شبكه صوت الجنوب

ads header

مخاطر مشروع الدولة الاتحادية المزمنة من اقليمين جنوبي وشمالي(2)

شبكه صوت الجنوب|مقالات الاحرار


مخاطر مشروع الدولة الاتحادية المزمنة من اقليمين جنوبي وشمالي(2)


احمد مصعبين

ابو الشهيد/محمد

17 يناير 2019م


في مداخلة سابقة بعنوان (مع مشروع الاخ الرئيس/علي ناصر محمد..بشرط!!) وكانت عبارة عن محاولة للتفكير بصوت عالي لمناقشة ذلك المشروع، وعدت بمداخلة حول (مخاطر مشروع الدولة الاتحادية المزمنة من اقليمين جنوبي وشمالي) . وقبل ذلك اود الاشارة الى ان الاستاذ/محمد علي شائف قد شرفني بملاحظته على الجزء الاول، اجد من الاهمية بمكان الاشارة الى اهم ما جاء فيها:-

(ان لهذا المشروع مخاطره السياسية التي من اهمها، اسقاط حالة الاحتلال الهمجي للجنوب وهذا مكسب للمحتلين.اي ان المشكلة لا تتعلق بالاحتلال وانما بشكل النظام السياسي. وبتغييره من دولة بسيطة الى دولة مركبة تنتهي المشكلة فضلا عن مخاطر اخرى....) .

قبل التطرق الى مخاطر مشروع الاقليمين المزمنين اجد من المهم اولا التطرق الى بعض الاسباب والحيثيات المتداولة والتي ينطلق منها اصحاب المشروع ومؤيديه...وهي : -

أ) ان هذا المشروع سوف يمكن شعب الجنوب من بناء مؤسساتة. هنا نتساءل :- وهل حصول شعب الجنوب على استقلاله سوف يمنعه من بناء مؤسساته ؟

ب) ان منح الجنوبيين دولتهم المستقلة سوف يؤدي الى اقتتالهم. هنا ايضا نتساءل مجددا : - وما الذي سيمنع الجنوبيين من الاقتتال في ظل مشروع الاقليمين فيما اذا عقدوا النية على ذلك ؟

اضافة الى مبررات اخرى لا تستقيم على منطق وموضوعية هدفها تخويف العامة ودفعهم لتأييد المشروع.

ان الحقيقة التي لا يمكن نكرانها هي ان الشمال رسميا وشعبيا لن يسمحوا باستقلال الجنوب لجملة الاسباب التي عايشناها ولمسناها وعانيناها طيلة ما يقارب الربع قرن منذ احتلالهم للجنوب في يوليو 1994م وحتى يومنا هذا. ولكن وفيما اذا وافق الشمال على مشروع الاقليمين المزمنين فلن تكون سوى موافقة تكتيكية سرعان ما سينقلب عليها.

هنا وفي حالة الموافقة على المشروع فلا تستبعد السيناريوهات الاتية : -

1)  سوف يتم خلال الفترة الانتقالية اغراق الجنوب بالنعيم من حيث معالجة اوضاع الجنوبيين وتعويضهم وتسوية ورفع مرتبات العاملين وتحسين الخدمات، وتخفيض اسعار السلع، والتمكين من الوظيفة العامة......الخ .

2)  اغراق الجنوب بالمال السياسي لاستقطاب مزيد من الجنوبيين لصالح الاحزاب الشمالية وباساليب اكثر قذارة مما استخدمها الاحتلال اليمني بعد حرب 1994م .

3)  سوف تساهم بعض الدول الكبرى والاقليمية المعادية لاستقلال الجنوب في مساعدة القوى الشمالية لتزوير ارادة الجنوبيين من خلال توفير شتى الامكانيات لتحقيق معيشة رغدة (مؤقتة) للجنوبيين بحيث يجعلهم عندما يحين وقت الاستفتاء امام السؤال الكبير : - هل يمكن التضحية بهذا المستوى العالي من المعيشة والامن مقابل استقلال لا يعرف ملامحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية ؟

4)  سوف تعمل قوى الشمال وحلفائهم الدوليين والاقليميين على تحقيق واقع واثارة كل ما من شأنه تعميق الخلافات بين الجنوبيين بحيث يصبح البقاء في اطار الدولة الاتحادية ملاذا للجميع.

5)  ان موافقة الجنوبيين على الاستفتاء تمثل مخاطرة كبيرة يمكن ان تؤدي الى نجاح خيار البقاء في الدولة الاتحادية، وسوف يصبح الرهان على موقف عامة الناس في ظل المؤثرات المالية الهائلة التي يمكن ان تستخدمها القوى المحلية والدول المعادية لاستقلال الجنوب محفوفا بالمخاطر.بدليل الواقع الذي نعيشه في المرحلة الراهنة والذي يتسم بتغييب وعي القوى الحية والشابة من خلال استغلال حالة الفقر الذي دأب الاحتلال اليمني على تكريسها واشاعة ثقافة العربية اليمنية .

6)  ان الرهان على ضمانات المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن لانجاح المشروع، يبقى رهانا هشا في ظل عدم نزاهة مكونات مجلس الامن والامم المتحدة والتي لم تسجل منذ انشائها حتى اليوم اية مواقف تصب في مصلحة الشعوب المظلومة.


وبايجاز يمكن القول ان مشروع الاقليمين المزمنين يمكن ان يؤدي - مع الاخذ بعين الاعتبار المحاذير التي سبق شرحها - يمكن ان يؤدي الى تأبيد حالة الوحدة اليمنية، وهذه المرة باستفتاء شعبي علني ورسمي وعلى رؤوس الاشهاد .

ان القوى الشمالية والتي اجهزت على الوحدة اليمنية الهشة المولودة ميتة موضوعيا، وبمساندة شعبية واضحة سوف تجهز على الدولة الاتحادية ، عندها سوف يواجه شعب الجنوب مصير العيش مستعبدا تحت اقدام الشماليين.

لذلك كله، لا خيار امام شعب الجنوب الا ان يسير على درب الشهداء والاستقلال.

ليست هناك تعليقات