شبكه صوت الجنوب

ads header

صدِّق أو لا تصدِّق !

شبكه صوت الجنوب 


                                                    //    // ////  ---------/////////// 

 لقد برزت  في مجتمعنا الحضرمي  في السنوات الأخيرة  ، قيم وسلوكات وعادات وظواهر غريبة جدا عن تلك التي عهدناها في محتمعنا المحافظ  والمحتشم والتي اشتهر بها إبن  حضرموت   ، من قيم الصدق والأمانة  وعفة النفس والإحتشام  وعدم مد اليد على حقوق الآخرين ، مما جعل إبن حضرموت يحظى بإحترام  وترحاب وثقة أينما حل  في الداخل والمهجر ، لكن اليوم للأسف الشديد وفدت إ ليه  عادات وقيم وسلوكات غريبة جدا  تتناقض مع كل تلك التي عهدناها  ، بسبب قدوم غرباء عن هذه الأرض  إليها  ، حاملين عاداتهم وتقاليدم وسلوكاتهم  وأسلوب حياتهم ، منهم المجرم الهارب من العدالة من بلده ،  واللص المحترف ، والمنحرف خلقيا  ، والحامل لشتى الأمراض  الجنسية والمعدية ، من بلدان القرن الأفريقي  ومن سوريا ، ومن مختلف محافظات  اليمن ، بحكم ظروف  الحرب وما تشهده المنطقة من عدم استقرار  أمني.وسياسي   وصراعات  على السلطة ،   وقد ساعد بشكل كبير  على انتشار تلك الظواهر السيئة والسلبية في المجتمع  وتأثر الشباب الحضرمي  بها ،    الفوضى الأمنيةوغياب الدولة وفاعليتها بكل مؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية القادرة على منع   الجريمة قبل حصولها ،   وإنعدام الضوابط  الرادعة والقوية لدى هذه المؤسسات ، إما لفسادها أو لغياب الدعم الحقيقي من قبل الجهات المسؤولة ،   أوقلة الإمكانيات ، أو خوفا من ردة  الفعل ،  إلى جانب ضعف الوازع الخلقي والديني لدى الكثير من الشباب

 ولعل من ّ أبرز الظواهر وأكثرها ضررا  ، هي انتشار  القات بشكل كبير   في مدن وقرى وادي  حضرموت  ،  إلى جانب  انتشار المخدرات  ، ولكن بشكل خفي ، وهما من أخطر  العادات  التي تجعل الشخص المدمن لديه الأستعداد للإقدام على تنفيذ أية مهمة تسند إليه  ، قد تصل إلى القتل  ، المهم أن يستلم الثمن  في ظل البطالة التي يعيشها الشباب   والظروف  الإقتقادية الصعبة التي فرضتها الحرب .

نتجة للفوضى الأمنية  والفر اغ  الأمني الذي  يشهده  وادي حضرموت منذ فترة طويلة ، وفي ظل عجز الأجهزة الأمنية والعسكرية الوصول  إلى الجناة  والمجرمبن والقتلة ، انتعش الإرهاب  وأصبح يهدد حياة  العشرات من أبناء هذا الوادي بشكل ممنهج ومنظم  من منتسبي  كتيبة الحضارم  وقوات النخبة الحضرمية ، كما انتشرت  العصابات التي تمارس السرقة ، سرقة أغنام المواطنين من حظائرهم   ، وكثيرا ماتنتشر هذه الظاهرة في  رمضان بشكل كبير ، وكذلك سرقة السيارات والدراجات النارية ، وأغربها وأكثرها خسة ، هي سرقة المساجد والتعدي على  حرمتها ، ولاسيما سرقة الحنفيات وخلاطات الماء الساخن بكل وقاحة ،  بالإضافة إلى سرقة الأحذية ، كما يتم سرقة دبب الغاز الخاصة بالمطابخ العامة التي تقوم بطبخ الوجبات الخاصة بالمناسبات والأعراس ،حيث أثبتت هذه السلوكيات  أن هناك عصابات منظمة  محترفة تقوم بهذه الأعمال .  

كما يلاحظ بشكل واسع انتشار ظاهرة التسول  في الأسواق ودور العبادة وأمام محطات توزيع المحروقات  من الأطفال  والنساء  والشباب بشكل ملفت للنظر وغير عادي ، البعض قد يكون للحاجة التي فرضتها ظروف الحرب ، لكن الغريب جدا تجد أن بعض المتسولين  يسكن في فنادق   أو في شقق مفروشة ، أقل تقدير أجرة الغرفة الواحدة مابين 5- 10 ريال في اليوم الواحد   ، مما يؤكد أن هذه  العصابات محترفة وتتخذتها وسيلة للكسب . 

كما إنَّ  هناك عصابات تقوم بالإختطافات  تظهر بين فترة وأخرى ، ففي 4/3/ 2019 م ، تم إختطاف طفل من حي النور بالقرن ، وهو ذاهب إلى مدرسته  في الثانية عشر من عمره  في الصف السادس أبتدائي ، لكنه تمكن بأعجوبة من الفرار بعد  توقف السيارة لعطل مفاجئ أصابها ، وفي 8/3/ 2019 م ، أختطف الماذون  والأمين عبد الباري السقاف في شارع عام وهو ذاهب إلى بيته ، وظل مخفيا  مايقارب الشهر ، حتى تم تحريره من أيدي الخاطفين  بعد تدخل الأجهزة الأمنية وقوات التحالف العربي ، القوات السعودية ، كما انتشرت في الوادي  مظاهر البلطجة وانتشار السلاح  والتجوال به والتعدي على حقوق الآخرين وأملاكهم بقوة السلاح .  

وإذا قُدِّر لك أن تقوم بجولة  في السوق  أو في ساحة الصرافين  أمام مسجد الجامع ،ترى العجب وتخجل  من سلوكات بعض الشباب والشابات   ، ويظهر من ملامحهم  أنهم ليسوا  من أبناء المدينة ، وماخفي  كان أعظم ،  وتتساءل  باستغراب وحسرة ،هل هذه مدينة سيؤن  التي نعرفها  وتعرفنا ، حاشى لله فقد تغيرت حالتها وتغير أهلها ، وصارت تشكو حالها مما أصابها من جور وإهمال واللامبالاة من ذوي القربى .

سيؤن / حضرموت 

الإستاذ / فرج عوض طاحس 

الجمعة 3 مايو 2019 م

27شعبان 1440 هجرية 



 .


ليست هناك تعليقات