شبكه صوت الجنوب

ads header

(( ياعيسي .. الى أين ؟! ))

(( ياعيسي .. الى أين ؟!  ))


    ١/ عندما يُجَابَهُ أمرئٍ ما بالمقتِ وكلٌ أشكال النقمة من قطاعٍ عريضٍ من شعب ، وهذا على خلفية ما تسبّبَ به من ويلاتٍ لهذا الشعب ، فمن باب أولى بهِ أن يتوارى قليلاً عن الأنظار ، وأن يكمن ويهدأ ، بل ويحرص على عدم السّعي الى المزيد من إستفزاز هذا الشّعب بهذا المسلك أو الشكل أو ذاك .. طبعاً هذا فيما إذا كان مثلُ هذا الإنسان يحتكمُ الى شيئٍ من الحكمة والفطنة وخلافه ..


    ٢/ هنا يبدو أنّ التاجر العيسي لم يستوعب هذه القاعدة الذّهبية ، كما ويبدو أنه لايُعِيرُ إهتماماً بغضب الشعب ونقمتهِ عليه بسبب ماأرتكبه بحقه من ويلاتٍ تارةً بإنعدام المحروقات ، أو بالإرتفاعات الفلكيّة لأسعارها تارة أخرى ، أو لم يقل له أحداً أنه عند إنعدام المحروقات تتعطّل كل حياتهم ، ويقفوا في طوابير لأيام بلياليها أمام المحطات ، وخلالها كلٌهم يبتهلون الى الله ويدعونه بأن يَخسف به ويسخطه و .. و .. ، حتى العجائز في الحافلات عندما يدفعن الأجرة المرتفعة لإرتفاع البترول يدعون الله عليه .. لكن يبدو أنه لايعرف كل هذا ولايُقدّر تبعاتهِ ، والطريف أنه خلال كل هذا يُنقّبون في سيرتهِ وكيف جاء بثرواته ومن يدعمه ومن هو و .. و .. 


    ٣/ والمصيبة أنّ كلٌ هذا الصّخب والصراخ من العيسي ليس في الدّاخل وحسب ، بل هو أصبح عالمياً ايضاً ، فقد تناولتهُ صحيفة اللوموند الفرنسيّة بتقريرٍ كبير ومفصّل ، وأُعِيد نشره في موقعٍ محلي نهار الجمعة ٢٤ديسمبر الفارط ، وهنا إتّضح للعالم كله كيف جاء بثرواتهِ ، وكيف يتحمّل مسئوولية العبث والإستغلال في المجال النفطي ، بل ويحتكرُ إستيراده مسنوداً بالسلطة و .. و .. ، كما وبلغ الأمر في صدور تقاريرٍ من لجانٍ دوليةٍ تطالب مجلس الأمن الدولي بفرضِ حظرٍ عليه وعلى مجموعاته التي تعبث بالبلاد بفسادها !! والدّاهية مؤخراً إنتشار تغريداتٍ جنوبيةٍ مكثّفة - في تويتر - وجابت كلٌ الأصقاع ، وكلها تحثٌ على ضرورة فرض الحظر عليه ومجموعاته !! 


    ٤/ كلما أُحدقُ في ملامح وجه العيسي في صوره المتداولة في الصّحافة ووسائل التواصل ، تُدهشني مَسْحة البراءة الطفولية المطبوعة على مُحيّاه وقسمات وجهه ، ولكني أتسمّر في مكاني عندما أُسْبِرُ غور عيناه وحدقتاه الباردتان جداً ، فهما تنمّانِ عن كائنٍ بوهيمي جَلِفٍ لايُعَوّلُ على شيئٍ ، بل لايعنيه مطلقاً كلٌ مايتسبّبَ به من الٱمٍ ومتاعبٍ لشعبٍ منهك .. بالطّبع في داخلي أدعوا الله أن يُغَير حاله ، وأن يعيده الى جادة الصّواب ، لكنه الشّره القويٌ الى المال والرغبة الجامحة في مراكمة المزيد والمزيد منه وحسب !! 


    ٥/ اليوم تصعقنا أنباء أنّ العيسي سوف يتبوّأ رئاسة إئتلافٍ يُسمّى جنوبي ! وهذا صادمٌ فعلاً ، لأنه ليس من أمثال العيسي من يُفتَرضُ أن يرأس مثل هذا الكيان ، فهو ضد شعبنا الجنوبي ، بل ويسحقهُ سحقاً ايضاً ، ثم ليس في واردِ إحتمالنا كجنوبيين أن يقفز إسم العيسي على رأس كيانٍ يقالُ له جنوبي !! وطبعاً معروف مابعد هذا بغاياتهِ وأهدافهِ .. ولذلك قُلنا أنه شخص بوهيمي ولايحسبُ حساب أنّ العالم كله يقلب في دفاتره اليوم ، كما وشعب الجنوب يفاقمُ من غضبهِ عليه وعلى وجوده ..


    ٦/ النّتائجَ بداهةً تأتي بحسب مارسمتهُ المُقدمات ، وبالقطع مابدأ بالنّهبِ والسّحقِ والإفتراء على شعبٍ وعلى إقتصادياته ولقمة عيشه ، بالقطع ستكون نتائجه كارثية ووخيمة ايضاً ، ولننظر كأنموذجٍ فقط لما حاقَ بمصفاة عدن اليوم ، فهي تحوّلت من دُرةٍ إقتصاديةٍ الى خرابة تماماً بسببهِ ، وكلٌ موظفيها اليوم يدعون ربّهم بأن يُلحق بالعيسي أشدّ أشكال غضبه وويلات عذابه .. وأنا أقول كرجل أكبر سناً من هذا العيسي : ياهذا .. ياعيسي ، ماطار طير وإرتفع إلا كما طار وقع .. أليس كذلك ؟! 


   كتبه / علي ثابت القضيبي .

  الخيسه / البريقه / عدن .

ليست هناك تعليقات