شبكه صوت الجنوب

ads header

ثقااااافة التعطيل

شبكه صوت الجنوب
 
*****************

✍️خالد الكلدي

قيل ان اﻹنجليز عندما قرروا منح السودان استقلاله  وبدأت مرحلة سحب قواتهم .. كان أحد خبرائهم من اﻹدارين بسرايا الحاكم العالم جالسا علي كرسيه خارج مكتبه فخطرت له فكرة  فنهض من الكرسي وسحب برنيطته (الكاب) من رأسه ووضعها فوق أعلي نافذة من نوافذ القصر ثم عاد وجلس علي الكرسي ثم نادى مجموعة من الموظفيين والعمال السودانيين المتواجدين داخل سرايا الحاكم العام وقال لهم( هناك جائزة فوق البرنيطة او الطاقية في أعلي النافذة والجائزة لمن يستطيع الوصول اليها، تدافع السودانيون وكل واحد منهم يطمع في الفوز بالجائزة.. 
كان التنافس بينهم محتدما.. والرجل اﻹنجليزي يراقبهم،.. وقد لاحظ أنه كلما صعد او اقترب واحد منهم من البرنيطة (الكاب) امسك البقية برجليه وسحبوه إلي اﻷرض ومنعوه من الوصول للهدف... 
تكرر المشهد طوال مايزيد عن الساعة، بعدها اوقفهم الرجل اﻹنجليزي منهيا تنافسهم.. ثم صعد وتناول البرنيطة (الكاب) بعصاته... ثم التفت اليهم قائلا:-( أنظروا ليس هناك جائزة وإنما إختبار لكم للاسف فشلتم فيه...
ودعوني أقول لكم نحن سنسلمكم بلدكم ونذهب ولكنكم لن تنجحوا في إدارة بلدكم والدليل فشلكم في هذا اﻹختبار البسيط.. 
اتعرفون لماذا؟؟!! ﻷنكم تتعاونون علي التعطيل ولاتتعاونون علي تحقيق النجاح.. 
اذا كان اﻹختبار لنا نحن الانجليز كنا جلسنا اولا واتفقنا علي تحديد واحد منا يصعد ويصل الي الهدف.. ثم نتعاون جميعا في مساعدته ورفعه  حتي يصل البرنيطة (الكاب) ويستلم الجائزة وينزل ليوزعها بيننا بالتساوي).. 
 هذه حقيقة تلخص واقعنا السياسي بمنتهى الدقة.. 
🔅 الواقع السياسي في الجنوب العربي اليوم  يكشف صدق كلمات ذلك اﻹداري البريطاني فنحن العرب والجنوبيين على وجه الخصوص لم نتعلم من أخطاء الماضي التي كانت سبب في تدهور أوضاعنا السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ومع ذلك مازلنا نعيش في حالة صعبة جدا ولم نحاول تصحيح وتقويم مسار حياتنا في كل المجالات ومازال الكثير منا يعملون على تعطيل أي نجاح ويفشل بعضنا بعضاً منذ بداية انطلاقة الثورة في الرابع عشر من أكتوبر 1963م فما بين عام الثورة وهذا العام الجاري 2020م فترة 57 عام ونحن ننتقل من فشل الى فشل ومن نكسة الى انتكاسة اكبر منها والسبب هو أن الجميع لم يتعاون مع بعضهم لتحقيق هدف يرفع من شأن الوطن والشعب الجنوبي وكما قال البريطاني  الضابط الإداري الحاكم مخاطبا السودانيين عندما فشلوا للوصول إلى قبعته المعلقة اعلى النافذة فكلامه هذا ينطبق بدرجة 100%على الجنوبيين في القاعدة والقمة شعب وقيادة والأدلة على ذلك شواهد واحداث مررنا بها في كل المراحل والمنعطفات منذ قيام الثورة قبل 57عاما والحقيقة هي أننا لم نتفق يوما من الأيام على تحقيق هدف معين بل إن جهود كوادرنا السياسية الجنوبية ومحاولاتهم المتكررة في الخروج من دائرة الفشل باءة بالفشل وتحولت كل محاولة أيجابية الى سلبية لان الذين يعملون على تعطيل نجاح الهدف موجودين بكثرة ومستعدين بقوة  أن يفشلون الآخر ويصر كل طرف أنه على صواب ولم نتفق ونتوحد يوماً ما لأجل تحقيق هدف واحد وبنجاح لهذا اصبحنا نعيش في حالة احباط ويأس وكلما حاول أحدنا أن يخرجنا من هذه الحالة وقف البعض منا ضده وتحول الاخ  والصديق الى عدو بمحرد اختلاف وجهات النظر والسبب هو  عقلية اناسا" شعارهم  ((أما ونلعب سوية أو نعطل اللعبة )) حتى تعطلت كل احلامنا وكل مشاريعنا واهدافنا السامية التي فقدنا  من أجلها اخوتنا وفلذات اكبادنا وخسرنا خيرة رجالنا من رؤساء وقيادات سياسية وعسكرية والنتيجة للاسف الشديد هي الخروج من السوؤ الى ماهوى  اسوى منه حتى وصلنا  لأسوأ النتائج وهو الهروب من الوعي الى الجهل ومن نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الى الجمهوريةالعربية اليمنية في 22مايو 1990م نعم فقد أصبنا أنفسنا بمقتل حين هربنا بمدنيتنا وتحضرنا وثقافتنا الى معسكرات اليمن القبلية وانخرطنا في مجتمع عسكري قبلي حزبي متطرف لايسمح بوجود الآخر ولا يتعايش مع أي ثقافات تختلف عن ثقافته الفيد والاستقواء  القبلية وها نحن اليوم مازلنا نسقط ونهوي بانفسنا في اعماق المستنقعات القذرة التي  نخرج منها حتى يأتي أمر الله تعالى وتأتي معجزة الجبار وحكمته في الخلق ومادون ذلك فلا داعي أن نغالط أنفسنا ونعيش في نفاق ووهم وتطبيل فيجب علينا أن نعترف أن التطبيل هو التعطيل ونحن شعب وجد فيه المعطلين بكثرة مع اعتذاري الشديد للبعض من الشرفاء الجنوبيين

.......تحياتي ......

خالد الكلدي
9/اكتوبر 2020

ليست هناك تعليقات