخذوا من الباسلِ شلال شائع هدفاً لنيران إعلامهم القذرُ ! مع أن الرّجل كان يخوض بروحهِ وجسدهِ في معمعان الحدثِ للتصدّي له ، حتى من السلطة الشرعية هنا ايضاً .. وهذا جد مُستفزّ ومقرفٍ بالنسبة لنا كجنوبيين  ، بل ويبينُ مدى صحة توجٌهنا في ضرورةِ البحث عن جغرافيتنا وهويتنا وإعادة كياننا الجنوبي بعيداً عن هؤلاء الذين يتبجّون بوحدةٍ قد دفنتها أفعالهم الخبيثة والقذرة بحقنا ولازالت حتى اللحظة ايضاً .. أليس كذلك ؟!
كتبه/علي ثابت القضيبي .
الخيسه/البريقه/عدن .

ليست هناك تعليقات