الى كل رب اسرة ومعلم
((الى كل رب أسرة ومعلم..و.. ))
** اشعرُ ، بل اثق انه سيتم التعامل باستخفافٍ ويمكن بسخريةٍ مع ماسنتطرق له هنا ، وهذا على الرغم من اهميته لمستقبلنا واجيالنا ، او يمكن ان يقال هذا صح خلال قرأة الموضوع ولكن بعد ذلك سيدارُ له الظهر وكأن لم يكن اصلا.. والسبب هو ميلُ الكثيرين منا الى التعاطي بلامبالاة مع الكثير من الظواهر المقلقة او مؤشراتها التي تحيقُ بمجتمعنا ، او التعاطي بمنطق(وانا مالي ، او لن يغيّر جهدي في الامر شيئا ..الخ ) والرسول (ص ) يقول : كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيتهِ .
** اليوم تتخلّقُ في رحم مجتمعنا الجنوبي - وكاحدى تداعيات الحرب - تتخلق ظاهرة مثيرة لما هو اكثر من الرعب ذاته .. انها ظاهرة جنوح صبياننا الى تقمّص دور القتلة والمجاهدين ، او عشق البندقية وادوات القتل وخلافه ! وهذا مؤشّر جد خطير ينمو في جغرافيتنا .. ولنقف امام بعض المشاهدات الحية والواقعية :
* صبي في رياض الاطفال ، وبعد توزيع المعلمة لمكعبات تشكيل الاشياء وقيام بعض زملائهِ بصنع مسدسات ، فهو يطلب من معلمته ان تساعده في صنع مسدس ، فتجيبه بانها لاتعرف .. ياتي رده الصادم : ساصنع قنابل وافجرهم بها جميعا !!!
* في مدرسة خاصة ، طالب ثانيه ابتدائي يعبّرُ عن جام غضبه عندما تربتُ مدرسته بيدها على كتفه ملاطفة ومشجعة له ، فيرفع يدها بغضبٍ قائلا : انا مجاهد ، وانتي امرأة ولايجوز ان تلمسيني !!!
* في امسية رمضانية ، صبية صغاراً يمتشقون بنادق بلاستيكيةٍ تقذف كراتٍ عاجيةٍ ، ثم يقتسمون فريقين ، لكنهم يختلفون من يكون فريق الحوثي !! وبعد اقتناع طرف نسمع احد اعضاء الفريق الاخر يقول: هذا حوثي .. سدد على رأسه .. أخزق عينه !!!!
** مشاهدات تنامي نزوع اطفالنا للعنف والاجرام والتعلق بادوات القتل متعددة ولايتسع الحيز لتناولها كلها هنا .. ونحن في غمرة غرقنا وحتى النخاع في لُجة اعباء الحياة وضغوطها - انقطاعات كهرباء - مياه - مجاري - انعدام بنزين - لقمة العيش ..الخ - في غمرة كل ذلك لانلتفت مطلقا لانحراف صبياننا الى هذا المنحى الكارثي! وهو يعشعشُ في ادمغتهم الطرية الان ، وهذا جد خطيرٌ جدا على مستقبلهم ولاشك.. فهنا يتخلّقُ الجيل المنحرف والميّالُ الى القتل والاجرام وفي غفلة منا ، ونحن لانعيرُ مثقال ذرٌة من اهتمام لبوادر هذا الجنين المشوٌه الذي ينمو في رحم مجتمعنا الجنوبي..
** بالطبع من مسؤليتنا كأباء ، والمعلمون من مسؤلياتهم المهنية والاخلاقية ايضا ، وحتى المسؤلون ومنظمات المجتمع المدني وخلافه .. كلنا من مسؤليتنا التصدي لبوادر هذا الكابوس الجهنمي الذي ينمو في رحم مجتمعنا ، وان لانقول بصدده : وانا مالي ، فالمسؤولية الجسيمة في تنشئة الاجيال تحتم ذلك ، والمسؤولية في خلق جيلٍ متزنٍ وسويٍ تقع على عاتقنا جميعا ، والضرورة القصوى تفرض علينا ان نتداعى لها وبروح متوثبة تستشعرُ الخطر الذي يهدد اجيالنا ومستقبلنا ..
** في الختام .. اوجه رسالة شكر وتقدير واكبار للجهود الخرافية التي تبذلها المناضلة الجنوبية الاستاذة سعاد علوي في مجال مكافحة المخدرات .. فعلا انها امرأة جنوبية متفرّدة ، نعم انها امرأة تستحق منا كل التقدير والاحترام لجهودها المتفانية في حماية شبابنا.. اليس كذلك ؟!
كتبه/ علي ثابت القضيبي
الخيسه/البريقه/عدن
17/6/2016
التعليقات على الموضوع