مـن وحــي هزيمــــة الجيــوش الإماميــة في الضالع عام 1928م على يدِ الأمير الثائــــر نصــر بن شايف، وحلفــائِه مــن القبائل الجنوبيِّة.. كيف حدث ذلك..؟
شبكه صوت الجنوب
بارق النصر يلمع في ذلوق النصايل:
مـن وحــي هزيمــــة الجيــوش الإماميــة
في الضالع عام 1928م على يدِ الأمير
الثائــــر نصــر بن شايف، وحلفــائِه مــن
القبائل الجنوبيِّة.. كيف حدث ذلك..؟
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
◙ كتب//شايف الحدي
☜ في عام 1919م حينما غزت قوات الإمام يحيى بن حميد الدين، ملك المملكة المتوكليّة اليمنيّة، إمارة الضالع وملحقاتها واستولت على أجزاء منها بمساعدة بقايا الجيش التركي، قاومتهم قبائل الضالع ووقفت إلى جانبها قبائل يافع وحالمين وردفان في فترة حكم الأمير نصر بن شايف بن سيف الأميري، وتلقت حينها القوات الإمامية هزيمة نكراء في معركة قُزعة ـ الشُعَيْب أمتلأت مدافن الحب بجثث الجيش الإمامي، وعادت قوات الزيود تَجُرُّ وَرَاءَهَا أذْيال الهزيمة، ولكن بعد هذه المعركة عاودت الجيوش الإمامية محاولاتها لاحتلال إمارة الضالع وملحقاتها وعادت بعد أشهر بجيشٍ جَرّار ودارت معارك عنيفة في بلدات الشُعَيْب والحُصين وحريّر والملحة والجليلة وجحاف والأزارق، تكبَّدَ فيها الطرفين خسائر بشرية كبيرة، إلاّ أنّ أمكانية التسليح والحشد البشري الكبير والمفاجئ من قبل الزيود بقيادة يحيى بن محمد بن العباس الشهاري الحسني، أمير الجيش الملكي في قضاء إب، مكنت قوات الإمام بعد عامين من المعارك من دخول الضالع ووصول هذه القوات الغازية إلى منطقة دكيم ـ العند، فاضطر الأمير نصر بن شايف الأميري، الالْتِجاء إلى قبائل ردفان ويافع وسلطان العبدلي في لحج طالبًا منهم مساعدته بحكم أن هناك ثَمَّةَ قواسم مشتركة تربط تاريخ الضالع بهذه المناطق، وكثيرًا ما كان يستنْجِدُ أمراء الضالع بهذه القبائل لنجدتهم من هجمات الغزاة الزيود عبر التاريخ، فكانت قبائل يافع المدد تساند الضالع في كل حروبها مع الغزاة الزيود لوجود روابط قبلية تجمعهم في واحدية القبائل التي تقطن كلا المنطقتين، ورغم دخول الزيود إلى الضالع وردفان، إلاّ أنّ المقاومة البطولية استمرت ضد الزيود، لكنها كانت ضعيفة، وتبع ذلك إرسال حكومة عدن المستشار الكولونيل هارولد. فيتنون. جاكوب، إلى صنعاء للتفاوض مع الإمام للوصول إلى انسحاب من الأراضي التي احتلتها قواته في مناطق عدن الداخلية التي كانت تربطها معاهدات صداقة وحماية، لكن تلك المفاوضات فشلت عندما تلكأ عسكر الإمام في الجلاء من هذه المناطق التي احتلوها بالقوة وطردوا أمرائها وشردوا أهلها، والمرتبطة مع حكومة عدن البريطانية بمعاهدات حماية وصداقة كانت أقدمها المعاهدة المعقودة في 2 أكتوبر 1880م، بين الإمبراطورية البريطانية وأمير الضالع علي مقبل بن عبدالهادي حسن الأميري، أمير إمارة الضالع وملحقاتها باتفاق بينهما بهدف مقاومة المد العثماني ـ الزيدي، وقد اتفق الطرفان على أن تكون المعاهدة علنية، وأن يكون هناك سلام وصداقة دائمة وتعاون كامل وخالص بين المملكة المتحدة وإمارة الضالع وملحقاتها.
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
حينما شعرت حكومة عدن البريطانية
بالخطـر الداهـم على محميـة عـدن من
الزيـود قـررت التدخل ومساعـدة ودعم
أميـــر الضالـع لمواصلـة الثـــورة ضدهـم
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
◙ مع مواصلة جيش إمام صنعاء بسط نفوذه وأقترابه من محمية عدن، حينها شعرت حكومة عدن البريطانية بالخطر الداهم على محمية عدن، فقررت التدخل عسكريًا بواسطة سلاحها الجوي الملكي ومساعدة ودعم الأمير الثائر نصر بن شايف بن سيف الأميري، لمواجهة الغزاة الزيود، والذي كان يتخذ من حوطة السلطنة العبدلية في لحج الخضيرة مقرًا له، ولم يكن آنذاك أمام حكومة عدن البريطانية إلاّ الخيار العسكري بعد فشل المفاوضات الدبلوماسيّة مع إمام اليمن، ودعم الأمير نصر بن شايف، لحشد مقاتلي القبائل الجنوبيِّة ضد الغطرسة والصّلف الكهنوتي الزيدي، وكذا للبعد الميداني الذي اكتسبه ولخبرته في المواجهة ولكونه قائد مقاوم في الميدان عركته الأيام والسنين وصنعت منه الملهم للثورة القبلية الجنوبيِّة ضد الغزاة الزيود، وفعلاً عبأ الأمير نصر رجاله بمساندة قبائل يافع وردفان وحالمين والحواشب وبدعم مباشر من السلطان عبدالكريم فضل بن محسن العبدلي، سلطان السلطنة العبدلية، للتقدم نحو العند ودكيم وسائلة بلة وبلدة الملاح وقرية وحصن(سليك) ومناطق ردفان والضالع وانتزاعها من الجيوش الإمامية، فكان لديه من الحشود العسكرية 10000 آلاف مقاتل (1000 مقاتل من قبائل الضالع و9000 آخرين من القبائل الجنوبيِّة)، وبدأ أولاً بالزحف من حوطة لحج وتحرير بلدة دكيم في العند وتقدم بقواته وحرر قرية وحصن سليك، وحين وصلت الأنباء بسقوط الحصن إلى مدينة الضالع، جهز جيش الإمام تسعمائة جندي لاستعادته، وبينما هم في زحفهم كان الأمير نصر يزحف بقواته نحو الضالع من اتجاه ردفان مستعينًا بالقبائل الجنوبيِّة، ولما كان عسكر الإمام في وادي حَرْدَبَة جاء تقرير لقائدهم يفيد بأنّ الأمير نصر قد وصل إلى بلدة الملاح جنوبي قرية وحصن سليك، وأن الحامية الردفانية المعسكرة في الحصن لم تكن تزيد عن خمسين رجلاً فأصدر القائد الزيدي أوامره بالهجوم عليه من ثلاث جهات، ولم يكن يعلم أن ذلك كان تكتيكًا عسكريًا لايقاع قواته بالفخ من قبل قوات الأمير نصر، لكن ما أن بدأ الهجوم على الحصن حتى بَرَزَ رجال القبائل من خلف التلال واشتبكوا مع العدوُّ في معركة حامية أوقعوا فيها القوات الإمامية في كمين محكم؛ وهذا أربكَ حسابات العدوُّ، وحدثت تخبطات عميقة لدى القوات الغازية، وَانْهَزَمَتْ على أثرها وولَّت الأدبار، وكان سلاح الطيران الملكي البريطاني يساعد رجال القبائل الجنوبيِّة في ضرب الحاميات المتقدمة للقوات الزيدية، مما اضطر عسكر الإمام إلى الإنسحاب والجلاء عن مناطق الطَّفْوَة والردوع والمركولة والمجْبّأة والدَّمْنَة والخُريبة، وتقدم الأمير نصر بقواته الراجلة (الماشُونَ على أرْجُلهمْ) من محورين نحو الضالع، الاتجاه الأوّل كان عبر مسيمير الحواشب وسائلة وادي تُبن بالأزارق جنوبًا وصولاً إلى مدينة الضالع والمحور الثاني كان عبر ردفان وسائلة حردبة ونقيل الخُريبة وبلاد الشاعري شرقًا وصولا إلى مدينة الجليلة، وحينها لم تتحرك أيّ قوات عسكرية بريطانية راجلة من عدن لا على الآليات أو غيرها، حَيثُ كانت القوات المقاتلة التي قادها الأمير نصر بن شايف جنوبية بحتة ومعقودة عليه لطرد الغزاة الزيود، وسار بهم إلى أعالي الجبال، وانتشبت المعارك بينه وبين الجيوش الإمامية ووقع القتال بينهم، ودارت المعارك رحاها في أرجاء متفرقة والتهبت نيران الحرب ولما كانت قوات الأمير نصر بن شايف، أكثر تنظيمًا وأقوى من خصومه، انْهَزَمَتْ الجيوش الإمامية، فأثخنوا فيهم قتلاً وأسرًا، وولوا الأدبار، فلحقهم جيش الأمير القائد نصر بن شايف، الذي كان يملك قادة جيشه العديد من الخيول العربيّة الأصيلة فأجهز عليهم واستمر بمطاردة العدوُّ الزيدي حتى مشارف مدينة إب معقل ومركز الزيود آنذاك.
وبعد هذه المعارك العنيفة التي خاضتها قوات القبائل الجنوبيِّة بقيادة الأمير الثائر نصر بن شايف (قائد معركة التحرر الأوّل)، والذي تمكن من إنزال الهزيمة النكراء ودحر فلول الجيش الإمامي، وفي نفس الوقت كان هناك محور ثالث قاده مشايخ من يافع تعاونوا فيه مع قبائل المفلحي في بلاد خلّة وحريّر والسقالدة في جبال الشُعَيْب وبقية أبناء مناطق الشُعَيْب والحُصين، تمكنوا من خلال هذا المحور طرد فلول الجيش الإمامي من العوابل والقُزعة وبني مسّلّم على ضفاف وادي بَنَا، واستطاعوا أن يستولوا على العديد من القرى الشمالية أثناء مطاردة الفلول الغازية، ومنذُ يوليو 1928م خرج الزيود بعد هزيمتهم ولم يتجرأوا على العودة مرّة أخرى، أيّ أن آخر تواجد لهم كان في عام 1928م.
لحمـة القبائل الجنوبيِّــة:
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
◙ وتأكيدًا على لحمة القبائل الجنوبيِّة في نصرة أبناء الضالع، قيلت هذه القصيدة للشيخ محمد بن زيد الحريبي اليافعي من وحي المعركة الفاصلة في قُزعة ــ الشُعَيْب الضالع قالها في بداية المواجهات مع جيوش الإمام الزيدية في معركة القُزعة عام 1919م؛ وقد كان أحد الشهداء، رحمه الله في هذه المعركة التي انتصرت فيها القبائل الجنوبيِّة على جيوش الأئمّة الزيدية، الذي كان يقود جيشهم السيد يحيى بن محمد بن العباس المتوكل الحسني، أمير الجيش الملكي في قضاء إب، وقد كان عدد مقاتلي القبائل اليافعية التي ساندت قبائل الضالع بـ10700 مقاتل حسب ما ذكرته الوثائق البريطانية لعام 1919م والتي نشرناها في مواد سابقة، حَيثُ يقول في مطلعها:
قال الحريبي أتى الهاجس وأنا كنت غافل
وكل شي له دليل
وبـارق النّصـــر يلمــع فـي ذلـــوق النّصايـل
والموت عندي دخيل
با تشهد القُزعـة الحمراء وحَيْد العَوابـل
وعند طَعْن النَّصَيْل
يا مـن يـروم الشّـــرف والدائــرة والمنائــل
بالفعل جوده جميل
الهرتيــــه والمَيَازر هـــي حـــــزام القبائــل
ذي صَوْبَها ما يميل
نهجـم مطـارح ونقتـل كـل مـن كـان عامــل
والمقدمي والوكيـل
الروايــة الزيديــة لمعركـــة
احتلال الضالع عام 1920م:
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
◙ وبما أننا قد تناولنا الروايات والحقائق التاريخيّة المحايدة فيما سبق أعلاه، فكان لا بدّ لنا وأن نتناول رواية الزيود من كتبهم عن المعارك الشهيرة التي وقعت بالضالع بعد خروج الأتراك من اليمن، والتي دارت رحاها في شهر ربيع الثاني ١٣٣٩ هجرية الموافق ديسمبر 1920ميلادية، التي وردت في سيرة الإمام يحيى بن حميد الدين المسماة كتيبة الحكمة من سيرة إمام الأمة، للمؤرخ الزيدي القاضي عبدالكريم بن أحمد المطهر، الجزء الثاني ما نصّه:” وفي هذه السنة توجُّه عماد الدين يحيى بن محمد بن العباس المتوكل الشهاري الحسني، قائد الجيش الملكي في قضاء إب بمجموعته، التي توّفر عددُها، وتتابع مددُها ــ كما سبق ذكره ـ من ناحية النّادرة في قضاء إب إلى ناحية قَعّْطَبةَ، بعد أن صدر الأمر الشريفُ بضم وإلحاق هذه البلدان إلى سلطته، فقصد ما حوالي قعطبة من البلاد إلى بلدة الجليلة، وجرت بينهُ وبين قبائل البلاد المذكورة حروبًا، أسفرت عن انهزامِ من تجمَّع مَنْ البغاةِ، وظفر المجاهدون واستيلائهم على الغنائم العظيمة، ونقل الأميرُ عماد الدين يحيى بن محمد بن العباس المتوكل الشهاري الحسني محطَّتَه إلى الجَليْلَة، وأخذ ممَّنْ/يلزمُ رهائن الطاعة.
ويضيف كاتب سيرة الإمام:” إنّ تصميم عماد الدين على قصد أهل الضالع وجبل جحاف بمن معه من الأجناد كان لإلزام أهلها الدخول بالانتظام في سلك الجماعة والخروجُ من دعاوي أهل الإلحاد والكفر، بأنهم ممّن دخل بموجب ما جرى بين الأتراك والإنجليز من معاهدات وصداقات وتمييز الحدود في عداد المنتمين إليهم، لكن أمير الضالع نصرُ بنِ شايف، لشقاوته واستخفافه بالدين، رجح له الشيطان الغويُّ الانتماءِ إلى ذوي الجحود، ودخل عدن، واستمدَّ منهم الإغاثة على دفع جندِ الإمام، فأمدُّوه الإنجليز بما رامَ، وظنَّ الأمير نصر بن شايف أن ذلك سينفعُهُ ويمنعُ عنه غضب مولاه ذي الانتقام، فحشد جموعه من ألفافِ القبائل من ردفان ويافع والضالع وما جاورها للقتال، وصال وجال، فحكم على نفسه بأنه ممّن لا ينفعُ فيه غيرُ السيف والمدفع، ولا يزجُرُه إلاّ تقويمُ اعوجاجه بالكتائب التي يجبنُ بها لمثله المصرعُ، فوجَّه الأمير عماد الدين الأجناد تلو الأجناد، وأحكم تدبير العمل ومناجرة الطاغي المرقوم الأمير نصر بن شايف، فالتقى الجيشان ونصبا ميزان الضراب والطّعان، وكانت بين الفريقين حربٌ حامي غبارها، أسفرت عن هزيمته هو ومن معه، وتقدّم الجيشُ الإماميُّ إلى الضالع فاستولى على مدينة الضالع وحواليها في طريقه إلى لحج، وأخذُ الرهائن المختارة، وأرسل مولانا الإمامُ يحيى بن حميد الدين، السيد الأجل محمد بن محمد بن أحمد الشامي عاملاً على بلاد الضالع، ووجّه الأميرُ عماد الدين همته إلى إكمال فتح أطراف بلاد الضالع، فراسل الأشرار في جبل حريّر والشُعَيْب والمفلحي ومنهم المخذول أمير الضالع نصرُ بن شايف، الذي كان نازلاً بالقرب من جبل حريّر، ثم أمر مولانا الإمامُ، أميره المومى إليه بمراسلة أهل الشُعَيْب وادخالهم إلى حظيرة الطاعة المنزّهة عن العيب، فقابلوا الرسالة بداعي الشيطان، ومالت إلى جانبِ العصيان، وكان الشُعَيْب في زمنه الأخير يتحكم عليه سلاطين يافع، ومشايخهم، فاستنفر المائلون عن الطاعة، من أهل الشُعَيْب سلاطين يافع وقبائلها لنجدتهم... انتهى كلام المؤلف“.
التعليـــق:
▬▬▬▬
◙ وتعليقًا على ذلك نجد أن المؤرخين الزيود قد تعمدوا في كتبهم وصف القبائل الشافعية الجنوبيِّة وزعمائها بالملحدين والكفرة والمرتدين الخارجين عن ملّة الإمام الزيدي، ونجدهم بأنّهم يصفون غزوهم للمناطق الجنوبيِّة بالفتوحات وكأنها ديار كفرة ومرتدين؛ فهذا المؤرخ هو أستاذ الإمام يحيى بن حميد الدين ومستشاره، وذنبًا من أذنابه وكتب التاريخ على هواه وما أراد إمامه، والتاريخ لا يأخذ من العدوُّ، وإنما التاريخ يأخذ ممن لم يكن طرفًا وكتب التاريخ بأمانة ومهنية تاريخية وحيادية؛ لأن أهميّته وتدوّينه من قبل المؤرخين يعدُّ تراثًا يكتب للأجيال، فتاريخ الشعوب لا يزال يحمل في طياته الكثير من المعاني السامية، ونلاحظ أنّ هذا المؤرخ الزيدي صور الضالع بأنّها كافرة ومتمردة ومن أنصار الطاغوت المرتد وأعوانه والخارجة عن طاعة إمامه إلى طاعة الشيطان، وبهذا التدوّين يصف أصحاب الضالع وقادتهم وعوامهم بهذه الألفاظ الكفرية، التي اتخذوها منهجًا ومنطلقًا وفق آراءهم، وهي ألفاظ تخالف مبادئ وقيم الدین الإسلامي الحنيف؛ وهذا يذكرنا بما فعله الحوثيون في الحرب الأخيرة وما فعله التكفيريين في حرب 1994م وفتاويهم التكفيرية ضد شعب الجنوب، وهكذا هي طريقة الزيود في كل زمان ومكان في تعظيم أنفسهم واستحقار من يعارضهم أو يقف ضدهم أو ضد مشاريعم الاستكبارية.. !
وهذا لا يستغرب منهم؛ لأنهم نصبّوا أنفسهم أمناء على الدين وينظرون لأنفسهم على أنهم أصحاب الحقّ الإلهي و ـ أيضًا ـ زعمهم بأكذوبة الأنتماء إلى (آل البيت) وضلال تقديس السلالات من قبل أئمة المذهب الزيدي، وعلى ضوء ذلك آثاروا على أنفسهم وأفتوا وارتكبوا المذابح والمجازر الدموية طوّال فترة حكمهم باسم الحقّ الإلهي وخرافة أهل البيت بحجة أنهم أدعياء بني هاشم في اليمن، وما هم إلاّ خليط من الفرس والعجم والمجوس وتقطر منهم العنصرية والسلالية والمناطقية والعرقية والطبقية، وتبعًا لذلك ظلت أطماع الغرباء اليمنيين من (ذوي الأصول الفارسية) التوسعية ليمننة الجنوب، واتجهت كل اطماعهم وسياستهم العدوانية (سياسة الضمّ والإلحاق) صوب الجنوب في مجملها، وأكثر هذه الأجزاء إيثارة إن جوهر صراعهم يتركز على المناطق الشافعية لنشر فكرهم ومعتقداتهم، وكم هو مؤلم حينما نقرأ هذه الروايات الزائفة للغزاة الزيود لتغطية إجرامهم وبطشهم وشر أعمالهم وأطماعهم الجهوية والمذهبيّة والطائفية في مناطق الجنوب.
وفي حقيقة الأمر أن القلم والورق يخجلان من هذه الكتابات؛ لأن رواياتهم قد استأصلها القلم وبترها التاريخ ولا يوجد لها أيُّ سند تاريخي، ويمكن تسميتها بالخزعبلات الزيدية التي تستند إلى روايات وهمية؛ بل وسادتها عمليات التزوير وطمس الحقائق والهويّة والمرجعية الجنوبيِّة، فنحن حينما نقلب صفحات كتب غير الطائفة الزيدية، نجد الكثير من الشواهد التي تؤكد ذلك التزييف في الأحداث التاريخيّة في التاريخ الحديث والمعاصر بسبب الميولات المذهبيّة والطائفية.
❐ أهـم المراجع والمصادر:
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
◙ تاريخ قبائل جنوب اليمن، حمزة علي لقمان.
◙ هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعـدن، أحمد فضل القمندان العبدلي.
◙ عدن والسّياسة البريطانية، د. فاروق عثمان أباظة.
◙ رحلة في العربيّة السعيدة، نزية مُؤيّد العظم.
◙ عدن تحت الحكم البريطاني لمؤلفه آر. چـي. جاڤــن، تعريب أ. محمد العمري.
◙ الاحتلال البريطاني لعدن، د. سُلطان بن محمد القاسمي.
◙ الاستعمار البريطاني في جنوب الجزيرة العربية، تأليف/محمد كمال عبدالحميد.
◙ عدن التاريخ والحضارة، للرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد.
◙ مشهد من نقطة السفن، السير تشارلز جونستون.
◙ تكوين اليمن الحديث د. سيد مصطفى سالم.
◙ مجموعة معاهدات وإلتزامات وسندات متعلقة بالهند والبلاد المجاورة لها المجلد ( 11 ) إعداد: سي. يو. أيتشسن .بي. سي. اس. وكيل وزارة الشؤون الخارجية لحكومة الهند، ترجمة وتقديم:د. أحمد زين عيدروس د.سعيد عبدالخير النوبان.
◙ اليمن عبر التاريخ، د. أحمد حسين شرف الدين.
◙ عدن واليمن، السير- برنارد رايللي، المعتمد البريطاني لعدن من (1940 إلى 1930 ).
◙ عدن لؤلؤة اليمن من الإحتلال إلى الإستقلال، د. محمد علي البار.
◙ كتاب الجنوب العربي ونضال عدن..تأليف المحامي العراقي د. كامل المشاهدي طبعة عام 1963م.
◙ ملوك العرب، أمين الريحاني.
◙ اليمن ماضيها وحاضرها، د. أحمد فخري.
◙ كتاب ظلال الكهرمان..أحداث الجنوب العربي لمؤلفه البريطاني السير كيندي تريفاسكيس، المندوب السامي لعدن.
◙ رحلة في بلاد العربيّة السعيدة, سلفاتور أبونتي.
◙ أرضنا المعطاه هذا الجنوب، عبدالرحمن جرجرة.
◙ عندما كنت جنديًا، كولن ميتشل، تعريب - د. منال حلبوب.
◙ الرّمال المتحركة، البريطانيون في الجنوب العربي، تأليف الضابط السياسي البريطاني ديفيد ليدجر، تعريب د - منال حلبوب.
◙ الشرق الأوسط في حالة ثورة، السير همفري ترافليان.
◙ النزاع البريطاني العثماني في جنوب اليمن ، تأليف : عبدالرحمن بن راشد الشملان.
◙ كتاب ( عــدن )لمؤلفه البريطاني السّير توم هيكنبوثام..تعريب د.منال حلبوب.
◙ جنوب الجزيرة العربية، للمؤلف: في. إس. شيت، تعريب: حسين بارباع.
◙ ملوك شبه الجزيرة العربيّة، لمؤلفه الضّابط السّياسي في الضّالع من الفترة (1902 ــ 1907م) الكولونيل/هارولد . فيتنون . جاكوب، الذي تولى فيمّا بعد منصب المستشار البريطاني للمندوب السّامي في مصر بعد الحرب العالمية الأوّلى.
◙ مهمة في الجزيرة العربية، تأليف: ديفيد سمايلي.
◙ البحر الأحمر والجزيرة العربيّة في الصّراع العثماني البريطاني خلال الحرب العالمية الأوّلى .. تأليف د. عبداللطيف بن محمد الحُميد.
◙ سياسة بريطانيا في جنوب الجزيرة العربية ، تأليف د. جاد طه.
◙ الحكم العثماني في اليمن 1872- 1918م د. فاروق عثمان أباظة.
◙ علاقة سلطنة لحج ببريطانيا، د. دلال بنت مخلد الحربي.
◙ أ. د. علي صالح الخلاقي، من زيارتي لقزعة الشعيب.
◙ سيرة الإمام يحيى بن حميد الدين، المسماة كتيبة الحكمة من سيرة إمام الأمة، للمؤرخ الزيدي القاضي عبدالكريم بن أحمد المطهر.
التعليقات على الموضوع