شبكه صوت الجنوب

ads header

(( على برميل بارود ! ))

شبكه صوت الجنوب 


   * تتأرجح دراما المشهد على مسرحنا صعوداً وهبوطاً ، هذا يجري تحديداً في جنوبنا ، لأن الشمال ينعم بحالة سكونٍ مطلق ، وإن كان مؤخراً قد شهد سقوط ٱخر مديريات متاخمة لمأرب بالإستسلام السهل للحوثيين ، وتسليم جيش الشرعية للسلاح المهول لهم ، وهذا لافت ، لكن الأكثر إثارة هو في إستئساد القوى المتدثرة زوراً بجيش الشرعية جنوباً ، أمّا مايُثير الحيرة أكثر هو في صمت التحالف - السعودية - على بدء عدوانهم على جنوبنا في شقرة / أبين ولأشهرٍ ، وبعد ذلك طالبت بالجلوس والتهدئة ! 

   * تقريباً ، الفطنون في جنوبنا ، وهؤلاء يدركون جيداً ماهية وخلفيات الإعتمالات الساخنة التي يضطرم بها المشهد في جغرافيتنا ، فهم يميزون مفاعيل القوى المُحركة فيه ، وايضاً يستوعبون جيداً الدور الخارجي الذي تضطلع به دول إقليمية - قطر / تركيا - كأدواتٍ للمخطط التدميري في منطقتنا ، ولكن البعض من عوام جنوبنا - بما فيهم بعض المستنيرين - ينجرفون في خانة الضد من جنوبنا وشعبه ، وغالباً على خلفياتٍ مناطقية أو ثأرات قديمه ولهم ضلعاً كبيراً فيها ، وندعوا الله أن يفيقوا الى صوابهم ويدركوا حقيقة مايدور .. 

   * لم يُثِر أحدا صمت جيش الشرعية على الحوثي - العدو الأصل - لخمس سنوات حرب ، حتى التحالف الذي جاء بقضه وقضيضه بوهم تخليص البلاد من هذا الخصم المزعوم ، كما والحرب الفعلية إنتهت أصلاً بعد طردنا الحوثيين من جنوبنا بمعية الجيش الأماراتي على الأرض ، وبمشاركة كل التحالف جواً ، وماتلىٰ ذلك مجرد بروفات حرب ربما تسخن أحيانا في بعض البقاع ، وغالبا بالتركيز في جبهة الضالع .. كل هذا يرسم ملمحاً سيريالياً تغلفه الضبابية لمجريات الأحداث هنا ، وايضا لايخفي مطلقاً بأن ثمة طرف خارجي يمسك بريموت كنترول الأحداث على رقعتنا ، وكما في سوريا وليبيا . 

   * اليوم كل جغرافيتنا مُتخمة بمفاعيل قوى متضادة ، بما فيها من القوى النائمة - تحديدا في جنوبنا - سوأً من لبسوا أو مارسوا دور البلاطجة في عهد عفاش ، أو من لعبوا دور القاعدة المصطنعة ، الى بعض التيارات الدينية التي إخترقها بعض الأجانب من خارج البلاد في إنتظار لحظة ما ليتحركوا خلالها ، وهؤلاء الأخيرين إنكشف زيف تدين بعضهم مبكراً جداً ..

   * مايزيد المشهد قتامة ، وهذا تهيئة للسيناريوهات القادمة ، هو تفاقم تردي الخدمات الرئيسية - الكهرباء - المياه - إنقطاع المرتبات وموسميتها - الغلاء .. إلخ - وبشكل لايتخيله عقل ، وهذه يضطلع بها ويعبث بها من خرجوا من عباءة الإخوان وبتوجيههم ، والكارثي أن كل هذا من مسؤوليات التحالف المتحمل للبلاد وبموجب القرارات الدولية ! ولكنه وبكل مرارة يصمت ولايحرك ساكناً حيالها ، والشعب في المناطق المحررة يصطلي بعلقم المرارة ، مايعني أن المشهد سيدخل في المزيد من دياجير السواد والظلمة ، وأنا أقرأ الأمر هكذا ، وهذا ليس لصبغ المشهد بغلالة من التشاؤم ، ولكن تجليات الواقع تومئُ الى ذلك وبكل وضوح .. أليس كذلك ؟! 

     ✍ علي ثابت القضيبي .
    الخيسه / البريقه / عدن .

ليست هناك تعليقات