من مذكرات الكولونيل البريطاني ديفيد سمايلي ... مقارنة بين خيانة الجوف وشهامة بيحان ..
شبكه صوت الجنوب ||
✍ محمد صالح عكاشة
الكولونيل البريطاني ديفيد سمايلي انتدب لتدريب قوات الملكيين الإمامين بالتعاقد مع الملك فيصل بن عبد العزيز الذي كان يدعم الملكيين في الشمال آنذاك بعد رحيل القوات المصرية من اليمن وبداية حصار صنعاء
في هذه الجزئية البسيطة من المذكرات اسرد لكم ...
يقول الكولونيل ديفيد سمايلي:
عندما وصلت الأمور إلى نهايتها في الحرب الأهلية بين الملكيين والجمهوريين ، التزمت قبائل الجوف للملك فيصل بتجنيد.الكثير من الشباب لدعم الملكيين في حصارها لصنعا كان الحصار في بدايته ،استلمت قبائل الجوف الدعم السخي من الملك فيصل فأرسل إلي برقية أن أسير إلى الجوف وأشرف على تدريب الملكيين ، وصلت حينها إلى الجوف ووددت لو لم أذهب لم يكن هناك شباب ولاقوات قبلية فتحجج المشايخ بأن الحشد لم يبدأ بعد ، عندها ابرقت إلى الملك فيصل أن الحشد لم يبدأ بعد ، عندها أمرني أن أذهب إلى شريف بيحان لتدارس مسألة تقديم الدعم لقبائل مأرب وخولان في السيطرة على حريب كونها ماتزال بيد الجمهوريين ..
لكني تفاجئت أن سيارتي قد تعطلت ولايوجد في المنطقة أي ورشة لاصلاحها ..
أبقيتها في عهدة شيخ برط العنان حيث تعهد لي بالمحافظة عليها وركبنا على ظهور الجمال وكانت الرحلة شاقة استمرت ليومين متواصلين حتى وصلنا إلى بيحان ...
لم نلاحظ اي تغير في الموقف هناك لاتوجد ضوضاء في عمل ثوار الجبهة القومية وهذا ماجعل الأمور طبيعية ولم ندرك حقيقة مايدور في الخفاء...
استقبلنا الأمير صالح بن الشريف حسين فأكرمني وأنزلني في جناح خاص ، لكن يبدو عليه القلق والاضطراب حتى ساورني الشك بأني ربما أكون ضيفا ثقيلا..
أحببت أن أوضح له اني مكلف من الملك فيصل و.........
قاطعني الأمير قائلا أعرف ذلك ولكن لدينا مايشغلنا الليلة فلا بأس أن مكثف حتى الغد ربما يكون الوضع قد تغير...
لم أفهم ما معنى الوضع قد تغير ..
كان حوش القصر قد خلا من السيارات العتيقة التي كنت اعرفها من قبل إلا من سيارتين لاندروفر وبيت فورد ..
كنت أشعر بقلق ينتابني أن شيئا مجهولا سيحدث وعندما أظلم المساء وصلني الشريف حسين فاستحيت أن يأتي إلي ليباحثني في جناحي ..
فقلت له: لقد شرفتني سمو الأمير بقدومك إلي وكان بالإمكان أن آتي إلى مجلسك لنتباحث هناك..
ازفر زفرة عميقة وقال: لايمكننا أن نتباحث في شي ، جئت لنأخذك معنا كي لاتقع فريسة لثوار الجبهة القومية وعلينا الرحيل وتسليم المدينة ،غدا صباحا ستسقط بيحان...
انطلقنا مع الحاشية المتبقية على ظهر السيارتين أما عائلات القصر فقد رحلوا قبل رحيلنا بيومين هكذا كما بين لي الأمير صالح ..
قطعنا الرمال الهائجة عبر صحراء العبر ومضارب الصيعري حتى وصلنا إلى الوديعة فاستقبلنا الجانب السعودي بسيارات أسرع حتى نجران ..
ثم وصلتني تعليمات أخرى بأخذ يومين من الراحة ثم العودة إلى برط العنان لتدريب المقاتلين ..
الرحلة الشاقة التي حدثت لي من الجوف إلى بيحان ثم إلى نجران عبر الرمال المتحركة جعلتني مرهق جدا فأحببت أن اتنزه في حدائق ومزارع وشوارع نجران..
ساورني الفضول أن أدخل إلى احد معارض السيارات في نجران كي أرى المعرض فكانت المفاجئة كبيرة وصادمة..
سيارتي معروضة للبيع في المعرض
في كل يوم يمر علي يجعلني أعرف الفرق بين قبائل الجنوب أهل الشهامة والوفاء وقبائل الشمال أهل الخيانة والقدر ..
وهذه ليست المرة الأولى فكم طعنت في مناطق الشمال بالعهد الكاذب ...
انتهى الحديث
********************
في المرة القادمة سنذكر من مذكراته حكايات الغدر التي تعرض لها في الحيمة وبني مطر
✍ محمد صالح عكاشة
الكولونيل البريطاني ديفيد سمايلي انتدب لتدريب قوات الملكيين الإمامين بالتعاقد مع الملك فيصل بن عبد العزيز الذي كان يدعم الملكيين في الشمال آنذاك بعد رحيل القوات المصرية من اليمن وبداية حصار صنعاء
في هذه الجزئية البسيطة من المذكرات اسرد لكم ...
يقول الكولونيل ديفيد سمايلي:
عندما وصلت الأمور إلى نهايتها في الحرب الأهلية بين الملكيين والجمهوريين ، التزمت قبائل الجوف للملك فيصل بتجنيد.الكثير من الشباب لدعم الملكيين في حصارها لصنعا كان الحصار في بدايته ،استلمت قبائل الجوف الدعم السخي من الملك فيصل فأرسل إلي برقية أن أسير إلى الجوف وأشرف على تدريب الملكيين ، وصلت حينها إلى الجوف ووددت لو لم أذهب لم يكن هناك شباب ولاقوات قبلية فتحجج المشايخ بأن الحشد لم يبدأ بعد ، عندها ابرقت إلى الملك فيصل أن الحشد لم يبدأ بعد ، عندها أمرني أن أذهب إلى شريف بيحان لتدارس مسألة تقديم الدعم لقبائل مأرب وخولان في السيطرة على حريب كونها ماتزال بيد الجمهوريين ..
لكني تفاجئت أن سيارتي قد تعطلت ولايوجد في المنطقة أي ورشة لاصلاحها ..
أبقيتها في عهدة شيخ برط العنان حيث تعهد لي بالمحافظة عليها وركبنا على ظهور الجمال وكانت الرحلة شاقة استمرت ليومين متواصلين حتى وصلنا إلى بيحان ...
لم نلاحظ اي تغير في الموقف هناك لاتوجد ضوضاء في عمل ثوار الجبهة القومية وهذا ماجعل الأمور طبيعية ولم ندرك حقيقة مايدور في الخفاء...
استقبلنا الأمير صالح بن الشريف حسين فأكرمني وأنزلني في جناح خاص ، لكن يبدو عليه القلق والاضطراب حتى ساورني الشك بأني ربما أكون ضيفا ثقيلا..
أحببت أن أوضح له اني مكلف من الملك فيصل و.........
قاطعني الأمير قائلا أعرف ذلك ولكن لدينا مايشغلنا الليلة فلا بأس أن مكثف حتى الغد ربما يكون الوضع قد تغير...
لم أفهم ما معنى الوضع قد تغير ..
كان حوش القصر قد خلا من السيارات العتيقة التي كنت اعرفها من قبل إلا من سيارتين لاندروفر وبيت فورد ..
كنت أشعر بقلق ينتابني أن شيئا مجهولا سيحدث وعندما أظلم المساء وصلني الشريف حسين فاستحيت أن يأتي إلي ليباحثني في جناحي ..
فقلت له: لقد شرفتني سمو الأمير بقدومك إلي وكان بالإمكان أن آتي إلى مجلسك لنتباحث هناك..
ازفر زفرة عميقة وقال: لايمكننا أن نتباحث في شي ، جئت لنأخذك معنا كي لاتقع فريسة لثوار الجبهة القومية وعلينا الرحيل وتسليم المدينة ،غدا صباحا ستسقط بيحان...
انطلقنا مع الحاشية المتبقية على ظهر السيارتين أما عائلات القصر فقد رحلوا قبل رحيلنا بيومين هكذا كما بين لي الأمير صالح ..
قطعنا الرمال الهائجة عبر صحراء العبر ومضارب الصيعري حتى وصلنا إلى الوديعة فاستقبلنا الجانب السعودي بسيارات أسرع حتى نجران ..
ثم وصلتني تعليمات أخرى بأخذ يومين من الراحة ثم العودة إلى برط العنان لتدريب المقاتلين ..
الرحلة الشاقة التي حدثت لي من الجوف إلى بيحان ثم إلى نجران عبر الرمال المتحركة جعلتني مرهق جدا فأحببت أن اتنزه في حدائق ومزارع وشوارع نجران..
ساورني الفضول أن أدخل إلى احد معارض السيارات في نجران كي أرى المعرض فكانت المفاجئة كبيرة وصادمة..
سيارتي معروضة للبيع في المعرض
في كل يوم يمر علي يجعلني أعرف الفرق بين قبائل الجنوب أهل الشهامة والوفاء وقبائل الشمال أهل الخيانة والقدر ..
وهذه ليست المرة الأولى فكم طعنت في مناطق الشمال بالعهد الكاذب ...
انتهى الحديث
********************
في المرة القادمة سنذكر من مذكراته حكايات الغدر التي تعرض لها في الحيمة وبني مطر
التعليقات على الموضوع