شبكه صوت الجنوب

ads header

لمصلحة مَنْ إستهداف كتيبة الحضارم ياترى ؟

شبكه صوت الجنوب

///////////      ///-                        --- -----//////   

شهد وادي حضرموت  في فترات سابقة وقفات إحتجاجية  أمام إدارة  الوكيل للوادي والصحراء نظمها المجلس الإنتقالي بمديرية سيؤن بالتعاون والتنسيق مع المجالس الإتتقالية بمديريات  الوادي ، إحتجاجاً على ظاهرة الفلتان الأمني الذي يشهدها وادي حضرموت منذ فترة طويلة والتي انعكست  بشكل ملحوظ  في  أعمال القتل والتقطع والإختطافات والإغتيالات لشخصيات أمنية وعسكرية ومواطنين ، وسرقة ممتلكات  ، وفشل الأجهزة الأمنية والعسكرية  في الوادي  بضبط الجناة وتحقيق الأمن والاستقرار، وقد أوجدت هذه الظاهرة حالة من الاستياء والغضب في صفوف المواطنين ، واشعلت مواقع التواصل الإجتماعي ، ومطالبات المواطنين  المتواصلة  بتوحيد حضرموت تحت سلطة أمنية وعسكرية واحدة ، وأن يتولى هذا الملف أبناؤها من قوات النخبة الحضرمية  وقوات المنطقة العسكرية الثانية التي نجحت بشكل كبير في توفير الأمن والاستقرار في مدن وقرى الشريط الساحلي والحد من الجريمة  ، بدلا عن قوات المنطقة العسكرية الأولى ، والقوات الأمنية الأخرى  التي أظهرت فشلاً  واضحاً في ضبط الأمن  وتحقيق الاستقرار  في هذا الوادي الذي أضحى  مرتعاً خصبا للجريمة  بكل أشكالها ، بسبب الفلتان الأمني الذي يعيشه  وغياب الدولة . 

 وقد قوبلت  طلبات مواطني الوادي  بنشرقوات النخبة  الحضرمية  في الوادي برفض واستهجان من قبل القيادات العسكرية للمنطقة العسكرية الأولى والأمنية  وقوات التحالف العربي  ، معتبرين ذلك تدخلاً  مرفوضاً   في صلب مهامهم ، في الوقت الذي هناك العشرات  من أبناء الوادي  تم تدريبهم  من قبل التحالف  يقبعون في بيوتهم دون أن  تسند لهم  مهام عسكرية ، ومن إجل امتصاص نقمة المواطنين  واسكات الإصوات المطالبة  بقوات النخبة الحضرمية ، كُوِّنَتْ كتيبة  أُطلق عليها كتيبة  الحضارم تابعة للمنطقة العسكرية الأولى ، تقوم ببعض الجولات   داخل مدينة سيؤن  والتمركز في بعض المواقع  ، لكن ذلك لم يغيرشيئاً في الوضع الأمني  في الوادي ، لازالت الفوضى الأمنية ، هي المتحكمة في المشهد العام في هذا الوادي  ، فالقتل والإغتيالات  والسرقات والإختطافات ، والبلطجة ، هي من أبرز ملامح هذا المشهد الدموي المؤلم جداً حتى اليوم ، فالملف الأمني والعسكري لازال يتحكم فيه غير أبناء هذا الوادي  وغير أبناء حضرموت بشكل عام ، ويجب أن يظل الضغط الشعبي قائماً من  أجل نشر قوات النخبة الحضرمية في الوادي وتوحيد حضرموت  في إطار سلطة أمنية وعسكرية وإدارية واحدة ، وإلغاء الإزدوجية القائمة .

 ماتعرف بكتيبة الحضارم في المنطقة العسكرية الأولى ، على الرغم  من محدودية المهام التي تقوم بها ، فهي   باتت هدفاً واضحاً ومركَّزاً  للإرهاب ، فقد قتل بالرصاص جنديان شابان من منتسبي هذه القوة من أبناء مدينة تريم  ، بالقرب من منطقة تاربة ، وهما في طريقهما على دراجة نارية  إلى مدينتهما تريم  ، على أيدي مسلحين مجهولين يستقلُّون سيارة هايلكس  قبل عدة شهور ، الثلاثاء  الموافق  السادس والعشرين  من فبراير ٢٠١٩ م ، يسقط الضحية الثالثة  لهذه القوة منذ تشكيلها  أمام محطة بن عبودان للمحروقات  في حي القرن مدينة سيؤن على بعد خطوات  من موقع عمله  على يد مسلح مجهول ويُسْلِب ُ سلاحه ، الثلاثاء  الثاني من أبريل 2019  يُفَجَّرُ طقمٌ عسكري تابع لهذه الكتيبة منذ الصباح الباكر      بعبوة ناسفة ، وهو في طريقه إلى منطقة يقال لها  سوم بن همّام غرب مدينة سيؤن لحراسة  مركز للإغاثة هناك  ويسقط  أربعة شهداء  ، ويَرْوِي شاهد عيان حسب  ماتناقلته مواقع التواصل الإجتماعي   كان قريبا من مكان الحادث في أنتظار وصول موزعي الإغاثة ، أن هناك  شخصا ملثماً على دراجة نارية  منتظر  ليس بعيدا عن مكان الحادث ، بعد حصول الإنفجار  وسقوط الشهداء الأربعة ، توجه إلى مكان الإنفجار بكل جرأة وأخذ أسلحتهم وهو يهتف غنائم غنائم غنائم  ، ثمّ أتجه غرباً       بكل إطمئنان وتحدي  حاملا هذه الأسلحة على ظهره  .     إنّ  استهداف هذه   القوة  الحضرمية الناشئة  الذين  دفعتهم ظروف  الحياة  القاسية  وإنغلاق مصادر الرزق أمامهم    إلى الإلتحاق بهذه المهنة لإطعام أسرهم وتأمين مستقبلهم ، دون أن يدركوا  أنَّ الموت في انتظارهم  ، عبارة عن رسالة سياسية وعسكرية قوية ، أراد منفذو هذا العمل الإجرامي  ومن يقف وراءه إيصالها إلى المطالبين  بقوات النخبة الخضرمية  وإلى المجلس الإنتقالي  بالوادي ، أن الوادي خط أحمر لايمكن التفريط فيه ، أو أن  يكون تابعاً عسكريا للمنطقة العسكرية الثانية ، فالوادي بكل إمتداداته ومنافذه البرية  إلى دول  الجوار ، وخاصة منفذ الوديعة الذي لايخضع لسلطة المحافظة ، سيكون محور صراع قادم  مع القوى المتنفذة السياسية والعسكرية   التي تتحكم في الشرعية ،  وظلت طوال الفترة  الماضية  ولازالت تنهب  خيرات حضرموت  والجنوب ، ومن مصلحتها أن  تظل الأوضاع في حالة توتر  دائم ، وأن تظل الفوضى الأمنية هي المتحكمة في المشهد العام لهذا الوادي ، لتتمكن  من تنفيذ مخططها الإجرامي الهادف  إلى سلخ الوادي عن حضرموت  . 

 إن مسلسل استهداف  منتسبي المؤسسات الأمنية والعسكرية من أبناء حضرموت والجنوب الذي بدأت  أولى حلقاته مابعد ١٩٩٠ م ، وهو مستمر حتى اليوم من قبل تلك القوى الظلامية  والمتنفدة   والتي  لاترى في خضرموت والجنوب إلاَّ تلك البقرة الحلوب  ، يهدف  إلى إفراغهما  من أية قوة دفاعية ، حتى يسهل لهم ابتلاعهما   ، لكن ذلك لن يكون سهلا ولاسيما بعد ٢٠١٥ م ،  حيث صار لهما رجالهم وقواتهم  التي ستتصدى  لأية مغامرة  قادمة  لهذه القوى الظلامية  .  

 الإستاد / فرج عوض طاحس

سيؤن / حضرموت 

الإثنين  8 أبريل  2019 م 

2شعبان 1440 هجرية .


ليست هناك تعليقات