شبكه صوت الجنوب

ads header

(( ياهؤلاء .. لاتعبثوا بأبين !! ))

شبكه صوت الجنوب 


(( ياهؤلاء .. لاتعبثوا بأبين  !!  ))


    ١// كسياسيين من طرازٍ عتيقٍ ، أو مثل مَن يُصرٌ على أن يتّكئ على عصيٍ هشّةٍ للخوض بها في مسالكِ ودروب اللحظة ، يحدثُ هذا عند مَن لايقرأُ سطور التأريخ أو لايستوعب وقائعه ومٱسيه ، وخصوصاً عندما ينحوا مَن يفترضون أنفسهم محوريين في أبين ، وهم بِحكم وجودهم في رأس تشكيلة السلطة أو مِن أصحاب المال المسنود بهذه السلطة ، ثم يدعون للقاء مشائخ أبين لإعلان تأييدهم لرئيسنا اليمني ، مع أنّ رئيسنا في العموم يؤيده كلٌ الشعب بإعتباره رئيس السلطة الشّرعية القائمة ، حتّى وإن كان الشعار الظاهر للقاء هو : ( معاً من أجل أبين .. الخ ) 


    ٢// وجهُ العجب هنا هو : أن يتصدّى صاحب المعالي - المهندس الميسري - نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية - وطبعاً في الظل التاجر العيسي ممول اللقاء والمستشار الإقتصادي لفخامة الرئيس - ويُوجه الدعوة للقاء مشائخ أبين ويُسِير فقراته ! ولأنّ حضور الميسري بشخصه ، وفي لقاءٍ يحملُ الصبغة القبلية الصّرفة - وهو من نفس المنطقة - كلٌ هذا يبعث رائحة منتنة ، وكان الأولى بهِ إبتدأ مثل هذه الفعالية في لحجٍ أو شبوه أو .. أو .. ، وهذا فيما إذا كانت النِيّة صادقة فعلاً لتعميمها في كل المحافظات كما وردَ في ذلك اللقاء .. 


    ٣// من محتويات البيانات المضادة لهذا اللقاء ، وهي جاءت من شخصياتٍ لها ثقلها في الغالية أبين ، يتّضحُ جلياً أنّ قبائل لها وزنها لم تحضر ذلك اللقاء ، ثم أن هذه البيانات ألمحت وبعباراتٍ شديدة القسوة الى الغايات الأصلية لهذا اللقاء ، بل وأشارت الى رفض كثيرين من الحاضرين التوقيع على بيانهِ ، وهذا رغم أنّ البيان لاغُبار عليه مطلقاً كما تداولت ذلك وسائل التّواصل الإجتماعي .


    ٤// هنا يظهر جلياً أن ثمة تفاوت وتبايناتٍ تشهدها أبين على خلفيّة هذا اللقاء ، وهي - أبين - في غنىً عنها أصلاً ،والسببُ أنها محافظة مُثخنة بجراحٍ عميقةٍ وعلى مختلف المستويات والصعدْ ، وهذا واقعي ، وإن كان البيان الختامي المسلوق لهذا اللقاء كما قلنا قد أشار فعلاً الى الكثير من مواجع والٱم هذه المحافظة التي تستدعي الوقوف في صفها ومعالجة أوضاعها بشكلٍ عقلاني وبأدواتٍ مناسبة ايضاً ..


    ٥// تلعبُ الشّطحات الغير محسوبة غالباً دوراً محورياً في خلخلةِ بُنىً ومكوناتٍ و .. و.. بفِعلها الأرعن والغير مُوفّق ، أو تأتي بنتائج عكسيّة تماماً ، وهي تأتي دائماً تحت وهم غرورِ القُدرة على الفعلِ والتّأثير ، أو بوهم توافر الوفرة من المال الذي يجعل المرء يشعرُ أنه بهِ قادراً على شراء ذِمم الكل ، أو توجيههم وفق تطلعاته أو لخدمة مصالحهٍ ، لكن في محافظة أبين جاء رد الفعل مُغايراً لكل التّوقعات ، وإقرأوا في البيانات الصّادرة ضِدّاً على هذا اللقاء التّشاوري لمشائخ أبين .


    ٦// إذا كانت النيّة صادقة فعلاً من أجل أبين وتوجيه الجهود لخدمتها ، كان من الحريٌ بالقائمين على هذا اللقاء التّأني ودراسة الخارطة القبليّة المتواجدة في كل مديرياتها وقُراها ، ومن ثمّ توجيه الدعوة لأعيان كلٌ هذه القبائل وبدون إستثناء ، وكذلك التّحضير الجيد بالوثائق المطلوبة للنقاش وتوزيعها مسبقاً ، وهي في أبين كثيرةٌ بالفعل بسبب مشاكلها الكثيرة المتراكمة ، كما والموضوع لايحتاج لنصف يومٍ تُسْلقُ فيه كلٌ القضايا ، كما ويُؤتى ببيانٍ مطبوخٍ وجاهز يتملّقُ الحضور ويُدغدغ عواطفهم ليس إلا ، وهذا بعد أن طُرحت قضايا هي خارج نطاق منصوص البيان الذي أشرنا اليه ! 


    ٧// إن محافظة أبين هي محافظة مكلومةً ومُرهقةً تماماً ، ويكفي أن جزءاً كبيراً من أهلها قد تشرّدوا جرّاء حرب هذه القاعدة السلطويّة المصطنعة ، وكلٌ هذه اللعبة معروفة ولاشك .. كما وكلٌ خدماتها متردية وبشكلٍ مقرف و .. و .. ومعالجة كلٌ هذه الملفات الثقيلة لاتستدعي تمثيلية هذا اللقاء بالأعيان الذي حضرهُ جزءاً يسيراً منهم ، أو بمثل بيان هذا اللقاء الذي هو مجرد منصوص مفردات منمقةٍ وحسب !! والسبب أن المسؤولين المعنيين بمشاكل أبين ، والذين بيدهم حلها ومعالجتها ، هم أنفسهم من يخطبون ويُجعجعون بالحديث سواءٌ في هذا اللقاء أو سواه ، وأن يعملوا بجد وإخلاصٍ وإرادة صادقة هو أفضلُ من الجعجعة لغاياتٍ الأخير فيها خدمة الغالية أبين كما يروجون .. أليس كذلك ؟! 


   كتبه / علي ثابت القضيبي  .

  الخيسه / البريقه / عدن  .

ليست هناك تعليقات