شبكه صوت الجنوب

ads header

*النّاس تايهه*

شبكه صوت الجنوب

ماجد الطاهري

أتصل بي أحدهم يسألني قائلاً: علومك يا طويل العمر؟
أجبتُ عايشين والحمد لله..
قال : ماهي آخر المستجدات السياسية والعسكرية وكيف احوال الشعب هذه الأيام؟؟؟

صراحةً لم أجد إجابة مُحددة لهذا السؤال ، وكيف يمكنني أن أوجز في جملة ومن خلال مكالمة هاتفية شرحاً يوضح مستجدات الحالة السياسية والعسكرية ،هل اشرح له عن بوادر ومألآت إتفاق الرياض، أم عن السقوط المدوي لجبهات نهم  بعد مذبحة لمايزيد عن مئة جنوبي تم استهدافهم دون غيرهم في جيش الشرعية، ام أحدثه عن مايمارسه بعض القوادين ضد إخوانهم أبناء شبوة ، هل احدثه  عن طوابير الناس الطويلة في مخابز الرغيف والروتي في عدن أم عن أزمة البترول وإنهيار العملة وارتفاع السلع التجارية، بل احدثه عن انقطاع الرواتب واضراب المعلمين وحرمان الآف الطلاب من الدراسة، وعن فساد بعض قادات ألوية الأحزمة الأمنية ونهبهم لرواتب الأفراد عيني عينك، عن عبث حكومة معين عبدالملك وفسادهم وفشلهم الذريع في تولي مهامهم الوزارية احدثه، لستُ أدري بما أجيب عن تساؤل المتصل !!!

الحقيقة تتابعة علينا الخطوب والأهوال وتشابكة الأحداث وأختلط الحابل بالنابل ولم يعد بمقدور العاقل الحصيف أن يفكر التفكير السليم ، لقد تسلسلت أحداث ومتغيرات سياسية وكان الشعب أحد ركائز هذه المتغيرات ولكن هنالك قوئ نافذة داخلية وخارجية إستنزفت ما تبقى من قوة وإرادة يمتلكها الشعب بعد أن أرهقته صُعُوداً ونزولاً حتى أضحى الغالبية منهم في مرحلة من التيهان (اللا وعي) لا يدري حقيقة ما يدور حولة من مجريات الأحداث بل قد يُفضّل الهروب من الواقع المأساوي والمصير المجهول والمظلم كسواد الليل ،
فيبادر بالقول : الأمور طيبه وبايسبرها ربك الكريم ...

النّاس شبعت من الثورات ونكباتها وأصابها الملل والضجر من تكرار التظاهر وإحراق الإطارات ، وغشيتها الصدمة من كذب الدجالين ولابسي أقنعة الشرف والمتغنون بمعزوفة الحرية على واقع طبول الحرب والمتعيشون على حساب أشلأ الضحاياء ونزيف الدماء وأنيين الجرحاء وحزن الثكالى والأرامل ، حتى اصبح في واقع من التجمد الفكري والعقلي يفضِّل فيه إلتزام الصمت ولا يكترث بما قد يحدث له من عواقب تزيده ألماً وحرماناً وجوعاً وفقراً في صورة شبيهةً بالتسليم للقدر ورفع الراية البيضاء تاركاً مصيرة بيد الله تعالى ومقتضى مشيئته وحكمته الإلهية مؤمناً بعدله وقضاءه...

ليست هناك تعليقات