شبكه صوت الجنوب

ads header

إبتهالات في محراب الحقيقة

شبكه صوت الجنوب
في ركن الشارع يافطة قديمة ممزقة يرفعها فوق رأسه مكتوب عليها ..
كتب من أخاديد الزمن...
إتخذ الرصيف معرضا حين كان للكتاب قيمة يزخرف بها بنان المكان ويشعل قناديل المعرفة حتى أضحى الرصيف قبلة العاشقين..

هناك مدينة ومكتبة عريقة تسمرت أقدامي أن أذهب لغيرها كسحر يناديني في الطريق إنه شذى التاريخ وعطفا على نقاوة المكان فبجانبه طاولة لأريج الفل ..

ذاك العطر الناصع حين تلتقي المعرفة منذ زمن الجميع يرمي إليها شباكه العتيقة ليصطادها..

فهل قرأت من نواظر الأدب ..؟
حتى قهوتها لها مكان يرتاد إليه العاشق وفي يده ورقة وقلم ..
إنه سر الخلود من جعلها نبراس وقنديل وناقوس يهز وجدان التاريخ ...

إن همدت لحظة فتلك فترة من همّ ألمّ بها ..لاتراعِ عليها ستشفى باكورتها من جنة الأماني بسرعة حتى خرابة الشاطئ العتيقة ستعود جنينة..

ستنظر اليوم إلى رفوف المكتبه كيف صارت سكنا لموديلات الأحذية بعد أن كانت تزخر بمجامع الكلم وملاحم التاريخ من زمن خالد وعمر وأبو زيد الهلالي سلامة..

لن أحدثك عن شارع عريق كان يحوي ذات يوم محلات القهوة والراوي ينتظر أن يجتمع عشاق الحكايات وعنترة بن شداد باسط حسامه في أول الليل...

إن غبتِ عنا لحظة لم يعير تاريخك جهلة لطخوا صفوا البنايات بسواد الفحم ..ليست لهذا الشارع ..قد صارت الأحذية في الرفوف محل الكتب العتيقة..

هل سيعود ظل الجبل يغطي المساء الجميل حتى نشك بأن الشمس كانت ساطعة ...إنسياب أقدام الناس تسير رويدا لغايتها دون صخب ...

فهل تعود ملاك ونمحوا لوثة الفحم من جدرانها الجميلة ويسير الراكب فيها لايمل من رؤية عشاق المسير على رصيف جُنّت إليه أقدام الطغاة في الأمس وحمقى زمن اللحظة الأنية....

✍️  عكـــــاشة

ليست هناك تعليقات