شبكه صوت الجنوب

ads header

الذكرى الثانيه لإستشهاد بســـــام احمد قائدالقطوي خللاً أصاب القلب ومات ُالـذي كان يحــيا .!!!!


الذكرى الثانيه لإستشهاد بســـــام احمد قائدالقطوي خللاً أصاب القلب ومات ُالـذي كان يحــيا .!!!!


 عامين كاملين ٌ مرت مرور الكرام بكل ما تحمله من افراح واتراح وألآم ومآسي كان في مطلعها وبداية اطلالتها حدث جلل ومصاب عظيم وفاجعةٌ ألمت بناء جميعا ذلك هو نباء استشهاد القائد البطل المغوار والمقاتل المقدام الشهيد ابو بركان بسام أحمد قائد القطوي كان موعدنا مع القدر ، لم نكن نعلم الغيب الذي لايعلمه إلا علام الغيوب في اخر ساعات يوم ال21_فبراير_2017 في جبل النار _المخاء _جبهة الساحل الغربي  صدّقتُ الموت يابن أمي ، فقد كان يلاحظني من حيثما أتلفتُ، ومن ذا الذي مما قضى الله يفلتُ، وأي امرئٍ يدلي بعذر وحجة، وسيفُ المنايا بين عينيه مصلتُ ؟

 وعلى عتبة الموت أكاد أسمع صوتك يصرخ بي: وما جزعي من أن أموت، وإنني لأعلم أن الموت شيء مؤقتُ، ولكنّ خلفي صبيةٌ قد تركتُهم، وأكبادهم من حسرةٍ تتفتتُ.

أوقفوا الساعاتِ كلَّها.. اقطعوا خطوطَ الهاتف.. وعلى أعناق الحمامِ الأبيضِ اربطوا شارةَ الحداد.. دعوا الطائراتِ تحوّمُ فوق رؤوسنا وتنوح.. مغبّشةً صفحةَ السماء برسالةٍ مفادُها : لقد مات الذي كان يحــيا.

ما كنت أحسبُ أن العمر سيمتد بي كي أرثيك أو أواسي أخاك، لكنك بت تعلم يابن عمي وابن أمي أن (خُطايَ كانت أقصرَ مِن خُطاك)، كنا -أنا وأنت- مثل ضدين على طرفي نقيض، واحدٌ -هو أنا- يتدرب على الموت منذ الصغر، وآخر -هو أنت- لا يجيد سوى الحياة، أدرت أنا ظهري للموت فأجّلني، ونصبتَ أنت له وجهكَ فاجتباك، فقل لي يا طري العمر: ما الذي أغرى الموت بك؟ وكيف اهتدت أحابيله إليك؟، صعدتَ صعدتَ يا ابن الغيم في زمن السقوط، حُرا كما تريد، حراً وحراً من كل قيد تألفه العبيد، صعدت إلى حيث التراب الطهر يُعلي النشيد، وبقيتُ أنا ملقىً على جسدٍ يتجرع كأس غيابك المباغت ويدري أنك حيٌ لا تموت.


لست أرثيك إذاً يا بســــام، فماذا تفعل القصائد الجوفاء أمام عظمة الشهادة ....؟!!!!

وأي لغة كسيحة تقف على قدميها لتُطاولَ طائرا وهو في طريقه إلى الله ....؟!!!!

هو حديث الفقدِ يا ابن قلب أمي، عيوني التي تقف مدافعةً عن حقها في البكاء، نجوايَ التي وددت لو أنك أفلتَّ من مخالب الموت لأُسمِعك إياها قبيل الرحيل، أنين بيوتنا حين تسودُّ عند كل رجوع أخير ...

على موعد مع الأرض جئنا يا بن أمي جنوبيون من غير سوء، غير أنك ولدت هناك في قفلة المجد والعز حيث السماء أقرب ما تكون إلى الأرض وأبعد ما تكون عنها في آن معا، قمم تزاحم مناكب السحاب، ووديان تداعب بأناملها أحشاء الأرض السحيقة، وولدت أنا فيها حيث هناك تعصف بالروح وتجعلك أقرب منك إلى الإنسان ...

ولأن الطبائع بناتُ الطبيعة؛ أخذت عيناك من الزيتون  خضرتها، ومن عيون الماء انثيالها، وشببت عن الطوق شفيفا كما الورد، بسيطا كما الخبز، عالياً كما الحرية، أما أنا فقد لوحتني تربة الوادي ، وأورثني صخب المدينة نزق الطيور في الأقفاص، والتوتر والقلق الدائميْن، اختار كل منا طريقا غير تلك التي اختارها الآخر، شبعت أنت من الأرض المفتوحة على الفضاء، فاخترت أن تكون نسرا يلاحق الغيمات في الأفق، واختنقت أنا تحت سقوف المدينة، فهربت إلى الشعر والأدب والكتابه ، أطير إلى فضائي الذي أحب على جناحي المخيال والبلاغة.

كـيـف لا يا بســـــام ....؟!!!!!

كيف لك أن لا تختار هذه الطريق وانت ابن أبيك وحفيد جدك وأخٌ لأخيــــك ...؟!!! 

كيف لا وأنت سليل القهوة المرة، والنار التي ما خمدت في الروابي المطلة على كل الجنــوب ...؟!!! 

كيف لا وأنت كنت من يحدثنا عن المقاومة والذود عن الوطن والإنتصار له .. كيف لا وانت تُسمِع في تعاليل أهلك المسائية إلى أحاديث الفداء وكنت تحدثهم بذكريات وتضحيات  الشهداء العظماء امثال الشهيد محمد عواس والشهيد العميد علي قائد المعكر والملهم الشهيد القائد علي عبداللاه الخويل قائد معركة الصمود وقائد معركة التحرير الشهيد القائد عمر ناجي ابو عبدالله وابوجمال احمد هادي وعبده عواس ومازن والكعيدي وفرسان والعبيدي والصحوه والقمري ومحسن مثنى وهادي وعبده لغبر وسيف حسن مثنى والقائمه كبيره التحقت بها ودونت اسمك في صفحاتها والتحق بركبم نصر ومشتاق ولقمان وعبدالمجيد وطارق العريقي وعلي المنصوري والبحري واسامه ومعاذ وعبدالحميد ومحمود وسفيان والقلعه ووضاح والعقيد فضل محسن والعقيد محسن ناصر وعلي جحيش وعبده البط ونبهان والقائد مجيد علي شائع ابو حتم  و.و.و...والقائمة تطول من شهداء مديرية الازارق فقد قدمت الازارق وحدها  اكثر من مئتان وخمسون شهيد  رحمة ربي تغشاكم جميعا واسكنكم فسيح جناته ...


كيف لا يابسام..!!! فقد كنت المقاتل المسلّح والطيّار المجنح في جبل النار وقائد الاقتحام لتسقط شهيداً وقد صنعت نصراً وتحريراً لجبل النار من دنس الروافض شيعة الشوارع زنابيل الحوثي مجوس ايران صعده اليمن ليسقط بعدك شهيداً بساعات قائد معركه جبهة الساحل الغربي الشهيد القائد اللواء احمد سيف المحرمي بصاروخ حراري ليعم الحزن كل ارجاء وطننا الجنوب    ...

خذ شعريَ يابســـام كله يا بن عمي وأخي من الرضاعه  وأعرني جناحيك فقد كان دمك أبلغ من دواويني وكتاباتي كلها، وكان صعود روحك الى باريها قصيدتي اليتيمةَ التي كُتبت بماء الذهب وعُلّقت على جدار التاريخ في الواحد والعشرون من فبراير 2017م ...

خذ كل دمعي وقل لي يا بسام : ماذا رأيت حين هوى الصقر من عليائه ....؟!!!

 هل فتنك شيح صحرائنا فنزلت لتطبق عليه جفنك؟ أم أنه الحنين إلى تراب كنت تبادله التحية في الطوابير المدرسيه و العسكرية كل صباح ...؟!!!!

أدري أنه الوطن يا زينة شبابه، عشقٌ وضريبةُ عشق، تماهيت مع القائد اللواء الشهيد احمد سيف اليافعي   واتحدتما في الحلم والمصير، وسبقكما وسيلحق بكما على درب التراب الحر فتيةٌ آخرون فهذه أرض الجنوب ولّادةً والنقيصة فيها عاقر ...

يا بســــام هيأت لك أرض الأزارق نفسها كي تستريح قليلاً ، ورفض رفاق السلاح والمقاومه ممن ينامون اليوم بجانبك بمقبرة القفله أن يُكتب فوق شاهدة القبر (ها هنا سقطت ريح عن الفرس)، رفعوك على أكف الرياح، وحمّلوك سلامهم لمن مضى منهم إلى الله على وعد باللحاق فلحق بك نصر العنسي ومشتاق نوفل وعبدالمجيد فيصل ومحمد الكامن ولقمان الحميد ومحمود طليله وبكيل وقبلهم ديان و القائد الشهيد فرسان محمود ابو الرجال   ..... 

ستذكرك يا بسام طرقات القفله والأزارق وبساتينها ووديانها، وسيحفر فتيانها اسمك على لحاء الشجر وخدود الدحنون، والنشميات سيخبئنك في دفاترهن أيقونة للرجولة والشهامة والفداء ....

سيبكونك الجميع في الجنوب عامه وضالع الصمود وأزارق التضحيه والفداء حتى القيامة، وسيفخرون بك، وسيدفعون أبناءهم ليكملوا سيرتك ، وسيردد طلاب المدارس كل صباح في الطوابير المدرسية الخلود والمجد لكم ايها الشهداء فأنتم رمز الحريه ..

أما أنا يا أخي :

فلن أحضن أخاك (مجيد) كثيرا، وسأشيح بوجهي عن عيون أمك (أمي) وعيون شقيقاتك وسأتجنب الحديث إلى طارق ومنعم وفكري وفتاح ومراد فدموعهم لا زالت تجري على خدودهم ، سأنتحي جانبا وأحضن ابنك بركان وأشم فيه رائحتك وأهمس بأذنه: أباك مات شهيداً يا ولدي لأن خللاً أصاب القلب جراء جرعة زائدة في حب الوطن والجنوب ...

نم قرير العين يابســــام ...

ما أبصرَ الدهرُ مِن شمسِ الزمانِ سنا 

إلا لأنـكَ أنـتَ الـضـــــــوءُ والــوطـــــنُ 

رحلْتَ فانطـفأتْ عينُ الـشموسِ أسًى

وأمـطـرتْ بَـعدكَ الأحــزانُ والـمِـحَـنُ 

يـا مُـلْـهِــمَ الـمَـجْــدِ إيـمــانـًا بـعِــزّتِـهِ 

لنْ نَـبرَحَ الـحُلْـمَ حتى يُشرقَ الـوطن .

اسال من الله ان يتغمد روحك الطاهره واسع رحمته وان يسكنك فسيح جناته جنات الفردوس الاعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا ...

_________________جمال المحرابي

ليست هناك تعليقات