شبكه صوت الجنوب

ads header

تاريخ الجنوب بعد الاسلام في المكتبات.

شبكه صوت الجنوب 


بقلم / ناصر الهاشمي ابو مدين.


عن مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية صدر مجلد كبير حسن الاخراج شكلا ومضمونا يشتمل على 19 فصل في اكثر من 620 صفحة بعنوان (تاريخ العربية الجنوبية - من فجر الاسلام الى الاحتلال البريطاني  (1839-611م) لمؤلفه الكاتب والمؤرخ محمد عباس ناجي الضالعي..وهو اول رصد تاريخي متكامل لتاريخ الجنوب خلال اكثر من الف عام ولم يسبقه اليه احد. وقد تم توزيعه على اربع مكتبات فقط وهن ( مكتبة خالد بن الوليد ومكتبة عبادي في كريتر ومكتبة تحت مسجد النور في الشيخ عثمان وكشك الصحف في الضالع) لقلة عدد النسخ التي طبعت وتباع بتكلفة طباعتها.


يثبت الكاتب في كتابه ان العرب الجنوبيين كانوا من بين الذين امنوا برسالة النبي محمد صلى عليه وسلم وهو مايزال يدعو الى الايمان برسالته سرا.. ثم بعد ان اعلن عنها, وانهم من ضمن صحابته الذين هاجروا الى الحبشة, واول  من خاضوا معاركه دفاعا عن الاسلام.. وان جميع قبائل العربية الجنوبية وفدت عليه في المدينة المنورة بعد ان آمنت برسالته.. وان كثير من العرب الجنوبيين صحبوا رسوله الله.. وذكر الكاتب اسماء ما يقارب عن 500 صحابي وصحابية مع نبذة قصيرة عنهم.. وان العرب الجنوبيين من صحابة رسول الله تأتي عددهم في المرتبة الثالثة بعد القرشيين والاوس والخزرج.. وان الرسول تزوج بثلاث نساء من العربية الجنوبية.


وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كان العرب الجنوبيين قادة وجنودا للفتوحات الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها وقدموا اروع الملاحم البطولية واصبحوا زعماء لعدد من الاقاليم وقضاة لها واصبحوا من اشهر رجالات تلك البلدان في الابداعات العلمية والادبية ويذكر عدد منهم.


ويفند الكاتب التشويهات التي حاول الرواة والمؤرخون الصاقها بالقيادات العربية الجنوبية من صحابة رسول الله بانها عارية عن الصحة بالاستناد الى روايات غيرهم من الصحابة.. ويحرص على ذكر الاعلام الجنوبية التي سطع نجمها في التاريخ الاسلامي وفي مختلف المجالات.


ثم يشير الكاتب الى اوضاع العربية الجنوبية في ظل الخلافات: الاموية والعباسية والفاطمية والايوبية والمماليك والعثمانيين حتى خروج العربية الجنوبية عن الحكم العثماني في سنة 1630م. فكانت اول قطر عربي يستقل عن الخلافة العثمانية.. والدور الذي لعبته مدينة عدن كعاصمة للعربية الجنوبية ومنارة للعلم والثقافة.


ثم يستعرض الكاتب نشؤ السلطنات والامارات والمشيخات في العربية الجنوبية ككيانات مستقلة وصراعها مع الأئمة الزيديين الذين حاولوا احتلال عدن.. واعطى الكاتب سردا تاريخيا عن نشؤ هذه الكيانات وتسمياتها وخصائصها وحكامها حتى نهايتها في عام 1967م وهو سرد تاريخي رائع جدا.


ويختتم كتابه بخاتمة حزينة عن المصاعب والظروف التي واجهته وهو ينجز هذا الكتاب وفي ظل قيادات جنوبية حالية مثل سابقتها لاتهتم بتاريخ شعبها ولاتدعم الابداع وشعب غير شغوف بالقراءة واعدا بمواصلة كتابة المراحل المتبقية من تاريخ شعبه. 


باختصار انه كتاب تاريخي ثري ينبغي على كل جنوبي وجنوبية الحرص على قراءته كي يعرف تاريخ شعبه وانه ينتمي الى امة عظيمة لها مجد حضاري مشرق ولم تكن ذات يوم جزءا من امة اخرى او ملحقة بها كما حاول ان يصورها مزوري التاريخ.

ليست هناك تعليقات