شبكه صوت الجنوب

ads header

المناطقية : ورقة صنعاء الأخيرة .... فهلا أفقتم وأوقفتم هذا الهراء ؟؟!!

(( غريزة المناطقية وعبث  التمنطق  ))

المناطقية : ورقة صنعاء الأخيرة .... فهلا أفقتم وأوقفتم  هذا الهراء  ؟؟!!

حربٌ إعلامية ضخمة يخوضها الجنوبيون فيما بينهم كل يوم وكل ليلة .

تجييش إعلامي هنا وحشد إعلامي مضاد هناك .
افتعال قصص هنا ، وترويج شائعات هناك .
تصديق لهذه الشائعة هنا وإيمان بصدقية شائعة أخرى  هناك .

مواقع إخبارية تمتهن اختلاق الأكاذيب  وبسهولةٍ  يتلقفها هؤلاء  الجنوبيين ليبدأوا معركتهم الافتراضية  في مواقع التنافر الإجتماعي .

لازالت العقلية الجنوبية كما هي منذ عقود ولازالت العاطفة هي المتصدرة لهذه العقلية  دون اتعاظ من المراحل المليئة بالدروس المتتالية طيلة هذه الفترة . وهي العاطفة نفسها التي أودت بنا إلى كارثة الوحدة في زمن ليس ببعيد .

الجنوبي هو انسان  يمتاز بوطنية مصحوبة بالتشنج - عاطفة تكسوها الحماقة - براءة حد  السذاجة - تجده متعصب للمسميات والكيانات والجغرافيا  .

من السهل جداً أن تكتب شائعة على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى تصنعها من العدم وبكل تأكيد هناك من سيتلقفها بعقلية المصدق لكل ما أتى ، وإيمان البريء بصحة كل ما يقال ، ومن السهل جداً  أن تجعل من هذه الشائعة قضية رأي عام يتفاعل الآلاف معها أو ضدها  كلاً بعقليته الممنهجة مسبقاً  .

كل شخصٍ في مواقع التشاحن الاجتماعي بات لديه زعيم محنط وموميا مقدسة لا يجب أن تُمس بسوء كما لا يجوز أن تُنتقد وفي نفس الوقت هناك أعداء مفترضون من بني جلدتنا نتصنعهم حين نختلف معهم أو حين يختلفون هم  مع القائد المبجل هذا أو ذاك .

حتى المثقفين الجنوبيين الذين من المفترض أن يساهموا في توعية الناس صار الكثير منهم يمتهن الابتزاز السياسي  وترى الكثير منهم يوضفون المناطقية في ذلك دون إدراك لحساسية المرحلة وخطورة هذا التوضيف  ،  وبات الكثيرون يتسابقون في خوض هذه المعركة الافتراضية مع الزعماء الافتراضيون ضد الأعداء المفترضون  .

هكذا نحن  وهكذا هي تركيبتنا الحقيقية . ننتصر على العدو ولا ننتصر على الذات فعاد العدو يغزونا عبرنا وعبر الذات  .

المخيف هو أن براءتنا وسذاجتنا لا تصلح لهذا العصر الموسوم بالخدائع والكذب والنفاق "  عصر السياسة " والمخيف في هذا هو أن  قوى صنعاء المهووسة برغبة السيطرة على الجنوب تعمل جاهدةً على استغلال هذه العاطفة وتسييرها نحو التنافر والتشاحن واللاتقارب والأخطر في ذلك أن المناطقية هي الحاظرة والسائدة في كل ذلك فهي الورقة الرابحة لهم .

هذه القوى بشقيها الشرعي المطارد ،  والإنقلابي المتعنتر  تتقمص كل  الفرص لخلق التشاحن الجنوبي  ؛ حيث تعكف هذه الأطراف حد الإجهاد في بحثها عن كل الثغرات في المشهد الجنوبي " المليء بالثغرات " كي تتسلل  منها  وعبرها إلى الواقع الجنوبي " السهل الاختراق "  حاملةً   معها لظى خبثها  المصحوب بهوس السيطرة الجنوني  على الجنوب الجغرافيا والثروة .

في ذات الوقت وكنتيجة لهذا التقمص وهذا الهوس تسعى هذه الأطراف  بكل ما أوتيت من قوة على استنزاف الأرواح الجنوبية  وإفراغ العقل الجنوبي من وعيه بهدف الإبقاء على الجنوب تحت السيطرة وإشغاله عن ترتيب نفسه وفرض واقعه قبل انتهاء مرثون  حربهم الافتراضية  في الشمال وقبل أن يتعانقوا كعادتهم بعد كل حرب يخوضونها ، وهذا يتم عبر تجذير  الفكر التدميري بأحزمته الناسفة والمزلزلة تارة  ، وعبر إعلامهم الذي يختفي خلف أسماء جنوبية ليختلق  فتن ( جنوبية - جنوبية ذات طابع مناطقي ) تارةً أخرى  ، وهي لا تفوتها ( هذه القوى ) أي فرصة ولا تمر عليها أي شاردة أو واردة هنا أو هناك  إلا واستغلتها لبث روح الشقاق الجنوبي وفتفتة النسيج الاجتماعي الجنوبي ومحاولة بث سموم الصراعات السابقة في ذاكرة الجنوبيين من جديد والمؤسف أن الجنوبيين سرعان ما يكونوا أداة ومعاول بيد هؤلاء عن  غير دراية منهم وعن غير وعي  .

العدو يكشر أنيابه علينا في جميع النواحي ويحاول تعويض ما فقده من السيطرة على الأرض بالسيطرة على الفكر والرأي العام كي يعود من جديد عبر حماقتنا تلك  ، وفي ضل هذا المشهد الواضحة معالمه والذي يُفترض أن تكون جولاته وصولاته وتفاصيل قبحه عامل وحدة وتوحد للجنوبيين إلا أن الواقع يوحي  بعكس ذلك فالفطرة الجنوبية قد اعتادت دون اتعاظ من تجارب الماضي  أن تبقى حبيسة الشائعات التي يتلقفها الجنوبي ببراءة التصديق المطلق لها ، وعنترية التعامل معها .

هناك مجموعات متغلغلة  وفرق  مختصة تفتعل الأحداث على الأرض وتسيرها ،  وهناك جيشاً في  العالم الافتراضي يستغل هذه الأحداث لإرباك المشهد وزلزلة الوعي الجنوبي  عبر  أسماء تحمل الصفة الجنوبية وتمارس أفعالاً هدفها تقطيع جسد الجنوب وتحويل أحلامه الى كوابيس .

على الجنوبيبن اليوم أن يكونوا أكثر وعياً ودراية عن حجم ما يخطط لهم وتفاصيل هذه المخططات وعلينا جميعاً كناشطين أن نكون أداة مواجهة لهذه المخططات لا أن نساهم في إنجازها .

علينا أن نتمرد عن غريزة المناطقية التي تتسلل كل لحظة نحو باحات تفكيرنا وتعاملنا . فالمناطقية وما يعنيها من تمزق وشتات  هي الورقة الأخيرة التي يحاول الاحتلال منها وعبرها العودة إلى الجنوب إن لم أقل أنه يحاول عبرها أن يرجعنا صائغين مستسلمين الى حضن إرادته برغبتتا نحن إن نجح ما يخطط له .

الوعي الجنوبي يتنامى والكل يرفض الانجرار الى أي فتنة مناطقية تؤدي إلى صدام ما ولكن بنفس الوقت العاطفة تدفع الجميع للتجيش والتجييش المضاد وهذا ما يجب أن ندركه ونتداركه .

عبدالله فضل الحسام

ليست هناك تعليقات