(( الزمن لايعود الى الخلف .. ))
(( الزمن لايعود الى الخلف .. ))
١/ يفترضُ البعض ، وطبعاً وفق رؤيةٍ تشاؤميةٍ ، أنّ جنوبنا في حُكم المحال أن يخلصَ من هذه الوحدة ، وهذه القراءة تأتي من منطلق أنّ الشمال قد عاد ثانية وطغى بشرياً على كل جغرافيا الجنوب ، وأنّ أباطرتهِ - كبار النافذين - متمسكين بهذه الوحدة بأظافرهم وأنيابهم ، كما ويدعمهم في تشبثهم هذا بعض المتمصلحين الجنوبيين ، ناهيك عن دعم بعض دول الإقليم ، وهذا مراعاة لمصالحهم من نافذي الشّمال .. الخ .
٢/ بالطبع ايضاً ، لايُقدر كثير من الجنوبيين مكمن القوة والعزم لدى شعبنا الجنوبي وتمسكه بإستماتة بالحرية ، بل وإستعداده لبذلِ الغالي والنفيس في سبيلها ، كما وفي إمكانهِ قَلْب الطّاولة في لحطةٍ واحدة ، فهو قد قوّض الٱلة العسكريّة للشمال في الغزو الأخير - رغم جبروتها - وهو أعزل تماماً ، وإن جاء الدّعم الخليجي لاحقاً ، لكن شبابنا بما فيهم مَن لم يطلق طلقةً واحدةً في حياتهِ ، كلٌ هؤلاء خرجوا مضحيين بأرواحهم في سبيل كسر العدوان الحوثعفاشي ، وأُستشهد منهم طابوراً طويلاً ، وفعلاً دُحِر كلٌ الشمال من كل جغرافيتنا تماماً بإنتهاء الحرب ، كما والصورة الٱن - من ناحيةٍ عسكريةٍ - مُغايرةٍ تماماً ..
٣/ عجلةُ الزّمن لاتعودُ مطلقاً الى الخلف ، وهذه بديهية ، والحديثُ عن الوحدة اليوم هو حديث في سياق التأريخ وحسب ، إذ لم تَعد للوحدة مقومات بقاء كما نعايشُ على الواقع ، خصوصاً وشعبنا يرفضها بالمطلق .. حتى وإن كان ثمّة جعجعةٍ من بعض المتفيدين عن هذه الوحدة ، أو من بعض الجنوبيين الذين يغلب على حديثهم طابع النقمة أو لدوافع جهويّة وخلافه ، فهؤلاء سيعودون الى صوابهم ولاشك ، لأنه لايوجد إنسان واعي فعلاً ويحنٌ الى العبودية والتهميش و .. و .. فهم عانوا من هذا كثيراً خلال إصطفافهم الى جانب قوى النفوذ في الشمال .
٤/ يقولون : ( المؤمن لايُلدغُ من جُحرٍ مرّتين ) ، وهذا واقعيٌ جداً ، فما بالنا بمن لُدِغ مرّتين وثلاثاً ؟! فهو غبيٌ جداً وبليد ايضاً .. لذلك فخطاب الزيف بالتّمسكِ بهذه الوحدة من قبل بعض الجنوبيين هو حديث ترفٍ ليس إلا ، لأنّ التّوقِ الى الإنعتاقِ من الظّيمِ والدونية والنّهب وكلٌ العبث الذي عايشه جنوبنا خلال هذه الوحدة هو الغالب والواقعي ولاشك ..
وقبل الختام ( رسالة الى حراس المعاشيق )
إنّ مَن تطلقون عليهم النار مباشرةً ، وهم على مسافاتٍ بعيدة في عرض البحر ، هم مجرد صيادين وحسب ، ومن العار عندما تأتون اليهم وتجدونهم وأسماكهم التي إصطادوها ، ومع ذلك تمارسون بحقهم كل أشكال التّنكيل والعسف الذي لم يمارسه حتى طغاة عساكر الشمال ، ولاحتى عساكر الإستعمار البريطاني ! وفوق كل ذلك تبقونهم محتجزين حتى تُتْلف أسماكهم ! هذا عيب وعار بحقكم ، فلاتستكبروا ولاتسيؤا للدولة و .. و .. هذا عيب ولاإنساني ايضاً .. أليس كذلك ؟!
كتبه / علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .




التعليقات على الموضوع